يقصد بالتغذية السليمة تناول الأغذية بالكمية والنوعية المناسبة لعمرك وحالتك الفسيولوجية بحيث يحصل الجسم على جميع احتياجاته من العناصر الغذائية، وذلك للوقاية من الإصابة بالأمراض والتمتع بالصحة والعافية.
ولا يكفي أن تتناول الغذاء الصحي لكي تحافظ على صحتك، بل يجب عليك أن تهتم بنمط حياتك من ناحية تجنب السلوكيات غير الصحية وممارسة النشاط البدني، فالتغذية جزء مهم من الحياة الصحية، ولكنها ليست كل شيء فهناك بعض الأمور، التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في حياتك اليومية.
فجسم الإنسان يحتاج إلى أكثر من 40 عنصرا غذائيا للمحافظة على الصحة ومقاومة الأمراض ولا يوجد غذاء يحتوي على هذه العناصر، لذا فمن المهم أن تتناول أنواعا متعددة من الأغذية لكي تضمن الحصول على هذه المغذيات.
وقالت حبيبة مطيوط، خبيرة مغربية في مجال التغذية، إن "العلاج الطبيعي يمكنه أن يخفض من فاتورة الأدوية بالنسبة للمواطن، وفي بعض الحالات يمكنه أن يخلص منها نهائيا، فمثلا مرض السكري يكلف المريض الكثير من الأدوية، التي يمكنه أن يتخلص منها باتباعه نظاما غذائيا مناسبا، وابتعاده عن العصبية الزائدة والتوتر، واتباعه عادات يومية صحية تعتمد برنامجا رياضيا يوميا، يساعده في حرق نسبة كبيرة من الجلوكوز في الدم، وهذا سيشعره بالتحسن ويقل من مضاعفات ارتفاع نسبة السكر بالدم.
وأوضحت مطيوط، في حوار مع إيلاف"، أن العلاج الطبيعي هو جزء أساسي في علاج كل مرض أيا كان نوعه أو درجة خطورته، ابتداء من نزلة البرد وحتى السرطان، فحتى ولو تعلق الأمر بمرض يحتاج للجراحة، فإن المريض في جميع الحالات لا يمكنه الاستغناء عن العلاج الطبيعي. وفي ما يلي نص القاء:
* كيف أكسب تطور المجتمع المغاربة عادات سيئة؟
التطور كما يكون نعمة في بعض المجالات، قد يكون نقمة في مجالات أخرى. فالتطور والتقدم سهل علينا الكثير في مناحي الحياة، لكنه في المقابل انعكس سلبا على الحالة الصحية والغذائية للمجتع المغربي، فبعدما كان هذا الأخير يعتمد في تغذيته على ما تجود به أرضه من حبوب وخضر طبيعية غير معالجة، سواء في البوادي أو المدن التي كانت تعرف أيضا انتشار المنتجات المحلية، أصبح اليوم يعتمد في الكثير من احتياجاته على المنتجات المستوردة والمعلبة، التي قد نستوردها دون معرفة مكوناتها، والتي يضم الكثير منها المواد الحافظة والملونات الصناعية وليدة التطور والتقدم، وقد سبق لجبران خليل جبران أن حذر كل دولة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنتج وتشرب مما لا تعصر.
فالتطور أخذ منا الكثير من الغذاء الطبيعي، وجعله مصنعا كيميائيا، فالخبز الأسمر بدل بالأبيض المقشور والخميرة البلدية بالصناعية، والتوابل الطبيعية بالمنكهات والمحسنات والملونات، والحوم والأسماك كلها طالتها تغييرات البشر بدافع التطوير والتغيير الذي دمر الصحة البشرية، فالأعلاف خلطت بالهرمونات والبروتينات الحيوانية، ما أسهم في خلق أمراض خطيرة وعجيبة تصيب الحيوان وتنتقل بدورها إلى الإنسان (كجنون البقر، وأنفلونزا الخنازير).
حتى النبات لم يسلم من التدخل السلبي للإنسا في ما سخره لنا الله من خيرات آمنة ومتوازنة، ما نتج منه ظهور التعديل الوراثي والتهجين، وهذه التقنيات كان الغرض الحقيقي منها هو تحقيق الوفرة سواء بالنسبة للمزروعات أو المواشي ، إلا أنها تؤدي في الحقيقة إلى إصابة الإنسان بالخلل الجيني نتيجة تناوله هذه الأغذية، فضلا عن أن هذه الأغذية المعدلة تؤدي إلى إصابة الإنسان بنوع من الحساسية، وبنقص في التغذية لأنها تكون أقل في قيمتها الغذائية بالمقارنة مع تلك غير المعدلة جينيا.
ولن أنسى هنا دور الإعلانات والإشهارات التي ساهمت بشكل كبير في تغيير العادات الغذائية الصحية والسليمة للمغاربة، بإظهارها الأطعمة المصنعة على أنها صحية. وقد كان لهذه الأخيرة الدور الكبير في تربية جيل جديد لا يحب تناول الفواكه والخضروات، ويقتصر في أكله على الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والشوكولاتة، والبطاطس المقلية، وهذه كلها أغذية فقيرة في قيمتها الغذائية، ولا توفر لهم حاجياتهم الأساسية للنمو.
