تخطى إلى المحتوى

شمع الأذن أو صمغ الأذن 2024.

ا.د عبد العزيز عاشور

ما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع غير الهام بدل الكتابة فى موضوع أهم وأفيد وإضاعة وقتى فى شئ ثمين، كان مبنيا على شكوى مرضاي الذين ذهبوا الى مراكز متميزة للأنف والأذن والحنجرة فى المنطقة الشرقية شاكين من ألم وحكة شديدة بآذان أطفالهم الصغار بل الصغار جدا وبعد الأخذ والعطاء والكشف وإذا بالزميل العزيز يخبر الأم أن هذا الألم والحكة الشديدة هى نتيجة وجود شمع فى قناة الأذن الخارجية ويعطيها قطرة ملينة للشمع على أن تعود بعد أيام لغسيل أذن الطفل ويستنجد الأب والأم بطبيب ثان وثالث عسى أن يجدا فتوى أقل قسوة من الأولى!!
أليست هذه فاجعة – أليست هذه مصيبة تصيب تخصصنا- أليس هذا عقما فى المعرفة.
إن موضوع الشمع وأهميته ووظيفته درسناها كطلبة فى كلية الطب وفى السنين الأولى من تخصصنا ،إذا هى الأبجديات فى تخصصنا، أو بلغ بنا حب المادة والدنيا الى درجه أننا صرنا نتاجر حتى بأتفه الأشياء طالما أنها تجلب مالا بدون أي اعتبار لصحة المريض وسنه، لا حول ولا قوة الا بالله «اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا»
بعد كل هذه المقدمة الحزينة دعنا نتعرف على المشكلة علميا..
ما هو الشمع المسمى صمغ الأذن أو شمع الأذن؟ مافائدته؟ وهل يسبب فعلا هذه الآلام؟ وكيف نتفاعل معه؟ أسئلة كثيرة ولكن لها أجوبة صريحة وواضحة والحمد لله.
– ما هو شمع الأذن؟
هو مادة شمعية أوعسلية فى شكل ولزوجة العسل الى حد ما يفرز من خلايا متمركزة فى الجزء الخارجى من قناة الأذن الخارجية بحيث يبطن القناة بطبقة شمعية شفافة جميلة.
إذا ما وظيفة هذه المادة الشمعية؟
– تقوم هذه المادة الشمعية مع الشعر الكثيف عند مدخل القناة بتصفية الهواء الداخل الى القناة (حاملا معه الموجات الصوتية التى نسمعها) من كل ما يتعلق به من أجسام غريبة (تلوثات) وما أكثرها هذه الأيام فتترسب وتلتصق هذه الأجسام بالشمع. بجانب ذلك فانه يحمى الجلد الذى يقع تحت الشمع من تأثير هذه الأجسام الدخيلة الضارة. كما أنه يمنع من اصطدام هذه الأجسام مباشرة بطبلة الأذن والتى تقع فى نهاية القناة ويحميها من اي ضررممكن. إذا فالفوائد عديدة وسبحان الله الذى لا يخلق شيئا عبثا.. حاشا لله.
إذاهذا الشمع خلق من لدن حكيم خبير ليس عبثا حاشا لله وانما لغرض ما ووظيفة ما، لذا وجب علينا أن نشكر الله على هذه النعمة ونحمده ونبقى هذا الشمع حيث ما وجد لأداء وظيفته التى خلق من أجلها حتى تلك العادات السيئة المتبعة وهى تنظيف الأذن بالأعواد القطنية يجب أن لا تتبع بتاتا بعد اليوم.. لماذا؟
لأن القناة عادة ما تنظف نفسها بنفسها بطريقة إلهية فأي تنظيف يدوي يوقف هذه الوظيفة أو يخل بها الأمر الذى يقود فى المستقبل الى تراكم الشمع بكميات كبيرة تقود فعلا الى تسكير القناة. لأنك تزيل الشمع وتسلبه من وظيفته التى خلق من أجلها وهنا تبدأ المضاعفات كالحكة أو الهرشة، وربما تدفع بالشمع الى الداخل ليلتصق بطبلة الأذن مسببا آلاما قوية وربما ضعفا بالسمع.
أثناء عملية التنظيف ربما نسبب جروحا للجلد المبطن للقناة وهو من أكثر الجروح إيلاما.
هل يفهم من ذلك أن الشمع لا يسبب آلاما ولا حاجة لإزالته بتاتا أو هناك استثناءات؟
طبعا هناك استثناءات:
– إذا تراكم الشمع وسبب تسكيرا للقناة فانه وبلا شك يسبب ألما وإزعاجا وحكة وربما أيضا ضعفا للسمع (ولكن عادة ما يكون لدى الكبار)
– إذا تحول الشمع الى مادة قاسية جدا نتيجة ترسبات أجسام قاسية مثلا عند أولئك الذين يعملون فى البناء متعرضين للرمل والغبار والأسمنت وغيره أو عند أولئك العاملين فى عمل أو محيط ليس بنظيف مثل مغسلي السيارات وفى المصانع وغيره.
– عند إجراء عمليات الأذن عبر القناة.
– إذا أردنا الكشف على الأذن وعلى طبلة الأذن.
– عند أخذ مقاس للسمع بجميع أنواعه
نقوم بإزالة الشمع كالآتى:
– باستخدام ملقاط ناعم صغير (يحتاج الى مهارة قصوى).
– أو استخدام ملعقة خاصة لذلك (فقط عند الكبار الهادئين).
– شفط الشمع اللين أو الملان (قبل الشفط) بواسطة شفاط ناعم وصغير (وهو الأفضل والأكثر اتباعا).
– أما الغسيل فهو يستعمل نادرا جدا جدا أو يجب ان يستعمل قليلا جدا وخاصة عند الصغار وفقط عندما تفشل الطرق السابقة لأن الغسيل يمكن أن يكون:
أ- مؤلما جدا وخاصة لدى الصغار.
ب- يسبب جروحا خطيرة ومؤلمة.
ج- دفع الشمع والماء عبر الطبلة (إذا كانت مخرومة ونحن لا نعرف) الى داخل الأذن الوسطى مسببة مضاعفات خطيرة وهى ليست عملية سهلة كما يتصورها البعض بل عملية دقيقة وتتطلب:
– مهارة وممارسة.
– توافر الأدوات اللازمة لذلك.
– يجب أن يكون المريض هادئا جدا وهى مرفوضة للأطفال لأن الأطفال عادة ما يكونون غير متعاونين وكثيرى الحركة الأمر الذى يقود الى آلام وجروح فى الأذن وفى النفس.
– يجب قياس درجة حرارة الماء المستعمل قبل استعماله بحيث يميل الى الدفء أكثر مما يميل الى البرودة والا أصيب المريض بدوخة أو دوار.
– الشمع يجب أن يكون لينا أو حتى سائلا لغسله (إذا لم يكن فيجب مسبقا تليينه).
– عادة ما نستعمل خطوتين أو أكثر مع بعضهما (مما ذكر أعلاه)
– بعد عملية الغسيل التأكد بالمجهر أن الطبلة والقناة سليمة (لم تصابا بأذى) ثم ننشف القناة بالقطن ونعطى المريض موعدا للمراجعة القريبة.
أرجو بذلك أن أكون قد غطيت الموضوع من جميع جوانبه:15_6_26[1]:

مشكورة حبيبتى

على المعلومة المفيدة

جزاكى الله خيرا

خليجية
مشكوره ثانكس حبيبتي تسلمي
مشكوووورة ياا الغاليــــــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.