موات العظم حالة تنتج عن موت جزء معين من العظم نتيجة نقص في كمية الأوكسجين التي تصل إليها مما يؤدي إلى موت الخلايا المسؤولة عن صيانة وبناء النسيج العظمي وبالتالي إلى انهيار هذا النسيج مع مرور الوقت. والأسباب التي تؤدي إلى نقص الأوكسجين كثيرة ولكن من أهم هذه الأسباب هناك أمراض تؤدي إلى قطع الأوردة والشرايين المغذية للعظم أو انسدادها كما يحصل في حالات الكسور والخلع أو الالتهابات الجرثومية أو بعض أمراض الدم أو استخدام المشروبات الكحولية أو تعاطي الأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيزون لفترات طويلة. وفي كثير من الحالات قد لا يكون هناك سبب معروف لحدوث مرض موات العظم. أما بالنسبة لانتشاره في الجسم فإن هذا المرض عادة ما يصيب أحد الوركين أو كلاهما أو قد يصيب العظام المحيطة بالركبة أو الكتف أو أي جزء آخر من عظام الجسم. وعادة ما يكون المرض صامتاً في مراحله الأولية. اما عندما يستمر لفترة طويلة فإن المريض أو المريضة يبدأ بالشكوى من آلام في المنطقة المصابة تزداد مع الحركة ومع مرور الوقت وقد تؤدي إلى صعوبة في المشي والقيام بالأعمال اليومية. وعادة ما يتم التشخيص بعد إجراء الفحص السريري والاشعات السينية والأشعة النووية وأشعة الرنين المغناطيسي. أما بالنسبة للعلاج فإنه يعتمد على حجم المنطقة المصابة وموقعها وسن المريض وحالته الصحية العامة. فمثلاً إذا كانت المنطقة المصابة صغيرة ولا تؤثر بشكل كبير على تركيبة العظم أو وظيفته فإن العلاج يكون تحفظياً وذلك بإراحة الجزء المصاب واستخدام الأدوية المسكنة للآلام وعمل جلسات العلاج الطبيعي ومحاولة تصحيح السبب الرئيسي للمرض ان وجد. اما في الحالات التي يكون الجزء المصاب فيها كبيراً او قريباً من المفصل ويكون الجزء المصاب متشوهاً وشديد الألم فإن العلاج الجراحي قد يكون هو الحل الأمثل وذلك قد يكون عن طريق ازالة العظم الميت واستبداله بطعم عظمي جديد او استبداله بأجزاء معدنية كما هي الحال في مفصل الورك والكتف. وتبقى الوقاية خير من العلاج وذلك بتجنب الأسباب التي قد تؤدي الى هذا المرض. كما ان التشخيص الدقيق والمبكر له اهمية قصوى في علاج هذه الحالات في المراحل الأولية وتفادي المضاعفات التي قد تحدث نتيجة أهمالها.
نور الهدى