فالتطر والانفتاح على الغرب كان كارثة على صحة المجتمع المغربي وبالأحرى المجتمعات العربية كافة، والتي تحب تقليد المجتمعات الغربية، إذ يعتبرونها القمة في التطور والتقدم، فكانت النتيجة أننا أصبحنا نسير في اتجاه الهاوية من الناحية الصحية.
وعلى العكس من ذلك بدأ المجتمع الغربي يعي مساوئ التقدم من الناحية الغذائية، فتنامى لديه الوعي بأهمية الرجوع إلى الطبيعة لأنها الأمن والأمان من الناحية الصحية بعد أن لمس مساوئ التصنيع الغذائي، وهذا ما أسعى إلى نشره عبر جريدة الماكروبيوتيك (المتخصصة في العلاج بالتغذية) التي تصدر شهريا، وعبر الكتب التي أصدرتها في إطار سلسلة العلاج بالتغذية "وداعا للمرض" بجزءيه الأول والثاني، واللذين يضمان تعريفا بأهم الأمراض الشائعة والنظام الغذائي العلاجي الخاص بكل مرض، وكتاب دليل الطبخ العلاجي أيضا، إذ لابد أن يعي المواطن المغربي أهمية الحفاظ على صحته طبيعيا، حتى نتمكن على الأقل من التقليص من حجم الأمراض التي تحيط بنا.
* هل يمكن للعلاج الطبيعي أن يخفض فاتورة الأدوية للمواطن؟ كيف ذلك؟
طبيعة الحال، يمكن للعلاج الطبيعي أن يخفض فاتورة الأدوية بالنسبة إلى المواطن، وفي بعض الحالات يمكنه أن يخلص منها نهائيا، فمثلا مرض السكري يكلف المريض الكثير من الأدوية، التي يمكنه أن يتخلص منها بنهجه نظاما غذائيا مناسبا، وابتعاده عن العصبية الزائدة والتوتر، واتباعه عادات يومية صحية تعتمد برنامجا رياضيا يوميا، يساعده في حرق نسبة كبيرة من الجلوكوز في الدم، وهذا سيشعره بالتحسن ويقل من مضاعفات ارتفاع نسبة السكر بالدم.
كما أن القولون العصبي من الأمراض التي تسبب في غالب الأحيان غازات ومشاكل الإسهال والإمساك والانتفاخات، والتي تكلف المصابين بها الكثير من الأموال في شراء الأدوية للتخلص من هذه الاضطرابات أو بعضها، وهذه الأدوية لا تساهم سوى في التخفيف من الأعراض، لأن العلاج الحقيقي يتمثل في تجنب الأغذية المثيرة للقولن كالحليب، ومنتجات الدقيق الأبيض، المكرر والحوامض، وحتى لو حدثت بعض أعراضه فيمكن التخلص منها بوسائل طبيعية بسيطة كشاي بعض الأعشاب كالنافع أو الكروية ولا يحتاج هذا إلى الأدوية.
وتمكنت أنا شخصيا من الاستفادة من العلاج الطبيعي في تحقيق الشفاء من مرض السرطان، وأنتم تعلمون تكاليف علاج السرطان الذي يستنزف الكثير من الأموال ما بين الجراحات والعلاجات الكيميائية والإشعاعية. فبعد تماثلي للشفاء ومعاينة الكثير ممن عولجوا منه طبيعيا، أصبح لدي يقين بأن السرطان كباقي الأمراض يمكن تجاوزها والشفاء منها بالاعتماد أساسا على القوة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في أجسادنا، وأننا لا نحتاج فقط إلا لمساعدة هذه القوة للعمل عبر تحقيق التوازن بين أبعادنا الأربعة الجسد والوجدان والعقل والروح، وهو ما يسمى بالعلاج الشمولي.
* ما هي الطريقة السليمة في التغذية التي تمكن من الحفاظ على صحة المغاربة؟ وكيف يمكن للإنسا أن يودع المرض؟
عندما نتكلم على التغذية الصحية السليمة التي تمكن من الحفاظ على الصحة، فلا نعني فقط التغذية المادية وإنما يجب أن نأخذ في الاعتبار الجوانب الأربعة للإنسا لأنه ليس جسدا فقط، وإنما هو أربعة مكونات" جسد، وجدان، وعقل، وروح" يحتاج كل مكون منها إلى تغذية سليمة لتحقيق التوازن.
وقد متع الله سبحانه وتعالى جسم كل إنسان بخاصية مقاومة الأمراض، ومنحه القدرة على استعادة حيوية وعمل الأعضاء المصابة، ليتجاوز المرض بشكل قطعي، وينخرط في سيرورة عمله الطبيعي.
