قد
تكون فكرة وجود صديقة للزوج او صديق للزوجة هي فكرة غير مألوفة في
مجتمعاتنا الشرقية عامة . حيث إن الكثير
من العائلات يرفض مفهوم انشاء علاقة صداقة او اي كان مسماها بين الذكر
والأنثى ، الا انه وفي حياتنا العامة كثيرا ما نجد بعض الشباب والفتيات لا
يكترث الى هذه النظرة التي يعتبرونها قاصرة وتجدهم ينشئون صداقات مع الجنس
الآخر بل ويعتبرها البعض الاكثر نجاحا واندماجا .. الا ان هذه الصداقات
مهما كانت درجة نقائها وشفافيتها تجدها تنتهي بمجرد ان يرتبط الشاب او
ترتبط الفتاة بالزواج وهذا بسبب عدم تقبل شريك حياتهما وجود بديل عنهما حتى
وان كان صديقا او صديقة.
الغيرة الشديدة
ولا تنكر "باسمة"
انها كانت تغار من اي علاقة كانت تربط زوجها بأي انثى حتى وإن كانت زميلته
في العمل ، واشارت الى ان زوجها وقبل زواجهما كانت له العديد من العلاقات
(الأنثوية) خاصة في اطار عمله وكذلك اسرته. وقد حاولت ان تتقبل هذا الأمر
في فترة خطوبتهما وكذلك حاولت ان تكبح جماح غيرتها التي كانت تظهر عليها
عندما يرن هاتفه وتكون احدى صديقاته او زميلاته على الطرف الثاني الا انها
لم تستطع الاستمرار في ذلك ، وقد كانت تلوم نفسها في كثير من الأحيان بسبب
اختلاقها المشاكل له نتيجة غيرتها والحاحها المتكرر عليه بقطع علاقاته بأي
انثى حفاظا على شعورها بالرغم من انها كانت متأكدة من ان العلاقة التي
تجمعه بهن هي علاقة قائمة على الصداقة و الزمالة والاحترام المتبادل وهذا
ما كانت تراه من خلال تعامله معهن .
واضافت "باسمة" ان انشغالهما
بالزواج وبتكوين بيت الزوجية لم يترك لهما مجالا للتفكير بمثل هذه المواضيع
والتي اخذت تقل بل واختفت بشكل تام بعد زواجهما وانجابهما للأطفال .
واكدت
باسمة ان طبيعة المرأة واحساسها بالغيرة على شريك حياتها لا تتغير حتى وان
كانت متحررة فكريا وتؤمن بالعلاقات بين الرجل والمرأة مشيرة الى انها
وبمجرد ان ترتبط بشخص ومهما كانت درجة ايمانها بالفكرة فلن تحتمل ان تكون
في حياته امرأة اخرى غيرها .
قناعات
الأمر بالنسبة للسيدة
"انعام" 39 عاما مختلف نوعا ما عن قناعات باسمة حيث انها لا تمانع ان يكون
لزوجها صديقات ضمن اطار محدد وفي حال شعرت ان العلاقة تجاوزت حدود هذا
الاطار تقوم بتنبيهه ولفت انتباهه للتراجع. وأشارت الى انها تعطي الثقة
لزوجها بإنشاء علاقات مع الاناث واعلامها بهذه العلاقات كما اشارت الى انها
ولتأكيد ثقتها بزوجها تقوم باستضافة صديقاته وزميلاته في المنزل بعد ان
تدعوهن على عزومة للتعرف والتقرب اليهن.
واشارت الى ان طبيعة عمل
زوجها كمحام تحتم عليه الاختلاط بالجنس الآخر وقد كان لديه زميلة وصديقة
مقربة منه جدا قبل زواجهما وقد استمرت علاقة صداقتهما حتى بعد ان تزوجا الا
انها انقطعت بشكل مفاجىء بسبب ارتباط زميلته وزواجها ورفض زوجها فكرة ان
يكون لها صديق او زميل ، وهنا ركزت السيدة انعام على ان المرأة هي الأكثر
تفهما من الرجل في علاقة الصداقة والزمالة مع الجنس الآخر حيث إنها وغيرها
الكثير من السيدات يمكن ان يتقبلن فكرة ان يكون لازواجهن صديقات الا ان
الزوج يرفض ان تكون لزوجته اي علاقة بالرجل سواء أكانت زمالة ام صداقة.
