السؤال :انا متزوجة من ثلاث سنوات ونص وكانت ام زوجي تعاملني بمنتهى الحنية لمدة سنه ثم بان عليها بعض حركات الغيرة والقطاعه كنت احاول اوصلها بكل الطرق ولكن لا ترد على اتصالاتي ولا تعزمني وتقول لزوجي تعال انت وبنتك وماتبيني اجي معهم وحاولت بكل الطرق انه اتواصل معها دون فائده قبل اربع شهور طفح بي الكيل وكلمت زوجي قلت له خالتي شايله بقلبها عليّ وشفيها تعرف وش فيه ؟ قال مافيه شي وانا افضل انه تكون العلاقة بينكم رسمية ماتشوفين اهلي الا بالاعياد والمناسبات . قلت طيب وتوقفت عن كل المحاولات . قبل اربع ايام شفت رسالة بجوال زوجي كاتب لامه اهم ماعندي انتي يالغالية وعشان تكونين بالصورة انا ماعندي مانع اطلق انا من ذاك اليوم وانا مستغربه هو معاملته لي زينه ومافيه مشاكل بيني وبينه بس ماتوقعت يرخصني لها الدرجه مو عارفه وش اسوي ؟ ساعدوني تعبت من كثر ما افكر وماعاد احس معاه بالثقه ولا بالامان لانه ممكن باي لحظه يطلقني بدون سبب .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، وأن يصرف عنكما السوء واهله ويحنّن قلب والدته عليك . .
أخيّة . . .
في رسالتك اكثر من سؤال .. واتمنى لو تقفي مع كل سؤال بإجابة ( تكونين فيها ناصحة لنفسك ) لأن نفسك أعزّ ما عليك . .
لو سألتك : لماذا توقفت عن المحاولات ؟!
هل كنتِ تعاملي ( والدة ) زوجك على أساس ( المقايضة ) ؟!
يعني بثقافة ( أعطيني أعطيك ) ؟!
إذا لم تكن هذه هي ثقافتك في التعامل معها .. فلماذا توقفت المحاولات ؟!
هل توقفت لأنك تشعرين أنك تمارسين ( أخلاق خاطئة ) أو ( سيئة ) !
أم هي ( أخلاق حسنة ) وتوقفت عنها ؟!
أخيّة . .
أدرك تماماً أن النفس البشرية ( مجبولة ) على أن ترى أثر عملها على الآخرين في تصرفاتهم وسلوكياتهم . .
لكن فرق بين أن هذه ( طبيعة ) و ( نزعة في النفس ) وبين أن تكون هذه الطبيعة هي ( أساس ) تعاملنا وهي ( أساس ) أخلاقنا ؟!
أخلاقنا نستمدها من المبادئ الصحيحة ، من التوجيهات الربانية .. من ( الأدب ) و ( الذوق ) الذي تربينا عليه ..
حين يكون اساس تعاملنا كذلك فإننا حينها سنشعر بالمتعة بكل تصرف ، وبكل خُلق حسن نتخلّق به ونتعامل به مع الآخرين بغضّ النظر عن طريقة مقابلتهم لسلوكنا واخلاقنا .. فمتعتنا غير مرتبطة بمكافأتهم لنا .. لكنها متعة نابعة من تخلّقنا واعتزازنا بالتخلّق بالأخلاق الكريمة .
لذلك ..
لا تقطعي ( عملاً ) جميلاً كنت يوما ما تقومين به . .
عاملي ( عمتك ) بلطف .. بالتواصل .. بالسؤال عنها ، والاتصال بها .. وتقديم الهدايا لها والدعاء لها في ظهر الغيب . .
وفي نفس الوقت لا تُشعري زوجك بتضجّرك من ( تصرفات ) والدته تجاهك . فهي مهما يكن ( امه ) ومن عدم الحكمة أن تضعيه في موقف الحكم بينك وبينها ..
لكن أشعريه بحبك واحترامك لها . .
اسأليه عنها . .