فعندما خلقنا الله سبحانه، لم يخلق معنا مضادات حيوية، ولا أدوية كيماوية، ولا علاجات إشعاعية، وإنما أودع في أجسامنا ما هو أقوى وآمن من كل ما في ترسانة الطب من أدوية، وتبقى مهمة الإنسان هي مساعدة هذه القوة الحيوية في استعادة الصحة والحفاظ عليها. وذلك باتباع منهج حياة، يشمل تغذية صحية للجوانب الأربعة للإنسا (الجسد، الوجدان، العقل، والروح).
فصحتنا ترتبط ارتباطا وثيقا بنمط الحياة التي نعيشها، ونحن ومن دون أي تفكير نقوم يوميا بتعريض أنفسنا للعدي من العوامل التي تخرب وتهدم صحتنا، من هذه العوامل نظام التغذية غير الصحيح، التوتر، العصبية الزائدة، رفض التقلبات الحياتية، سوء معاملة النفس والغير، والهروب من المسؤولية وإلقاء الوم على الآخرين، وسوء الظن بهم، انعدام قيمة التسامح وقيمة الحب من هرم قيمنا الذي يتحكم في الطريقة التي نتخذ بها قراراتنا في كل لحظة من لحظات حياتنا.
فلتحقيق الصحة وداع المرض، يحتاج الجسد إلى غذاء صحي متوازن وعضوي وموسمي يرتكز أساسا على الحبوب الكاملة كالقمح، والشعير، والأرز الكامل، والذرة العضوية، والخرطال، (الشوفان)، التي يجب أن تشكل 50 في المائة من نسبة ما يتناوله الإنسان على أن تكون بشكلها الكامل غير المصنع حتى تحتفظ بالفيتامينات الضرورية لصحة الجسم، وتمنحه الطاقة التي يحتاجها، ويجب أيضا أن تكون غير معدلة جينيا، لهذا فمن الواجب استهلاك الحبوب المحلية البلدية والابتعاد عن تلك المستوردة.
وتأتي الخضر في المرتبة الثانية في الهرم الغذائي الصحي، إذ يجب أن يضمها النظام الغذائي اليومي بنسبة 20 إلى 30 في المائة، لأنها من أهم أس التغذية السليمة فهي مليئة بالفيتامينات والأملاح المعدنية وكذا الألياف.
والخضر يجب أن تكون موسمية وعضوية، أو على الأقل غسلها بالماء والخل الطبيعي أو الحامض، أو الماء والملح للتخفي من كمية المبيدات، ويراعى أن تتناول هذه الخضر في موسمها، مع التوازن في الاستهلاك بين الخضر الورقية التي تنمو فوق الأرض كالقرنبيط (الشفلور)، البروكلي (الشفلور الأخضر) الكرنب، القرعيات، وتلك التي تنمو تحت الأرض كالجزر والفت والبصل…
كما أن الفواكه لها دور مهم جدا في بناء الجسم ويجب أن تكون أيضا محلية وموسمية ويجب تناولها بعد مرور ساعتين على الأقل من وجبة الغذاء أو قبله بساعة.
ولحصول على البروتينات يمكن تناول البقول أو القطاني التي يجب أن تشمل من 5 إلى 10 في المائة من الأطعمة اليومية، ويجري تناولها مرتين أسبوعيا، لأنها مصدر للبروتينا النباتية، وتضم العدس والحمص والفول والفاصوليا (الوبيا).
كما يمكن تناول الأسماك والأطعمة البحرية لأنها مصدر للبروتينا الحيوانية بمعدل مرتين أسبوعيا، ويتم طهيها بالطرق المختارة المهم أن لا يتم قليها، أما الألبان، والبيض البلدي، والدجاج البلدي، والحوم الحمراء الطبيعية، فتبقى من الأطعمة التي يمكن تناولها من مرتين إلى ثلاث مرات شهريا، رغم كونها مصدرا للبروتينا، لأن الإنسان لا يحتاج سوى إلى غرام واحد من البروتينات لكل كيلوغرام من وزنه، والإكثار من تناول هذه البروتينات يؤدي إلى إتعاب الكلي والكبد اللذين يعملان على التخلص من السموم الناتجة من تناول البروتينات.
أما الدجاج الأبيض والحوم الناتجة من ماشية عوملت بالهرمونات والمضادات الحيوية فمن الضروري تجنبها نهائيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحليب الصناعي لأنه محصل عليه من بقر عومل بالهندسة الوراثية باعتماد هرمونات من أجل تعزيز إنتاج الحليب. فعندما يشرب الإنسان مثلا كوبا من حليب بقر عولج بالهرمونات فإنه ينال جرعة من الهرمونات وبالاستمرار في تناوله سيحث الخلايا على الانقسام غير الطبيعي ويرتبط هذا بظهور السرطانات، خصوصا سرطانات الجهاز التناسلي وسرطان الثدي.
ويجب أن تحظى الزيوت النباتية أيضا بالأهمية في النظام الغذائي من أجل تحقيق الصحة خاصة منها زيت الزيتون مع ضرورة الاستغناء عن الزيوت الصناعية، والدهون المهدرجة كزبدة المارغرين. ولا تخلو المكسرات والبذور المحمصة من دون ملح من أهمية غذائية فهي مصدر للدهون المفيدة، إلا أنه يجب عدم الإكثار منها.
