تخطى إلى المحتوى

حل مشكلة الشقاوة بالطفل 2024.

طفلي غاية في الشقاوة، كثير الحركة، متقلب المزاج وله قدرة عجيبة على المشاغبة لدرجة أن جو البيت يصبح أحياناً غير محتمل. هذه الشكوى ترددها بعض الأمهات.
ويتساءل العديد من أولياء الأمور عن الطريق السليم لتربية الصغير على أسس راسخة ليصبح طفلاً مهذباً يتمتع بالصفات والأخلاق الطيبة.
ويقول خبراء علم النفس في بحث نشرته مجلة بريطانية أن شقاوة الأطفال وعقابهم مسألة تقديرية تختلف من أسرة إلى أخرى. فقد تشعر أم بانزعاج شديد لأن ابنتها الصغيرة تتعمد وضع إصبعها في فمها وتحاول منع الصغيرة بالقوة بينما تأخذ أم أخرى نفس الموقف ببساطة وتشير إلى طفلتها ألا تحاول تقليد المولود الجديد وأنها ستقلع عن هذه العادة بعد فترة.
ولكن هناك تصرفات يرتكبها الأطفال الصغار تثير ضيق أولياء الأمور الذين يتفقون على كونها شقاوة مرهقة لأعصابهم مثل تكرار الأطفال لعملية إيذاء إخوتهم الأصغر منهم سناً أو سكب اللبن والمأكولات عمداً على الأرض وكسر الأكواب واللعب والتبول أثناء اللعب وإلقاء الأشياء من الشرفات والإهمال في الممتلكات الخاصة وتخريب الأثاث والرسم على حيطان المنزل.
وينصح الخبراء بأنه في حالة اكتشاف أن الصغير يتصرف بعصبية ويتعمد ارتكاب أعمال تتسم بالشقاوة الزائدة بضرورة البحث عن الدافع الحقيقي وراء هذه التصرفات ثم محاولة معالجة الموقف بناء على ذلك.
قد يكون الدافع محاولة الصغير لفت النظر إليه لأنه يشعر في قرارة نفسه أن والديه لا يعطونه الاهتمام الكافي والرعاية اللازمة أو يشعر بالغيرة من قدوم مولود جديد للأسرة أو يعاني من الضيق بسبب زيارة شخص قريب لقلب الأم يحظى باهتمامها طوال الفترة التي يقضيها معهم.
وأحياناً يحاول الصغير المحروم من العطف والحنان أو الذي يشعر أن والده يستحوذ على الجزء الأكبر من عواطف أمه، التنفيس عن شعور الضيق الذي يعتريه بالشقاوة والإكثار من الحركات العصبية.
وقد يجد الصغار مثل الكبار صعوبة في التكيف مع متغيرات الحياة والضغوط العصرية فيتولد لديهم إحساس بالإحباط ويحاولون التنفيس عنه بالشقاوة الزائدة.
وتشير بعض النظريات النفسية إلى أن الطفل يحاول اختبار قدرة والديه على التحمل فيعتمد ارتكاب أعمال تثير غضبهما ليرى رد الفعل عليهما. كما تكون الشقاوة في بعض الأحيان نوعاً من التحدي لأم متحكمة ومتسلطة أو لأب قاس أو لجو أسرة مشحون بالمشاجرات التي لا تنتهي، أو يتصرف الطفل بطريق غير مهذبة لعدم وجود القدوة الحسنة من الوالدين.
وقد يتحول طفل هادئ الطباع إلى طفل عصبي بعد الالتحاق مباشرة بالمدرسة، لأنه يشعر بالغربة في المدرسة ويجد صعوبة في التكيف مع بقية زملائه كما أنه يشعر بأنه يبحث طوال ساعات الدراسة عن حنان أمه.
وهناك عدة نصائح للتغلب على شقاوة الصغار وتساعد على تهذيب سلوكهم وتتلخص في النقاط التالية:
ـ تفهم طبيعة تصرفات الصغير وتقريب المسافة بين الطفل ووالديه على أن يكون الحب والحنان هما أساس العلاقة الأسرية.
ـ إظهار الغضب للصغير عندما يرتكب خطأ ومحاولة وضع عقاب رادع لفعلته حتى لا يكررها مع تجنب القسوة حتى لا يحاول الصغير تحدي الوالدين ويلجأ للعناد.
ـ عدم التردد في الثناء على الصغير عندما يقوم بعمل يستحق المديح ومكافأته بلمسة حنان أو قبلة صادقة.
ـ سؤال الطفل بحزم عن سبب ارتكابه لخطأ ما والاستماع إلى شكواه باهتمام. وعندما يبدأ الصغير في تبرير موقفه ينظر الوالد إلى عينيه ويستمع له جيداً حتى يشعر الصغير بالاهتمام والارتباط الوثيق بينه وبين والديه.
ـ امتناع الوالدين عن التكرار على مسمع من الصغير أن ابنهما غاية في الشقاوة وأنهما عجزا عن التغلب على هذه المشكلة لأن ذلك يدفع الصغير للتمادي في الشقاوة …
وأخيراً يؤكد الخبراء أن الطفل الكثير الحركة عادة ما تكون هذه الصفة عنده دليلاً على الذكاء.
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.