الرجوع إلى المقالات
انتهت ولادتك بسلامة والحمد لله .. ولكن حياة جديدة ابتدأت بالنسبة إليك، أنت وزوجك والطفل… فالطفل الذي اعتاد على الحياة داخلك، أصبح مستعدا لبدء حياته الطفولية الجديدة، وهو يتطلب منك الكثير من العناية والاهتمام والحب والحنان، إنها مسؤولية الحضانة التي لا توازيها مسؤولية على الأرض، علما أن الحيوان الذي لا يفقه شيئا ولا يعقل شيئا يحضن جراءه ويعتني بها ويدافع عنها حتى الموت، فكيف بالإنسان المتحضر الواعي العاقل ؟
ولا يغرب عن بالك أن هذه المسئولية هي مسؤولية مشتركة بينك وبين زوجك، وحتى بين أطفالك الآخرين إذا هم وجدوا وكانوا واعين .
ولا أعتقد أن هناك سعادة أبهي وأعظم من سعادة حضانة الطفل، لذلك سأساعدك ببعض الإرشادات التي قد تكون مفيدة لك في الأيام الأولى لوجود طفلك في منزله الجديد … لأنك مازلت مرتبكة وغير عالمة بكثير من شروط التربية والحضانة … ولكن عليك أن لا تنسي أنه يتوجب عليك، عندما يرجع إليك قوتك ونشاطك ويقوي طفلك، أن تتوجهي إلى طبيب الأطفال ليتابع الاعتناء بوليدك لسنوات عدة حتى يشب ويقوي ويصلب عوده .
والآن لنقرأ هذه الإرشادات :
حمام الطفل
يجب أن يأخذ الطفل حماما يوميا بالإسفنجية والماء الفاتر والصابون دون أن يوضع في المغطس .
امسحي السرة بقطنة مبلولة بالسبيرتو، وفي حال وجود نزف دموي خفيف منها، أو احمرار أو تقيح، عليك مراجعة الطبيب .
تأكدي من أن الغرفة التي تستعملينها للحمام دافئة وجوها مقبول بالنسبة إلى الطفل وليس بالنسبة إليك .
حمام المساء يجعل الطفل يشعر بالراحة والانتعاش أكثر فينام بسهولة، ولا تنسي أن تقلمي أظافره من وقت لآخر لئلا يجرح وجهه .
الطريقة المألوفة في تحميم الطفل هي وضعه في وعاء بلاستيك يتناسب وحجمه،أو أي وعاء آخر شرط أن يكون نظيفا .
لفي منشفة كبيرة حول وسطك، وامسكي بالطفل جيدا، وضعيه في حضنك، واغسلي وجهه، ثم استخدمي كمية صغيرة من الشامبو الخامس بالأطفال لغسل رأسه وفوحيه جيدا، بعد ذلك أنزلي الطفل في الوعاء ومؤخرة رأسه تستند إلى معصمك الأيسر، بحيث يظل الرأس فوق سطح الماء، وهذا طبيعي حتى لا يختنق .
أخيرا ارفعيه ولفيه، بسرعة ، بمنشفة دافئة، ودعيه يشعر بالأمان والراحة قبل تجفيفه وإلباسه .
أما بالنسبة لتنشيفه فلا تنسي مناطق ما تحت الإبطين وخلف الأذنين وما بين الساقين، ولا تنثري البودرة على الأماكن من جسمه التي ما تزال رطبة .
إذا كان طفلك يكره الحمام التقليدي جربي تحميمه خلال حمامك أنت . عند ذلك يتوجب عليك مد حصيرة على أرض المغطس تحاشيا للانزلاق.
بعد ذلك، استلقي في المغطس وضعي الطفل على صدر ليكون مواجها لك واسندي ظهره بساقيك . هنا يلعب وجودك معه، وقرب كتفك دورا مهدئا للغاية . كما أن هذا الحمام المشترك سيقدم لكما وقتا من السعادة والهناء . لكن لا تنسي أن تبقي الماء بدرجة حرارة تناسب الطفل
بانتهاء الحمام لا تستعملي العود مع القطن، أو تدخلي أشياء أخرى، من أجل مسح الأوساخ داخل أذن طفلك بل امسحيها من الخارج بواسطة منديل ناعم .
نوم الطفل
بعد إرضاعه ضعي الطفل على بطنه أو جنبه، ولا تستعملي المخدة أثناء الليل، ولكن حاذري أن تغطيه بلحاف فضفاض فوق رأسه مخافة الاختناق .