أما التبيل والتحلية فيجب أن يتم الاعتماد فيها على الملح البحري، وعلى العسل الطبيعي أو دبس التمر أو دبس العنب (ولمن يريد تحضيرهما يمكنه الرجوع لكتاب دليل الطبخ العلاجي)، والابتعاد ما أمكن عن الملح المكرر والسكر المكرر، كما يجب الابتعاد أيضا عن الأغذية المصنعة والمعلبة والمشروبات الغازية والدقيق المكرر ومنتجاته.
ويحتاج الجسد أيضا لتحقيق صحته إلى مزاولة الرياضة، التي تساعد على تحقيق التوازن بين ما يتناوله الإنسان، وما يقوم به من نشاط، كما يحتاج إلى التنفس الصحيح الذي يعمل على تنشيط العمل العضلي والفكري، والذي يتم عبر الاستنشاق بعمق، في حين يكون الفم مغلقا، ويتم الإمساك عن التنفس لعدة ثوان، ثم يتم الزفير بطء من خلال الفم مع وضع السان عند قمة الأسنان بعد خط الثة. ويتم الأمر بشهيق وزفير كاملين فذلك يؤدي إلى استعمال الحجاب الحاجز ويتم استعمال جميع أقسام الرئة.
وكل هذا سيمكن الجسم من الحصول على الغذاء الضروري لعمله المتوازن، ولحفاظ على جهاز مناعي فعال، يضمن سير عملية تنظيف الجسم من الفضلات والمواد السامة، إلا أن هذا لا يكفي للحصول على صحة جيدة، لأن المواد السامة لا تتشكل فقط من رواسب الأغذية المتناولة والنشاط الفيزيائي، بل أيضا نتيجة الضغوط الحياتية، من توتر، وقلق، وعصبية زائدة، وكراهية، وحقد، وحسد، وتفكير سلبي، لهذا ينبغي تغذية الوجدان بحسن التواصل مع الآخرين، وحبهم وحسن معاملتهم، والتماس الأعذار لهم، وتجنب التفسير السيئ لأقوالهم، وأفعالهم، وتصيد أخطائهم للتشهير بهم، والتقليل من شأنهم. والتسرع في اتهامهم وتجنب جرحهم، والتحلي بقيمة التسامح لأن كل هذا يؤدي إلى تحقيق الصحة والتوازن النفسين.
ولا يجب إغفال تغذية العقل تغذية سليمة تمكنه من تنمية تفكيره ونواياه، لأن الإنسان يمرض انطلاقا من معتقداته وأفكاره وتصرفاته. وتعد القراءة والتفكير الإيجابي بمشاهدة وسماع كل ما هو مفيد وصالح أهم غذاء للعقل إذ كلما ازداد مقدار ما ينهله الإنسان من المعرفة ازداد قوة وثقة بنفسه، واكتشف ما بداخله من موارد وقدرات. ونشط العقل وجدد خلاياه، فالقراءة طريقة صحية تجعل خلايا الدماغ تكتسب مرونة وتصل إلى مرحلة النضج، وسماع ومشاهدة ما هو صالح يرهف الحواس المسؤولة عن إيصال المعلومات إلى العقل.
ولابد أيضا من تغذية الروح التغذية السليمة لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالجسد، لدرجة أن بعض الأطباء والاختصاصين في العلاج الشمولي، أكدوا أن الجسد يستمد صحته أو مرضه من الروح، لأن الفتور والعجز الروحي يؤديان بالضرورة إلى الفتور والعجز البدني، وبالتالي لابد من العناية بالروح لتجنب المرض، وما دامت الروح في الإنسان هي نفخ من روح الله تعالى، وطبيعتها من طبيعة الله، فأرواحنا طيبة بفطرتها. ولذلك يجب أن تتعلق بكل ما هو رباني لتغذى وترتقي. وإذا سارت عكس ذلك، فسيكون مصيرها الفتور المؤدي بدوره إلى مرض الجسد، وما يطهر الروح ويغذيها ويشفيها نهائيا، هو الجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتقرب منه بالعبادات والطاعات والمعاملات والأخلاق الحسنة، وهذا ما يحقق الاطمئنان للروح ويشحنها بالطاقات الايجابية، ويحصنها من الأمراض، أما سوء الأخلاق والعدوانية فهي تدمر الإنسان داخليا وتضعف مناعته وتسلك به دروب المرض.
*ما هي الأمراض التي ينجح العلاج الطبيعي في شفائها؟
العلاج الطبيعي هو جزء أساسي في علاج كل مرض أيا كان نوعه أو درجة خطورته، ابتداء من نزلة البرد وحتى السرطان، فحتى ولو تعلق الأمر بمرض يحتاج للجراحة، فإن المريض في جميع الحالات لا يمكنه الاستغناء عن العلاج الطبيعي، فهو يحتاج حمية صحية من أجل العمل على تصحيح وتخفيف آثار المرض الذي أصابه، ما يعني أن العلاج الطبيعي والعلاج الطبي مترابطان كل واحد منهما يكمل الآخر.
