عمر طفلك سنتين أليس كذلك ؟
وهذه هي أخلاقه وطباعه التي تؤذيك وتجعلك تصفه بالعدوانية والميل إلى التدمير, أليس ذلك صحيح؟
يجذب غطاء المائدة.
يلوي ذيل القطة.
يقطع جوربه بالمقص.
يهشم الأزهار.
يستخدم الطباشير والأقلام على الحائط والأثاث.
يدمر اللعب ويفتحها ويفت ما بداخلها.
عزيزي المربي.. طفلك يمامة وديعة وليس وحش كاسر كما تظن أنت عندما ترى منه هذه التصرفات, ذلك لأن طفلك الصغير في هذه السن قلما يفعل هذه التصرفات عن خبث أو سوء نية..
فهو يجذب غطاء المائدة كي يستعين به على النهوض, ويلوي ذيل القطة لأن ذلك يدفعها إلى مواء بعد صمت, وإلى حركة بعد سكون, ويقطع جوربه حتى يظهر قدرته على استعمال المقص المعدني العجيب, ويهشم الأزهار كي يعبر عن سروره بها, وهو يستخدم الطباشير والأقلام إذا اكتشف أنه يستطيع أن يترك بها أثر على الحائط أو على قطع الأثاث, يثير فيه كل هذا شعوراً بالقوة يتظاهر به ويستمد منه متعة كبيرة موفورة.
وأما عن اللعبة فهو يحطمها ليعرف ما بداخلها أو ماذا يحركها، أو مما صنعت؟ ودافعه في هذا هو حبه للاستكشاف وإشباع الفضول ولا يبدوا له ما وصل إليه من نتائج تلحق ضراً أو تسبب خسارةً تغضب البالغين …. عزيزي المربي؛ إن في المحيط الذي يعيش فيه البالغون كثير من المغريات التي تجذب الطفل, لاسيما في هذه السن, فهو لا يستطيع أن يقاوم ما يجتذبه إلى التناول والفحص, وسرعان ما يؤدي إلحاح الآباء على الطفل بالكف عن نشاطه إلى إدمان التقريع الذي يتأتى عنه التهيج والغضب عند الآباء, والتبجح والعصيان الصريح عند الطفل, وهذا لا يعني أن طفلك عدواني أو أنه غير مطيع..
ولكن ما تراه أنت هدماً.. طفلك يراه بناءً !!
إن كثيراً من أنواع النشاط التي يعتبرها الكبار نشاطاً هداماً إنما هي عند الطفل بناء وتعمير, حقاً فهي تمثل جهداً يبذله للوقف على القوانين الطبيعية التي تقوم عليها الأشياء التي تعرض له, فالأرجح أن الصغير الذي لا يثير استطلاعه دقات الساعة, أو رنين الجرس الكهربائي, أو الموقد, وكل الأجهزة الآلية التي يقع عليها بصره في حياته اليومية؛ الأغلب أن يكون مثل هذا الطفل مستغلق الذهن غبياً !!
طفلك يتصرف بتلقائية المشكلة عندك أنت !!
حاول إذن عزيزي المربي أن تصلح من نفسك, وأن تتعامل مع طفلك بهدوء, وأن توفر له الجو الصحي لتنمية قدراته ومواهبه, وأنصحك بالنصائح التالية:
-1حتى تتجنب الاحتكاك مع طفلك؛ حاول أن تجعل لطفلك ميدان خاص به إن أمكن, سواء أكان ذلك حجرة للألعاب أو ركناً يستطيع أن يلهو فيه بعيداً عن تدخل الآخرين.
-2لا تغدق على طفلك اللعب غالية الثمن المعقدة التي لا تؤدي غرضاً نافعاً, ولكن عليك بانتقاء اللعب البسيطة متقنة الصنع التي يمكن تفكيكها وتركيبها دون أن يلحقها التلف, لأن فيها ما يشبع فضوله واستطلاعه وما ينمي مواهبه وإدراكاته.
3- أترك طفلك وشأنه يبتكر الحيل لتسلية نفسه, ولا تقوم أنت بتشغيل اللعبة ليجلس هو يتفرج في ملل, بل دعه يتصرف هو كيف شاء, وتفرج عليه كيف سيلعب.
– 4إن حطم اللعبة فلا تحزن, ولا تصفه بالعدوانية, فإن ما دفعه إلى ذلك ليست رغبته في الهدم أو طبيعته العدوانية, وإنما حبه للاستطلاع الذي يراه هو بناءً وليس هدماً كما تراه أنت.
وإنما يكون هذا الفعل هدماً إن كان الطفل يفعل ذلك عن عدم مبالاة أو استخفافاً بقيمة الأشياء, وغالباً ما يحدث ذلك إذا أغدقت اللعب وسائل التسلية على الطفل عن الحد المعقول.
أما الأصل عزيزي المربي أن الطفل يتصرف بتلقائية وداعة كوداعة اليمامة, فلا تتعامل معه كأنه وحش كاسر..
نقلا عن منتدى حوارات