عندما تغادر الفتاة الحديثة العهد بالزواج منزل والديها وتذهب الى بيت الزوجية فان والديها ولا سيما والدتها يقدمان لها جملة من النصائح والتوجيهات . افضل وصية قدمتها ام عاقلة واعية لابنتها الحديثة العهد بالزواج هي الوصية التالية :
«اودعتك الله يا ابنتي ، كوني خير عون وسند لزوجتك وخير انيس ورفيق وحارس لوالدته . . » .
اذا ما ذهبت العروس الشابة الى بيت زوجها مع هذا التصور بان عليها ان تكون عونا وفيا ودائما لزوجها وممرضة مخلصة وفية لامه فانها :
أ تشكر الله عز وجل وتقدر تعب تلك الام التي انجبت لها مثل هذا الزوج الطيب المخلص .
ب تفرح قلب زوجها الذي يشعر بالمسؤولية تجاه والدته كما يشعر بواجب رعايتها والاحسان اليها والتضحية من اجلها .
ج تكون بذلك قد علمت اولادها الصغار الشكر والتقدير وخدمة الاخرين وتؤكد عليهم في كل لحظة من خلال عملها هذا بان «الام هي جوهرة ثمينة لا نظير لها ويجب رعايتها والاهتمام بها والتضحية من اجلها بكل محبة وعن طيب خاطر » حيث ان ما يستطيع الشخص تحقيقه بالعمل والفعل لا يستطيع ان يحققه بالكلام .
د ان اولاد هذه الفتاة الحديثة العهد بالزواج الذين تربوا في ظل هذه التصرفات الحسنة لوالدتهم واخذوا الدروس واختزنوا نور التوجيه والارشاد سيطبقون في المستقبل الدروس التي استوعبوها في المحبة التضحية وسيعاملون والدتهم في المستقبل بنفس الطريقة ويجعلونها تعيش حياة هانئة سعيدة . فعن الامام الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان قال : (احسنوا الى والديكم ليحسن اليكم ابناؤكم) .
لا فرق بين ام الزوج وام الزوجة . فكلاهما ام لعائلة جديدة كونها العورسان . فوالدة كل منهما هي والدة للاخر ولهما حق على كلا الزوجين . * * *
نعم ، الوصية التي اوصت بها تلك الام الواعية العاقلة ابنتها واشرنا اليها انفا هي من افضل الوصايا . اما الوصي التي سنقرؤها فيما يلي فهي اسوا ما يمكن ان توصي به ام ابنتها وهي تنم عن جهل هذه الام وغرورها وعدم وعيها :
الرسالة : . . . «ان الام واحدة ولكن الازواج بالالاف ، بامكانك استبدال زوج باخر متى شئت ذلك» هذه العبارة تكررها علي والدتي باستمرار وبدل ان تنصحني وتدلني على طريق الحياة الزوجية السعيدة وتقول لي : عليك ان تعيشي مع زوجك مهما كانت ظروفه . فهي على العكس من ذلك كانت تشجعني على التهكم عليه والتنازع والتشاجر معه وتحثني على الاكثار من طلباتي منه واثقال كاهله وانهاكه بهذه الطلبات وقد كانت تقول لي : يجب ان يكون لديك بيت وحياة مستقلة ، زوجك يجب ان يفخر بك ويلقي بالمجوهرات امام قدميك . . . ان هذا الرجل لا يعرف قدرك . اتركيه وتعالي لتعيشي معنا . وابقي معنا حتى يهيئ لك زوجك بيتا مستقلا . وعندما يصبح زوجك صاحب بيت عليه ان ياتي الى هنا ويقبل يديك وياخذك بكل عز واحترام .
. . . ونظرا لاني لم تكن لدي تجارب في هذه الحياة فقد صدقت كلام والدتي وبدات بمشاكسة زوجي ورغم اني كنت احبه وارضى عن اخلاقه وتصرفاته فقد اخذت اتذرع بمختلف الذرائع والحج واعرب عن تذمري وعدم ارتياحي من العيش في بيت والدة زوجي حيث خرجت من البيت عدة مرات دون علمه وذهبت الى بيت والدتي . . . وبعد كثير من الاخذ والرد والنزاع والشجار استفحل الخلاف بيني وبين زوجي نتيجة تعنت وعناد والدتي وكثرة توقعاتها الى لا داعي لها ونتيجة الاهانات التي كانت توجهها لزوجي . انهارت حياتي الزوجية وطلقني زوجي واخذوا مني طفلي الصغير الذي كان عمره ثلاث سنوات والاسوء من ذلك ان والدتي تمنعني من رؤية طفلي وهي لا تسمح لي حتى بذكر اسمه . . .
والان وبعد ان طلقني وحصل ما حصل فاني عندما اتذكر حياتي السعيدة التي عشتها معه تنهمر دموعي على خدي واتمنى الموت في كل لحظة . . . ولكي انسى ماساتي توجهت الى الدراسة لفترة من الوقت وبعدها شغلت نفسي بالخياطة ولكن كل ذلك لم يقل من عذابي وتالمي بسبب ما اعانيه من الوحدة والتشت . لدي شقيقة تصغرني سنا وعندما ياتون لخطبتها فان علي ان اخفي نفسي ولا اظهر امامهم لكي لا يعرفوا باني مطلقة . . . والان عندما اصبحت وحيدة لا ملجا لي ولا معين فان والدتي تجرح مشاعري بكلامها القاسي فهي تقول لي دائما : اني عالة على المجتمع ! يجب ان تقومي بعمل ما ! ولكني لا ادري ماذا علي ان افعل ؟ لا ادري لمن اشكون همي وغمي ؟ اريد منكم ان تنشروا رسالتي هذه مهما كلف الامر . لعل زوجي الحنون الطيب يقراها ويفهم ماذا اعاني وكيف اتالم نتيجة بعده وطفلي عني ، ولكن ماذا بوسعي ان افعل ؟! فانا لا اجرؤ على معارضة والدتي . من يستطيع ان ينقذني من انتقاداتها الاذعة والفضائح التي تسببها لي ؟ من يستطيع انقاذي من عذاب الوحدة والم فراقي لطفلي ويرفع عن قلبي هذا العبء الثقيل ؟ من يستطيع ان يقول لزوجي باني احبه واحب طفلي الوحيد واريد ان اعيش معه ؟
. . . لعلكم تستطيعون مساعدتي ، ارجوكم لا تذكروا اسمي واسم مدينتي ومنطقتي . استميحك عذرا على ان رسالتي اصبحت بهذا الشكل لاني كتبتها والدموع تنهمر على خدي حيث ابتلت الرسالة من دموعي . اختكم . . .
ايتها الاخت الفاضلة ! انا ايضا قرات رسالتك بكل حزن وتاثر وعاودت قراءتها مرات عديدة . حبذا لو كتبت تلك العبارات الاخيرة التي ذكرتها ضمن رسالة وبعثت بها الى زوجك واعتذرت واظهرت له نواياك الصادقة وحبك له وعدت الى بيتك الزوجي . لعل احد العقلاء الواعين من اقربائك يستطيع ان ينصح والدتك والمغرورة الكثيرة التوقعات ويقول لها بان من اقبح الاعمال خلق الخلاف بين الزوجين اللذين يريدان العيش معا .
وان من افضل الاعمال اصلاح ذات البين وايجاد المحبة والوئام . نامل ان نستطيع مساعدتك في هذا المجال ، امسكي القلم وابداي باسم الله بكتابة رسالة الى زوجك .
احسن نصيحة تقدمها ام لابنتها الحديثة العهد بالزواج
جزاكى الله خيرا