ولا يكفي أن تتناول الغذاء الصحي لكي تحافظ على صحتك، بل يجب عليك أن تهتم بنمط حياتك من ناحية تجنب السلوكيات غير الصحية وممارسة النشاط البدني، فالتغذية جزء مهم من الحياة الصحية، ولكنها ليست كل شيء فهناك بعض الأمور، التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في حياتك اليومية.
فجسم الإنسان يحتاج إلى أكثر من 40 عنصرا غذائيا للمحافظة على الصحة ومقاومة الأمراض ولا يوجد غذاء يحتوي على هذه العناصر، لذا فمن المهم أن تتناول أنواعا متعددة من الأغذية لكي تضمن الحصول على هذه المغذيات.
وقالت حبيبة مطيوط، خبيرة مغربية في مجال التغذية، إن "العلاج الطبيعي يمكنه أن يخفض من فاتورة الأدوية بالنسبة للمواطن، وفي بعض الحالات يمكنه أن يخلص منها نهائيا، فمثلا مرض السكري يكلف المريض الكثير من الأدوية، التي يمكنه أن يتخلص منها باتباعه نظاما غذائيا مناسبا، وابتعاده عن العصبية الزائدة والتوتر، واتباعه عادات يومية صحية تعتمد برنامجا رياضيا يوميا، يساعده في حرق نسبة كبيرة من الجلوكوز في الدم، وهذا سيشعره بالتحسن ويقل من مضاعفات ارتفاع نسبة السكر بالدم.
وأوضحت مطيوط، في حوار مع إيلاف"، أن العلاج الطبيعي هو جزء أساسي في علاج كل مرض أيا كان نوعه أو درجة خطورته، ابتداء من نزلة البرد وحتى السرطان، فحتى ولو تعلق الأمر بمرض يحتاج للجراحة، فإن المريض في جميع الحالات لا يمكنه الاستغناء عن العلاج الطبيعي. وفي ما يلي نص القاء:
* كيف أكسب تطور المجتمع المغاربة عادات سيئة؟
التطور كما يكون نعمة في بعض المجالات، قد يكون نقمة في مجالات أخرى. فالتطور والتقدم سهل علينا الكثير في مناحي الحياة، لكنه في المقابل انعكس سلبا على الحالة الصحية والغذائية للمجتع المغربي، فبعدما كان هذا الأخير يعتمد في تغذيته على ما تجود به أرضه من حبوب وخضر طبيعية غير معالجة، سواء في البوادي أو المدن التي كانت تعرف أيضا انتشار المنتجات المحلية، أصبح اليوم يعتمد في الكثير من احتياجاته على المنتجات المستوردة والمعلبة، التي قد نستوردها دون معرفة مكوناتها، والتي يضم الكثير منها المواد الحافظة والملونات الصناعية وليدة التطور والتقدم، وقد سبق لجبران خليل جبران أن حذر كل دولة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنتج وتشرب مما لا تعصر.
فالتطور أخذ منا الكثير من الغذاء الطبيعي، وجعله مصنعا كيميائيا، فالخبز الأسمر بدل بالأبيض المقشور والخميرة البلدية بالصناعية، والتوابل الطبيعية بالمنكهات والمحسنات والملونات، والحوم والأسماك كلها طالتها تغييرات البشر بدافع التطوير والتغيير الذي دمر الصحة البشرية، فالأعلاف خلطت بالهرمونات والبروتينات الحيوانية، ما أسهم في خلق أمراض خطيرة وعجيبة تصيب الحيوان وتنتقل بدورها إلى الإنسان (كجنون البقر، وأنفلونزا الخنازير).
حتى النبات لم يسلم من التدخل السلبي للإنسا في ما سخره لنا الله من خيرات آمنة ومتوازنة، ما نتج منه ظهور التعديل الوراثي والتهجين، وهذه التقنيات كان الغرض الحقيقي منها هو تحقيق الوفرة سواء بالنسبة للمزروعات أو المواشي ، إلا أنها تؤدي في الحقيقة إلى إصابة الإنسان بالخلل الجيني نتيجة تناوله هذه الأغذية، فضلا عن أن هذه الأغذية المعدلة تؤدي إلى إصابة الإنسان بنوع من الحساسية، وبنقص في التغذية لأنها تكون أقل في قيمتها الغذائية بالمقارنة مع تلك غير المعدلة جينيا.
ولن أنسى هنا دور الإعلانات والإشهارات التي ساهمت بشكل كبير في تغيير العادات الغذائية الصحية والسليمة للمغاربة، بإظهارها الأطعمة المصنعة على أنها صحية. وقد كان لهذه الأخيرة الدور الكبير في تربية جيل جديد لا يحب تناول الفواكه والخضروات، ويقتصر في أكله على الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والشوكولاتة، والبطاطس المقلية، وهذه كلها أغذية فقيرة في قيمتها الغذائية، ولا توفر لهم حاجياتهم الأساسية للنمو.
