أكد علماء ألمان أن الإكثار من نظافة الأطفال يضع جهاز المناعة
عند الإنسان في سن متقدمة في خطر، فيصبح المرء أكثر عرضة للإصابة
بالحمى وأنواع مختلفة من الحساسية.
وقال البروفيسور الألماني أولريش كايل: إن الأطفال الذين يسمح لهم باللعب
بحرية في البيئة المحيطة بهم أقل إصابة بأنواع الحساسية،
بحسب وكالة الأنباء الألمانية 18 مايو/أيار.
وجمع كايل على مدى 20 عاما بيانات عن مليوني طفل وشاب مصابين بأمراض الحساسية
في 106 دول، مركزا على ظروف حياة هؤلاء،
وأنه انتهى إلى نتيجة مفادها أن الأطفال الذين يعيشون في ظروف سيئة أقل عرضة لأمراض الحساسية.
وقال البروفيسور الألماني المتخصص في الطب الاجتماعي بجامعة مونستر الألمانية:
"الأطفال الذين لا يخضعون لرقابة مفرطة من أهلهم؛
الذين يحرصون على إبعادهم عن أماكن الجراثيم، هم الأطفال الأكثر حظا في مواجهة الحساسية".
وأضاف "لاحظنا -في إطار الدراسة الدولية عن الربو وأمراض الحساسية في الطفولة-
أن معدلات انتشار الربو وأمراض الحساسية في الدول النامية
أقل منها مقارنة بالوضع في أستراليا، ويؤكد ذلك النظرية التي مفادها
أن الأطفال الذين لا ينشئون في ظل ظروف معقمة ونظيفة يطورون نظاما مناعيا مختلفا؛
أي أنه لا بد من السماح للأطفال من وقت لآخر باللعب في التراب والطين".
وأشار كايل إلى أننا كبشر نشأنا بشكل مختلف عبر مئات وآلاف السنين.
لقد كنا معرضين أكثر للجراثيم وأنواع العدوى في الطبيعة؛ ما أدى إلى تطور جهاز مناعي
مناسب لدينا، أما اليوم فنحن معرضون لتحديات صحية مختلفة تماما؛
فلم يكن هناك على سبيل المثال نظافة بهذا الشكل لأسلوب المعيشة،
أما اليوم فنحن نعيش في وسط نظيف جدا، وخال من الجراثيم؛
ما جعل نظامنا المناعي يتطور بشكل مختلف تماما".
في السياق نفسه حثّ طبيب إيطالي الأمهات على جعل أطفالهن "قذرين"
بعض الشيء؛ لأن الإفراط في توفير البيئة النظيفة لهم يضعف جهاز مناعتهم،
ويعرضهم للإصابة بكثير من الأمراض.
وأشار الدكتور ألبرتو يوجازيو رئيس قسم طب الأطفال في مستشفي بامبينو جيسو في روما،
إلى أن تعرض الأطفال للميكروبات والبكتيريا يقوي جهاز مناعتهم،
مؤكدا أن الإفراط في النظافة الشخصية شيء سلبي،
مشيرا إلى أن 3 من بين 10 أطفال يعانون الآن من أحد أنواع الحساسية بسبب "النظافة الصحية المفرطة"؛
التي يوفرها لهم آباؤهم.
وأوضح يوجازيو أن الآباء والأمهات الذين يغسلون أطفالهم يوميا يحرمونهم
من المناعة الطبيعية ضد الأمراض، داعيا إياهم للقيام بذلك مرتين أسبوعيا فقط،
وتقديم اللقاحات الضرورية لهم في الأوقات المناسبة