خط احمر
وبكثير
من الاستغراب لم يتقبل"ايمن سعيدات" فكرة سؤالنا له عما اذا كان يقبل ان
يكون لزوجته صديق او زميل مقرب منها ، حيث اعتبر ان هذا الأمر بالنسبة له
وللكثير من الأزواج في مجتمعنا الأردني يعتبر خطا احمر ، بل واكد بأن مثل
هذه المفاهيم تعتبر دخيلة على مجتمعاتنا الشرقية وعلى عاداتنا وتقاليدنا
والتي حددت العلاقة بين الرجل والمرأة ضمن اس واضحة ولا يجوز ان يتعداها
الطرفان.وفي نفس الوقت رفض ايمن ان يكون له صديقة حيث اكد ان علاقاته
بزميلاته في العمل هي علاقات قائمة على الزمالة المهنية فقط .
ويوافقه
في الرأي "حسان نعيم" الذي اكد عدم ايمانه بفكرة الصداقة بين الرجل
والمرأة سواء أكانت هذه المرأة متزوجة ام طالبة جامعية ام حتى في سن
المراهقة واشار بحسب مفاهيمه ومعتقداته التي وصفها ب – الثابتة – الى ان
الرجال في العالم حتى في الغرب يرفضون ان يكون لزوجاتهم او لأخواتهم
وبناتهم علاقات مع الرجل .
مساحة خاصة
وبرأي محايد ل "مصطفى
44" عاما: يجب ان يسمح ويتقبل كلا الزوجين ان يكون لشريك حياته مساحة خاصة
به مثل وجود اصدقاء مقربين منه سواء أكانوا ذكورا ام اناثا بحيث تكون هذه
العلاقة معلنًا عنها وبعلم الشريك .
وتاكيدا على فكرته ذكر مصطفى ان
زوجته وفي فترة خطوبتهما عرفته على اصدقائها الاناث والذكور والذين كانوا
يشكلون مجموعة متناغمة ومتجانسة مع بعضهم البعض ، فقد كانوا ينظمون رحلات
ويعرفون اسر بعضهم البعض وقد وجد ان العلاقة التي تربط خطيبته بهذه
المجموعة هي علاقة محترمة ولا يشوبها اية شائبة وقد احترم هذا الأمر ولم
يمنع زوجته حتى الآن وكذلك بعد ان تزوجا واصبح لديهما اطفال من التواصل مع
مجموعة اصدقائها والتي اصبحت تربطها بهم علاقة قوية بعد ان تزوج معظمهم
وانضم ازواج وزوجات اصدقائها اليهم . وبالنسبة له اكد ان زوجته لا تمانع من
ان يكون له علاقات صداقة مع اناث بحيث تحكمها روابط واس الصداقة.
وبحسب
رايها الخاص ذكرت "ام وليد" بانها لا تمانع من ان يكون لزوجها علاقات مع
الجنس الآخر بشرط ان تكون زمالة فقط وان لا تتعدى هذه العلاقة اي مرحلة
اخرى مثل الصداقة معتبرة ان العلاقة بين الرجل والمرأة لا يجوز ان تأخذ
منحى اجتماعيا غير مألوف في حياتنا مثل "الصداقة" مؤكدة ان اي علاقة بين
رجل وامرأة ومهما كانت واضحة في بدايتها يجب ان تأخذ في مرحلة من مراحلها
شكلا آخر .خاصة وان عاداتنا وتقاليدنا وديننا تمنع مثل هذه العلاقات .
وقالت:
إن زوجها الذي يعمل في قطاع التمريض يتعامل يوميا مع زميلاته في المهنة
وهي تعرفهن وتعرف مدى علاقته بكل منهن مؤكدة ان العلاقة التي تربطه بكل
واحدة منهن هي علاقة زمالة داخل اطار المؤسسة المهنية فقط وتنتهي بمجرد
انتهاء يوم العمل .
دمتم فى حفظ الله