فالتطر والانفتاح على الغرب كان كارثة على صحة المجتمع المغربي وبالأحرى المجتمعات العربية كافة، والتي تحب تقليد المجتمعات الغربية، إذ يعتبرونها القمة في التطور والتقدم، فكانت النتيجة أننا أصبحنا نسير في اتجاه الهاوية من الناحية الصحية.
وعلى العكس من ذلك بدأ المجتمع الغربي يعي مساوئ التقدم من الناحية الغذائية، فتنامى لديه الوعي بأهمية الرجوع إلى الطبيعة لأنها الأمن والأمان من الناحية الصحية بعد أن لمس مساوئ التصنيع الغذائي، وهذا ما أسعى إلى نشره عبر جريدة الماكروبيوتيك (المتخصصة في العلاج بالتغذية) التي تصدر شهريا، وعبر الكتب التي أصدرتها في إطار سلسلة العلاج بالتغذية "وداعا للمرض" بجزءيه الأول والثاني، واللذين يضمان تعريفا بأهم الأمراض الشائعة والنظام الغذائي العلاجي الخاص بكل مرض، وكتاب دليل الطبخ العلاجي أيضا، إذ لابد أن يعي المواطن المغربي أهمية الحفاظ على صحته طبيعيا، حتى نتمكن على الأقل من التقليص من حجم الأمراض التي تحيط بنا.
* هل يمكن للعلاج الطبيعي أن يخفض فاتورة الأدوية للمواطن؟ كيف ذلك؟
طبيعة الحال، يمكن للعلاج الطبيعي أن يخفض فاتورة الأدوية بالنسبة إلى المواطن، وفي بعض الحالات يمكنه أن يخلص منها نهائيا، فمثلا مرض السكري يكلف المريض الكثير من الأدوية، التي يمكنه أن يتخلص منها بنهجه نظاما غذائيا مناسبا، وابتعاده عن العصبية الزائدة والتوتر، واتباعه عادات يومية صحية تعتمد برنامجا رياضيا يوميا، يساعده في حرق نسبة كبيرة من الجلوكوز في الدم، وهذا سيشعره بالتحسن ويقل من مضاعفات ارتفاع نسبة السكر بالدم.
كما أن القولون العصبي من الأمراض التي تسبب في غالب الأحيان غازات ومشاكل الإسهال والإمساك والانتفاخات، والتي تكلف المصابين بها الكثير من الأموال في شراء الأدوية للتخلص من هذه الاضطرابات أو بعضها، وهذه الأدوية لا تساهم سوى في التخفيف من الأعراض، لأن العلاج الحقيقي يتمثل في تجنب الأغذية المثيرة للقولن كالحليب، ومنتجات الدقيق الأبيض، المكرر والحوامض، وحتى لو حدثت بعض أعراضه فيمكن التخلص منها بوسائل طبيعية بسيطة كشاي بعض الأعشاب كالنافع أو الكروية ولا يحتاج هذا إلى الأدوية.
وتمكنت أنا شخصيا من الاستفادة من العلاج الطبيعي في تحقيق الشفاء من مرض السرطان، وأنتم تعلمون تكاليف علاج السرطان الذي يستنزف الكثير من الأموال ما بين الجراحات والعلاجات الكيميائية والإشعاعية. فبعد تماثلي للشفاء ومعاينة الكثير ممن عولجوا منه طبيعيا، أصبح لدي يقين بأن السرطان كباقي الأمراض يمكن تجاوزها والشفاء منها بالاعتماد أساسا على القوة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في أجسادنا، وأننا لا نحتاج فقط إلا لمساعدة هذه القوة للعمل عبر تحقيق التوازن بين أبعادنا الأربعة الجسد والوجدان والعقل والروح، وهو ما يسمى بالعلاج الشمولي.
* ما هي الطريقة السليمة في التغذية التي تمكن من الحفاظ على صحة المغاربة؟ وكيف يمكن للإنسا أن يودع المرض؟
عندما نتكلم على التغذية الصحية السليمة التي تمكن من الحفاظ على الصحة، فلا نعني فقط التغذية المادية وإنما يجب أن نأخذ في الاعتبار الجوانب الأربعة للإنسا لأنه ليس جسدا فقط، وإنما هو أربعة مكونات" جسد، وجدان، وعقل، وروح" يحتاج كل مكون منها إلى تغذية سليمة لتحقيق التوازن.
وقد متع الله سبحانه وتعالى جسم كل إنسان بخاصية مقاومة الأمراض، ومنحه القدرة على استعادة حيوية وعمل الأعضاء المصابة، ليتجاوز المرض بشكل قطعي، وينخرط في سيرورة عمله الطبيعي.
فعندما خلقنا الله سبحانه، لم يخلق معنا مضادات حيوية، ولا أدوية كيماوية، ولا علاجات إشعاعية، وإنما أودع في أجسامنا ما هو أقوى وآمن من كل ما في ترسانة الطب من أدوية، وتبقى مهمة الإنسان هي مساعدة هذه القوة الحيوية في استعادة الصحة والحفاظ عليها. وذلك باتباع منهج حياة، يشمل تغذية صحية للجوانب الأربعة للإنسا (الجسد، الوجدان، العقل، والروح).