ينام الطفل الموجود حديثا طيلة الوقت تقريبا، أي بما يعادل عشرين أو اثنين وعشرين ساعة يوميا، وكأن هدف وجود الطفل، في البداية، هو الأكل والنوم فقط . ولذلك لا تيأسي من هذه الظاهرة . ودعيه يأخذ راحته الكاملة لأن دماغه وأعصابه ما زالت ضعيفة وتحتاج للراحة الكاملة حتى يكتمل نموها .
طرق الاعتناء به
لا حاجة لأية عناية خاصة بعد ختان الذكر وفي حال وجود احمرار، أو التهاب سطحي، ضعي على الجرح مرهما مضادا للالتهابات من نوع التيتراسيكلين أو البنسلين مع الشاش المطهر .
يجب أن تعرفي أن إفراز مادة مخاطية مع قليل من الدم في البراز عند حديثي الولادة أمر طبيعي، ويستحسن غسل هذه الإفرازات من الأمام إلى الخلف .
يجب تغيير " الحفاض " بعد كل تبرز وتبول، كما يجب غسل مؤخرة الطفل بالماء الفاتر بعد ذلك .
لا تستعملي لطفلك السروال البلاستيك أو النايلون . لأن هذا النوع يثير الحساسيات الجلدية، وفي حال ظهور احمرار على مؤخرة الطفل، ثابري على غسله بالماء الفاتر، بعد كل تبرز أو تبول ، وتنشيفه جيدا، ويمكنك استعمال كريم الديفلامول لعلاج " التسميط " .
من المستحسن عدم استعمال المواد الكيماوية أو الصابون الكيماوي المصنع في غسل ألبسة الطفل، والاكتفاء بالصابون العادي المبروش مع إعطاء الوقت الكافي للتفويح حتى يزول كل أثر للصابون .
الإمساك والإسهال
قد يتبرز الطفل مرة إلى ست مرات في اليوم، لذا لا لزوم لعمل أي شيء إذا كان الطفل مرتاحا وإذا كان البراز طبيعيا ذا لون أصفر ومتماسكا أو متجانسا . وفي حالة الإمساك يكون براز الطفل جامدا . في هذه الحالة من المستحسن إعطاء الطفل كمية من الماء أو قليلا من عصير البرتقال بين الرضعات . وتفاديا لأي تشقق في مؤخرته بسبب البراز الجامد . يمكن دهنها بمرهم الفازلين . كما أن هناك تحاميل للرضع مصنوعة من الجليسرين تسهل عملية الخروج ( البراز ) . أما إذا أصيب طفلك بإسهال فيمكنك الاستغناء عن الحليب وإعطاء الطفل ماء الأرز المغلي أو ماء الجرز عدة مرات في اليوم .
وإذا لم يتوقف الإسهال خلال أربع وعشرين ساعة يستحسن استشارة الطبيب الذي سيتفادى النشفان بإعطاء الطفل كمية من المصل خصوصا في أيام الصيف الحارة .
إن الطفل يشد ويحتقن لونه عندما يتبرز ( يتغوط ) وهذا أمر طبيعي لا يدعو للخوف .
اليرقان – الصفيراء
يصاب حوالي ثلث المولودين حديثا بيرقان بسيط، أي اصفرار الجلد بدرجة خفيفة، وتسمى هذه الظاهرة باليرقان الفزيولوجي، وتظهر خلال الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة، وتعزي أسباب هذا اليرقان إلى قصور الكبد في أداء وظيفته .
إنها ظاهرة لا تدعو إلى القلق وتزول عادة من تلقاء نفسها وبدون أي علاج .
أما إذا لاحظت أن درجة الاصفرار بدأت تقوي وتشتد وتغطي جسم الطفل من رأسه إلى قدميه، فمن الضروري مراجعة الطبيب لان هذا النوع من اليرقان قد يكون ناتجا عن تضارب فئتي الدم عند الأب والأم ( سلبي – إيجابي ) وهذه الظاهرة تستلزم مراقبة شديدة من قبل الطبيب، والمعالجة في مثل هذه الحالة قد تتطلب تبديل دم الطفل .
وأود أن أذكر، في مجالس تطرقنا هنا لظاهرة اصفرار الجلد عند الأطفال، بأن بعض الأهل يعتقدون بأن لف الطفل بأوعية صفراء اللون . أو وضع منديل أًصفر على وجه الطفل يزيل الاصفرار، هذا بالطبع اعتقاد خاطيء ولا يجدر أخذه على محمل الجد .