اصنعي لها طعاما وقولي له هذا الطعام خاص ( لأمي ) ناديها بـ ( أمي ) . .
إذا خرجتم للسوق .. اشتري لها شيئا وقولي لزوجك هذا لـ ( امي ) . .
بهذه الطريقة أنت تزيدين من رصيد حبك في قلب زوجك . .
وفي نفس الوقت تساعدينه على أن يكون موقفه تجاه ( والدته ) أكثر حكمة وتعقّلاً .
أخيّة . .
المقطع الأخير من رسالتك اثار عندي تساؤلا .. وهو سؤال ( يهمك ). .
تقولين أن ( معاملته لك زينة ) .. هذا هو ( الواقع ) الذي تعيشنه وترينه وتجدينه وتشاهدينه من زوجك تجاهك أنه يعاملك بطريقة ( لطيفة ) ويعاملك معاملة ( زينة ) . .
فماالذي جعلك تغلّبين جانب ( الوهم ) و ( الظن ) على ( الواقع ) ( المشهود ) أمامك ؟!
الحقيقة لو كان هناك احد يحق له أن يخاف لكان ( زوجك ) إذ كيف استحكم فيك شعور ومشاعر ناتجة من ( رسالة ) مضمونها يحتمل أكثر من تبرير .. ومع ذلك أنتِ غلّبت مشاعر هذاالموقف على كل العمر الذي قضيتيه مع زوجك .. حتى صرت ( تشكيت ) أو لا تشعرين بالثقة معه فقط لأجل ( رسالة ) ؟!
الرسالة التي بينه وبين والدته قد تكون فقط رسالة ( مداراة ) لها لا أكثر من ذلك ..
قد تكون رسالة فقط لامتصاص توتّر ما تعيشه ( والدته ) !
لا يلزم أبداً من رسالته بالضرورة أنه ( يُرخصك ) !
ولو كان ( يُرخصك ) لأرخصك من قبل ..
لكنك تلاحظين أنه ( يهتم ) بك . .
أخيّة . .
أرجوك .. لا تمنحي الشيطان فرصة ليزيد من الفجوّة ويوسّع الهوّة بينكم في العائلة . .
انسِ موضوع ( الرسالة ) . .
وتعاملي مع زوجك من خلال الواقع الذي ترينه من زوجك معك ..
قابلي ‘حسانه وغكرامه لك بالشكر والاجلال والتقدير . .
عيشي ( الواقع ) ولا تعيشي ( المجهول ) . .
زوجك ( يحبك ) و ( يهتم ) بك . . .
وتذكّري أن هذه ( والدته ) يعني يحتاج أن يداريها ، ولو ببعض التصرفات والكلام .. فلا تفهمي مواقف زوجك مع أمك أنها مواقف ( تُرخصك ) .
زوجك يحاول أن يكون ( حكيماً ) في الموقف بينك وبين والدته .. فأعينيه علىالحكمة لا على التهوّر . .
ثم أخيّة . .
دعيني أفترض معك أنه ( اختار الطلاق ) .. أعلم أن وقع ( الطلاق ) سيكون ثقيلاً . .
لكن .. لو وقع فهو ( أمر الله ) . . والله تعالى يختار لك ما فيه خيرك مهما كان فيه من الألم . .
ودائما تذكّري الحكمة من ( العطاء ) و ( المنع ) . . فحين يعطيك الله ( فهو يبتليك ) . . وحين يمنع الله عنك شيئا ( فهو يداويك ) .. فعطاؤه ابتلاء .. ومنعه دواء ..
لا تعيشي التفكير في ( الطلاق ) . .
لكن عيشي التفكير في ( الحب ) . .
إنك إن عشت واقعك بالتفكر في الطلاق .. فإن هذا سيؤثر حتما على سلوكياتك ونفسيّتك المر الذي قد يستجلب الطلاق لك .. وتكونين أنت سبب شريك فيه .
أكثري من الاستغفار . .
مع الدعاء . .
منقول للفائدة
يا قمر