فصحتنا ترتبط ارتباطا وثيقا بنمط الحياة التي نعيشها، ونحن ومن دون أي تفكير نقوم يوميا بتعريض أنفسنا للعدي من العوامل التي تخرب وتهدم صحتنا، من هذه العوامل نظام التغذية غير الصحيح، التوتر، العصبية الزائدة، رفض التقلبات الحياتية، سوء معاملة النفس والغير، والهروب من المسؤولية وإلقاء الوم على الآخرين، وسوء الظن بهم، انعدام قيمة التسامح وقيمة الحب من هرم قيمنا الذي يتحكم في الطريقة التي نتخذ بها قراراتنا في كل لحظة من لحظات حياتنا.
فلتحقيق الصحة وداع المرض، يحتاج الجسد إلى غذاء صحي متوازن وعضوي وموسمي يرتكز أساسا على الحبوب الكاملة كالقمح، والشعير، والأرز الكامل، والذرة العضوية، والخرطال، (الشوفان)، التي يجب أن تشكل 50 في المائة من نسبة ما يتناوله الإنسان على أن تكون بشكلها الكامل غير المصنع حتى تحتفظ بالفيتامينات الضرورية لصحة الجسم، وتمنحه الطاقة التي يحتاجها، ويجب أيضا أن تكون غير معدلة جينيا، لهذا فمن الواجب استهلاك الحبوب المحلية البلدية والابتعاد عن تلك المستوردة.
وتأتي الخضر في المرتبة الثانية في الهرم الغذائي الصحي، إذ يجب أن يضمها النظام الغذائي اليومي بنسبة 20 إلى 30 في المائة، لأنها من أهم أس التغذية السليمة فهي مليئة بالفيتامينات والأملاح المعدنية وكذا الألياف.
والخضر يجب أن تكون موسمية وعضوية، أو على الأقل غسلها بالماء والخل الطبيعي أو الحامض، أو الماء والملح للتخفي من كمية المبيدات، ويراعى أن تتناول هذه الخضر في موسمها، مع التوازن في الاستهلاك بين الخضر الورقية التي تنمو فوق الأرض كالقرنبيط (الشفلور)، البروكلي (الشفلور الأخضر) الكرنب، القرعيات، وتلك التي تنمو تحت الأرض كالجزر والفت والبصل…
كما أن الفواكه لها دور مهم جدا في بناء الجسم ويجب أن تكون أيضا محلية وموسمية ويجب تناولها بعد مرور ساعتين على الأقل من وجبة الغذاء أو قبله بساعة.
ولحصول على البروتينات يمكن تناول البقول أو القطاني التي يجب أن تشمل من 5 إلى 10 في المائة من الأطعمة اليومية، ويجري تناولها مرتين أسبوعيا، لأنها مصدر للبروتينا النباتية، وتضم العدس والحمص والفول والفاصوليا (الوبيا).
كما يمكن تناول الأسماك والأطعمة البحرية لأنها مصدر للبروتينا الحيوانية بمعدل مرتين أسبوعيا، ويتم طهيها بالطرق المختارة المهم أن لا يتم قليها، أما الألبان، والبيض البلدي، والدجاج البلدي، والحوم الحمراء الطبيعية، فتبقى من الأطعمة التي يمكن تناولها من مرتين إلى ثلاث مرات شهريا، رغم كونها مصدرا للبروتينا، لأن الإنسان لا يحتاج سوى إلى غرام واحد من البروتينات لكل كيلوغرام من وزنه، والإكثار من تناول هذه البروتينات يؤدي إلى إتعاب الكلي والكبد اللذين يعملان على التخلص من السموم الناتجة من تناول البروتينات.
أما الدجاج الأبيض والحوم الناتجة من ماشية عوملت بالهرمونات والمضادات الحيوية فمن الضروري تجنبها نهائيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحليب الصناعي لأنه محصل عليه من بقر عومل بالهندسة الوراثية باعتماد هرمونات من أجل تعزيز إنتاج الحليب. فعندما يشرب الإنسان مثلا كوبا من حليب بقر عولج بالهرمونات فإنه ينال جرعة من الهرمونات وبالاستمرار في تناوله سيحث الخلايا على الانقسام غير الطبيعي ويرتبط هذا بظهور السرطانات، خصوصا سرطانات الجهاز التناسلي وسرطان الثدي.
ويجب أن تحظى الزيوت النباتية أيضا بالأهمية في النظام الغذائي من أجل تحقيق الصحة خاصة منها زيت الزيتون مع ضرورة الاستغناء عن الزيوت الصناعية، والدهون المهدرجة كزبدة المارغرين. ولا تخلو المكسرات والبذور المحمصة من دون ملح من أهمية غذائية فهي مصدر للدهون المفيدة، إلا أنه يجب عدم الإكثار منها.
