تقول الأستاذة إيمان صالح الحربى – الباحثة التربوية وإحدى المهتمات بشئون المرأة – إن هناك قائمة من السلوكيات والقيم التى يجب على كل من تريد أن تكون مثالاً وقدوة لأبنائها فى ذاتها وفى تربيتهم أن تتحراها وتتحلى بها
وهى:الإخلاص لله، فهي تربي أبناءها من أجل الله ولله، فهم أمانة أعطاها الله إياها.
فيجب عليها أن تكون قدوة للأبناء في تعاملاتها، في أخلاقها، في عباداتها، في نظامها، في مأكلها، في مشربها، فالابن مثل الإسفنجة يمتص كل ما حوله، وإذا أصلحت الأم نفسها فإن الله يحفظهم، قال عز و جل: {وكان أبوهما صالحًا}.
الصبر والحلم:
وهذه الصفة تكاد تكون منعدمة، فأبناؤك عندما يعودون من المدرسة يجدون منك الصراخ، والعراك، والعصبية، نعم التربية مجهود ومشقة، ولكن يكفيك قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، وهناك نقطة هامة حقيقة أود أن ألفت النظر إليها وهي: أن نبعد عن مقارنتهم بما كنا عليه، ونحن في سنهم، فعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول: «ربوا أبناءكم، واعلموا أنهم خلقوا لزمان غير زمانكم»
الرحمة والحب:
أنصح كل أم أن تستبدل الحب بالعقاب؛ لأنه للأسف الشديد في كثير من البيوت أصبح الأب والأم أدوات تعذيب للأبناء، فالأب يضرب، والأم تصرخ ، فمن الممكن أن تستخدم الأم أسلوب المكافأة، ولكن ابدئي بالحديث عن الأجر، وبدرجات الجنة، وبأن بين كل درجة وأخرى كما بين السماوات والأرض، فيجب على الأم أن تختار الأسلوب المناسب للعقاب، ولا يكن خيارك الدائم هو الضرب، وهناك قاعدة تربوية عظيمة وهي: لاعبوهم سبعًا، وأدبوهم سبعًا، وآخوهم سبعًا، ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب، ففي السبع الأولى يكون اللعب، والحنان، والعطف (بشرط ألا يتميع الطفل)، وفي السبع الثانية يكون التعليم المباشر «مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر ..»الحديث، وفي السبع الثالثة تكون المصاحبة بالحوار والمناقشة، وهذا المنهج العظيم لو سارت عليه الأسرة المسلمة لحلت الكثير من المشكلات التي تواجهها الأسرة المسلمة اليوم.
المساواة والعدل:
فلابد أن يكون العدل في كل شيء، ما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل، حتى في المدح والثناء، وإياك ومقارنة أخت بأختها، فهذا ينشئ الحسد أيضًا، يجب المساواة بينهم حتى في العطية، وهناك عادة خاطئة منتشرة في كثير من الأسر، وهي إعطاء البنين أموالاً كيفما شاءوا، بخلاف البنات، ظنًا منهم بأن للذكر مثل حظ الأنثيين، هذا يكون في الميراث فقط ، فالإسلام ساوى بين البنت والولد في الحقوق.
الحكمة
{ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}، فيجب أن تكون الأم حكيمة في تعاملاتها مع أبنائها، وذلك يتطلب منها أن تقرأ كثيرًا، وتكثر من الاستشارة، ومن أساليب الحكمة التربية بالموقف، فمثلاً عند الأذان ننصت وتردد الأذان، وتحث الأم الأبناء على ذلك، وكذا في جميع المواقف التربوية الأخرى.
الدعاء والتضرع إلى الله:
فلن تثمر التربية – بإذن الله تعالى – إلا بالدعاء، سئل علي (رضي الله عنه ): كم المسافة بين السماء والأرض؟ قال: «دعوة مستجابة»، فلتكثر الأم المسلمة من الدعاء لأبنائها بالهداية، ولا تيأس إذا رأت غير ذلك في أحد أبنائها، ولقد نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن دعوة الوالد على ولده، وأذكر أن أمًا دعت على ابنتها بالمرض؛ لأنها دائمة الاستفزاز لها، أصيبت هذه الابنة بأمراض عديدة مزمنة، وحتى عندما تزوجت لم تنجب، وأيضًا ذات مرة دخلت امرأة المسجد وهي تبكي، وسألتها من بجوارها عن سبب بكائها، فقالت لها: لي ولد عاق، فقالت لها: كان لي ابن عاق مثلك، وكنت أغتنم أوقات الإجابة، وأدعو له بالهداية، أتعرفين من هو؟ إنه إمام هذا المسجد، فاغتنمي أوقات الإجابة.
التربية على حسن الخلق:
لابد أن تربي أبناءك على حسن الخلق ، وأن يكون ترسيخ العقيدة في نفوس الأولاد هو الأساس، و أن تعريفهم بنعم الله وتربيهم على الإخلاص، والبعد عن الرياء، ومراقبة الله، ولابد أن تكوني قدوة لهم في المحافظة على الصلاة، وتعظيم أمر الصلاة في نفوسهم، وكذلك حفظ القرآن الكريم، والأذكار الشرعية، حتى تكون هناك بركة في الرزق والصحة وكل شيء، والأم تجتهد، وأجرها عند الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
موضوعك رائع