كحل العيون
هذه عادة أخرى متبعة في الشرق على شكل واسع باعتبار أن الكحل يجمل العيون ولكن يجب عدم استعمال الكحل حول العينين وعلى الجفون حتى لا يتسبب في التهابها .
خبز الرأس
تظهر عند بعض الأطفال قشرة سميكة على جلد الرأس يسميها الكثيرون خبز الرأس لأنها تشبه الخبز بشكلها ولونها .
في هذه الحالة يستحسن فرك الرأس " بالفازلين" حتى تترطب القشرة، ثم غسل الرأس بشامبو خاص بالأطفال ومن ثم تمشيط الشعر فتزول القشرة .
المغص والعطس والحازوقة
كلها ظواهر طبيعية لدى الكثيرين من الأطفال وتعالج إما بالمغاطس الساخنة أو بتجشؤ الطفل، وإذا كان المغص شديدا يمكن استعمال دواء بيبتال ( piptal ) لتخفيفه والحد من قوته .
لباس الطفل
لا تكثري من الألبسة على الطفل وخصوصا في أيام الصيف . لا تضعي الألبسة المصنوعة من الصوف أو النايلون على الجلد مباشرة، واستعملي بدلا منها الألبسة القطنية التي لا تسبب حساسية للجلد .
لا تستخدمي الكثير من مسحوق التنظيف أو الصابون المصنع . فوحي الألبسة جيدا بعد الغسيل ولا تتركي أثرا للصابون . انشري ألبسة الطفل في مواجهة الشمس فهي أفضل معقم ومنظف لها .
إحذري الزائرين المصابين بأمراض شائعة
أبعدي طفلك عن جميع الزوار الذين يشكون من أي مرض، كالرشح والإسهال والأمراض الجلدية … إلخ، كما يجب منع الجميع من تقبيل الطفل ما عداك، مخافة نقل العدوى إليه .
النزهة خارج المنزل
يمكن للطفل أن يتنزه خارج المنزل في الهواء الطلق منذ الأسبوع الثالث من الولادة بشرط أن يكون الجو دافئا وملائما والطقس جيدا .
ألبسيه الثياب المناسبة الفضفاضة ولا تعرضيه لأشعة الشمس القوية أو للبرد القارس والحر الشديد .
ويمكن نقل الطفل في الطائرة مهما كان عمره، كما يمكن نقله بالسيارة بشرط أن يكون الجو معتدلا .
أفضل نزهة يمكنك أن تقومي بها برفقه طفلك هي لشاطئ البحر أو لحديقة أو لغابة حيث تتوفر اكبر كمية من الأوكسجين والهواء النقي أما الطرقات العامة حيث يكثر ضجيج السيارات والمارة، فمن الأفضل تحاشيها لأنها مرهقة للطفل وأحيانا مفزعة .
يمكنك أن تنقلي طفلك في عربة خاصة للأطفال أو أن تحمليه في حمالة على بطنك، أو في مقعد نقال على ظهرك فالأطفال في أول مراحل النمو يرغبون بمراقبة ما يدور حولهم، لذلك لا وجوب لعزلهم .
جربي أن تبقي الطفل معك طوال الوقت، فبذلك سيشعر بالطمأنينة والأمان . ففي العالم الغربي مثلا أصبحت حمالات الكتفين للأطفال شائعة جدا، أولا، لتسهيل الحمل، وثانيا، لتوفير الراحة النفسية للأطفال المتوترين والنشطين . أما إذا كان طفلك يكره الحمل فضعيه في العربة، ولا تبتعدي عنه كثيرا، بل دعيه يشعر بحركاتك ويسمع بحركاتك ويسمع صوتك من حين إلى آخر .
تعقيم الحليب المجفف
إذا تعذر الإرضاع، يمكنك بعد مراجعة الطبيب استعمال الحليب المجفف بعد تعقيمه بالطريقة التالية :
اغسلي الرضاعات والحلمات والسدادات جيدا بالماء والصابون والفرشاة .
صبي الكمية المقررة من الماء في الوعاء المناسب، أضيفي إليها الكمية المقررة من الحليب، ثم خضي ، أو حركي، المزيج حتى يذوب المسحوق .
وزعي الكمية المقررة من الحليب لكل رضاعة من الرضاعات الكافية ليوم واحد .