أما التبيل والتحلية فيجب أن يتم الاعتماد فيها على الملح البحري، وعلى العسل الطبيعي أو دبس التمر أو دبس العنب (ولمن يريد تحضيرهما يمكنه الرجوع لكتاب دليل الطبخ العلاجي)، والابتعاد ما أمكن عن الملح المكرر والسكر المكرر، كما يجب الابتعاد أيضا عن الأغذية المصنعة والمعلبة والمشروبات الغازية والدقيق المكرر ومنتجاته.
ويحتاج الجسد أيضا لتحقيق صحته إلى مزاولة الرياضة، التي تساعد على تحقيق التوازن بين ما يتناوله الإنسان، وما يقوم به من نشاط، كما يحتاج إلى التنفس الصحيح الذي يعمل على تنشيط العمل العضلي والفكري، والذي يتم عبر الاستنشاق بعمق، في حين يكون الفم مغلقا، ويتم الإمساك عن التنفس لعدة ثوان، ثم يتم الزفير بطء من خلال الفم مع وضع السان عند قمة الأسنان بعد خط الثة. ويتم الأمر بشهيق وزفير كاملين فذلك يؤدي إلى استعمال الحجاب الحاجز ويتم استعمال جميع أقسام الرئة.
وكل هذا سيمكن الجسم من الحصول على الغذاء الضروري لعمله المتوازن، ولحفاظ على جهاز مناعي فعال، يضمن سير عملية تنظيف الجسم من الفضلات والمواد السامة، إلا أن هذا لا يكفي للحصول على صحة جيدة، لأن المواد السامة لا تتشكل فقط من رواسب الأغذية المتناولة والنشاط الفيزيائي، بل أيضا نتيجة الضغوط الحياتية، من توتر، وقلق، وعصبية زائدة، وكراهية، وحقد، وحسد، وتفكير سلبي، لهذا ينبغي تغذية الوجدان بحسن التواصل مع الآخرين، وحبهم وحسن معاملتهم، والتماس الأعذار لهم، وتجنب التفسير السيئ لأقوالهم، وأفعالهم، وتصيد أخطائهم للتشهير بهم، والتقليل من شأنهم. والتسرع في اتهامهم وتجنب جرحهم، والتحلي بقيمة التسامح لأن كل هذا يؤدي إلى تحقيق الصحة والتوازن النفسين.
ولا يجب إغفال تغذية العقل تغذية سليمة تمكنه من تنمية تفكيره ونواياه، لأن الإنسان يمرض انطلاقا من معتقداته وأفكاره وتصرفاته. وتعد القراءة والتفكير الإيجابي بمشاهدة وسماع كل ما هو مفيد وصالح أهم غذاء للعقل إذ كلما ازداد مقدار ما ينهله الإنسان من المعرفة ازداد قوة وثقة بنفسه، واكتشف ما بداخله من موارد وقدرات. ونشط العقل وجدد خلاياه، فالقراءة طريقة صحية تجعل خلايا الدماغ تكتسب مرونة وتصل إلى مرحلة النضج، وسماع ومشاهدة ما هو صالح يرهف الحواس المسؤولة عن إيصال المعلومات إلى العقل.
ولابد أيضا من تغذية الروح التغذية السليمة لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالجسد، لدرجة أن بعض الأطباء والاختصاصين في العلاج الشمولي، أكدوا أن الجسد يستمد صحته أو مرضه من الروح، لأن الفتور والعجز الروحي يؤديان بالضرورة إلى الفتور والعجز البدني، وبالتالي لابد من العناية بالروح لتجنب المرض، وما دامت الروح في الإنسان هي نفخ من روح الله تعالى، وطبيعتها من طبيعة الله، فأرواحنا طيبة بفطرتها. ولذلك يجب أن تتعلق بكل ما هو رباني لتغذى وترتقي. وإذا سارت عكس ذلك، فسيكون مصيرها الفتور المؤدي بدوره إلى مرض الجسد، وما يطهر الروح ويغذيها ويشفيها نهائيا، هو الجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتقرب منه بالعبادات والطاعات والمعاملات والأخلاق الحسنة، وهذا ما يحقق الاطمئنان للروح ويشحنها بالطاقات الايجابية، ويحصنها من الأمراض، أما سوء الأخلاق والعدوانية فهي تدمر الإنسان داخليا وتضعف مناعته وتسلك به دروب المرض.
*ما هي الأمراض التي ينجح العلاج الطبيعي في شفائها؟
العلاج الطبيعي هو جزء أساسي في علاج كل مرض أيا كان نوعه أو درجة خطورته، ابتداء من نزلة البرد وحتى السرطان، فحتى ولو تعلق الأمر بمرض يحتاج للجراحة، فإن المريض في جميع الحالات لا يمكنه الاستغناء عن العلاج الطبيعي، فهو يحتاج حمية صحية من أجل العمل على تصحيح وتخفيف آثار المرض الذي أصابه، ما يعني أن العلاج الطبيعي والعلاج الطبي مترابطان كل واحد منهما يكمل الآخر.
يعطيك العافيه
نورتوا صفحتي بمروركم ..
:0108:
مشكورة على المعلومات يالغلا