تخطى إلى المحتوى

زواج المريض النفسى .لمن يهمه الامر 2024.

زواج المريض النفسي .

د.محمود جمال أبو العزائم .


الزواج سنه من سنن الإسلام وقد رغب فيه الرسول صلي الله عليه وسلم وحث عليه .
والزواج سكينة واستقرار نفسي للإنسان قال تعالي " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " ( الروم 21) .
وهذا يعني أن الله عز وجل جعل الزواج سكينة للنفوس قائماً على توافر التفاعل الثنائي الإيجابي بين الزوجين ، ومبنياً على صفات المودة والرحمة والمحبة والثقة والاحترام المتبادلة بينهما ، مما يؤدي بالطبيعة والضرورة إلى تحقيق الاتزان الحيوي الناتج عن الإشباع الجنسي المشروع بما يرضي الله ورسوله والمؤمنين ، مما يحقق الاتزان النفسي والاستقرار الاجتماعي لكل منهما .

إن الإنسان في حاجة إلى الزواج من أجل إشباع الدافع الجنسي لديه بالطرق المشروعة التي أقرها الله سبحانه وتعالي أمر بها في جميع الأديان وذلك من أجل الوصول إلى الذرية الصالحة والمحافظة على استمرار الحياة …كما أنه أيضاً في حاجة إلى الانتماء من أجل إشباع دوافع الأمن والاستقرار ، لذلك كانت الأسرة الصغيرة المكونة من زوج وزوجة هي الوسيلة الوحيدة التي لا بديل عنها لتحقيق السكينة النفسية والاجتماعية لكل من الزوجين وللوصول إلى الذرية الصالحة بإذن الله .

وقد حث رسول الله صلي الله عليه وسلم على الزواج فقد جاء في الحديث الشريف " من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" صدق رسول الله.
والزواج هدف مشروع لكل شاب وفتاه في سن الشباب وخصوصاً من توفرت له شروط الزواج من حيث الاستقرار النفسي ووجود عمل مناسب وتوفر الإمكانيات المالية واستطاعة إنشاء السكن المناسب .

وهنا يأتي السؤال الذي يتكرر دائماً على ألسنة أهالي المرضي النفسيين … هل يتزوج المريض النفسي ؟ وهو سؤال يتكرر بأكثر من صيغه من أهل المرضي مثل:
هل المرض النفسي يمنع المريض من الزواج وتحمل مسئولياته في المستقبل … هل تشفي الأمراض النفسية بالزواج ؟ … هل سوف يستطيع الإنجاب في المستقبل وهل يؤثر المرض على قدراته الجنسية ؟ … إذا خطبنا لابننا هل نبلغ أهل العروس بمرضه ونصارحهم به أم من الأفضل أن نخفي عليهم هذا الأمر؟

وللرد على هذه الأمثلة فإن الوضع يختلف من حالة إلى أخري… فبعض الأسر تلاحظ أن الابن أصبح كثير الكلام عن الزواج ويرغب في التقدم لخطبة إحدى الأقارب أو الجيران بدون أن يكون مهيأ للزواج وبدون أن يكمل دراسته وبدون أن يكون لديه العمل المناسب … وقد تفاجأ الأسرة بأنه قد ذهب بنفسه وتقدم للخطوبة من هذه الفتاة بالرغم من أنها قد تكون مخطوبة لشاب آخر ويحدث هذا أحياناً في مرضى الاضطراب الوجداني أثناء نوبات الهوس .

وعلي العكس من ذلك نجد أن بعض الشباب يرفض الزواج ويرفض أي حديث عنه بالرغم من أن سنه وعمله أصبح مناسب للزواج … ويعطي بعض المبررات الواهية التي لا تقنع الأسرة … ونلاحظ ذلك في بعض مرضي الفصام الذي لا يستطيع تحمل مسئولية الزواج وفي بعض مرضي الاكتئاب المزمن حيث يشعر المريض بعدم الرغبة في الارتباط مع الجنس الآخر حيث أنه يعاني من الاكتئاب والميل إلى العزلة والانطواء وقد يكون هناك ضعف بالقدرة الجنسية بسبب المرض.

كما ترفض بعض البنات موضوع الزواج بسبب خوفها من تحمل أعباء ومسئولية الزواج … وقد يكون السبب كذلك خوف البنات من موضوع العلاقات الجنسية المرتبطة بالزواج ويحدث ذلك في بعض مرضي القلق النفسي وبعض الشخصيات الغير ناضجة عاطفياً.

أما عن السؤال هل تشفي الأمراض النفسية بالزواج فإن الرد على ذلك بأن الزواج استقرار ومسئولية وله تبعات ويجب إلا يقدم عليه إلا من له القدرة على القيام بمسئولياته … فإذا تزوج الإنسان المستقر مالياً ونفسياً فإن الزواج سوف يفيده أما إذا تزوج المريض غير المستقر فمن الممكن أن يؤدي الزواج إلى عدم الاستقرار النفسي وانتكاس المرض .

أما عن السؤال عن هل يستطيع المريض النفسي الإنجاب وهل يؤثر المرض على قدراته الجنسية ؟ …فإن المرض النفسي عامة لا يؤثر على القدرة على الإنجاب ولكن هناك بعض الأمراض النفسية يكون مصاحب بالاكتئاب أو يكون الشخص خلال فترة الاكتئاب زاهدا في كل شيء من الأكل والشرب والخروج والعمل وحتى في النواحي الجنسية … ولكن ذلك يكون في فترات الاكتئاب … أما بعد تحسن الحالة فإن يرجع إلى قدراته الجنسية العادية .

وعموما فإذا كان المريض في حالة استقرار كامل وفي حالة نفسية جيدة فإنه يكون قادراً على العطاء والإنتاج وله جميع الحقوق التي ينالها الأفراد العاديين من حق العمل والزواج والاستقلال لكن بشرط أن تكون حالته مستقرة مده طويلة وأن يكون مستمراً في العلاج الوقائي إذا تطلب الأمر ذلك ولذلك فإن شروط الزواج تكون كالآتي :-

أولاً : استقرار الحالة النفسية ويمكن معرفة ذلك بعد استشارة الطبيب المعالج.
ثانياً : توفر الوظيفة بحيث يكون إنساناً قادراً على تكوين أسرة وتحمل أعباء وتكاليف المعيشة فيما بعد .
ثالثاً : المصارحة بالمرض مع الزوجة وأهلها بحيث يكون لديهم علم بمشكلة المريض وحساسيته حتى يستطيعوا مساعدته في المستقبل ويأخذوا بيده إلى الأمام .


منقوووول:070:
احبكم فى الله:0153:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.