أغلقي الرضاعات بإحكام ثم ضعيها في جهاز التعقيم وصبي فيه الماء . هذا الجهاز يباع في الصيدليات وهو كناية عن وعاء معدني يشبه الطنجرة العادية، فيه أمكنه خاصة لوضع الرضاعات من أجل تعقيمها إما بواسطة الكهرباء أو على نار عادية .
دعي الماء يغلي لمدة عشرين دقيقة .
دعي الجهاز يبرد دون أن تنزعي عن غطاءه لمدة ساعة ونصف الساعة .
افتحي الجهاز واحكمي السدادات ثم ضعيها في الثلاجة . وهكذا يبقى الحليب معقما لمدة أربع وعشرين ساعة .
عندما يحين موعد إطعام الطفل، أخرجي رضاعة من البراد وضعيها في وعاء يحوي ماء فاترا لكي تسخن بدورها . وفي الصيدليات جهاز كهربائي يسخن الحليب بصورة آلية حسب الدرجة التي تريدها الأم .
لا أنصحك باستعمال المواد الكيماوية المطهرة، مثل الديتول .
إذا لم يكمل الطفل رضاعته، أعطيه رضاعة جديدة للوجبة التالية .
لا تضعي الحليب في جهاز " الترمس " المعروف . الذي يحافظ على حرارة الحليب لأنه قد ينقل الجراثيم .
لا تتركي الحليب خارج البراد .
حاذري ألا " يحمض " الحليب في أيام الصيف الحار .
وأخيرا شجعي طفلك على النوم بين الوجبات، لان الأبحاث دلت على أن هذا يركز وتيرة نموه .
طفلك في عامه الأول .. طعامه شكله إيه ؟!!
يمكن أن يختلف منهاج الطعام بين طبيب وآخر . ولكن هذا لا يهم . إذ المهم أن يتبع الطفل برنامجا يؤمن له التغذية الجيدة من حيث النوع والكمية .
يستحسن البدء بإطعام الطفل الأطعمة الجامدة بعد الشهر الثالث .
ومن الأطعمة التي يمكن أن يتناولها الطفل في هذه السن ما يلي :
عصير البرتقال أو الأفندي – تزداد لكل ملعقة عصير ملعقة ماء معقم .
بودرة الحبوب :
الأرز – الشوفان – تزداد لكل ملعقة من بودرة الحبوب أربع ملاعق ماء أو حليب، وتزداد الكمية تدريجيا حسب رغبة الطفل، ويعطي منه للطفل مرة أو مرتين في اليوم .
الفواكه :
كالموز والتفاح الذي يسلق ويهرس جيدا . يبدأ بإطعام الطفل منه بكميات قليلة ثم يزداد تدريجيا حتى ربع موزة مع ربع تفاحة وقليل من عصير البرتقال مرة في اليوم . أما الخوخ فجيب أن يقشر قبل إطعام الطفل منه .
الخضار :
مثل الكوسى والجزر والبازيلاء والبطاطا المسلوقة والمهروسة كلها مفيدة للطفل، ويشترط أن تزداد الكميات تدريجيا .
اللحم :
ابتدئي بمرقة اللحم أو العظم مع شوربة الخضار، ثم لحوم حمراء أو دجاجة مطبوخة جيدا ومهروسة حتى مئة جرام مرة في كل يوم .
البيض :
ابتدئي بربع صفار بيضة مسلوقة، وزيدي حتى صفار كامل مرة كل يومين ، حيث يحتوي صفار البيض على كميات كبيرة من المعادن والحديد والفيتامينات.
أما فيما يتعلق بالأطعمة الجاهزة :
إذا قررت استعمال الأطعمة الجاهزة التي تباع في الصيدليات، فحافظي على نظافتها وضعيها في البراد بعد فتحها . وعندما تستعملين البرطمانات الجاهزة ضعي محتوياتها في صحن نظيف ثم سخنيه بوضع الصحن، الذي يحوي الطعام فوق وعاء فيه ماء يغلي ويصعد منه البخار المتصاعد يسخن الطعام .
لا تطعمي الطفل رأسا من البرطمان بواسطة ملعقة إلا عند التأكد من أنه سيأكل الكمية كلها من الطعام الموجود فيه وذلك حتى لا تتسرب الجراثيم إلى الطعام الموجود فيه، وذلك حتى لا تتسرب الجراثيم إلى الطعام .
وأخيرا لا تبدئي بإطعام الطفل نوعين من الطعام معا في آن واحد بل اتركي فاصلا زمنيا لا يقل عن ثلاثة أيام بين كل نوع وآخر .
والله يعطيك العافيه
سلمت الايادى