قرأت ورقة التقرير وعيناها تملأها الدموع ، شعرت بالحزن والآلم .. ذهبت بكل هدوء إلى منزلها وأخذت تجمع ملابسها في الحقيبة . .
وقبل خروجها من المنزل ، أخذت ورقة وقلم وكتبت ما بداخلها لزوجها المخلص
" زوجي العزيز . .
شيء مؤسف أن أخبرك بأنني لأ أقدر على الانجاب . . ولن استطيع الاستمرار معك في هذه الدنيا ، تزوج وسوف تعيش حياة اخرى جميلة بجانب أولادك وأحفادك بعيداً عندي . . يؤسفني أنني تخليت عن حبنا الكبير لكن لا استطيع الاستمرار معك ، وهذا لمصلحتك
زوجتك .. "
كتمت دموعها وشهقاتها وهي تضع يدها الناعمة على شفتيها . . خرجت من المنزل وهي تبعد صور ذكريتها من بالها .. ذهبت الى منزل أهلها . . رأت عائلتها ينظرون اليها بنظرات الأستغراب . . شعرت بالحزن وليس هناك ما تقوله للدفاع عن دموعها التي تنزل بغزارة على خدها الناعم . .
لم يسعها الا ان تركتهم بحيرتهم وذهبت لغرفتها واغلقت الباب .. جلست على السرير وهي تبكي . . تبكي على حبهم الكبير . . تبكي على أمنياتهم في المستقبل . . تبكي على مخططاتهم مع أبنائهم . . كل هذا مجرد تفكير للمستقبل وكان جميعه تخيلآت لم تتحقق ولن تتحقق . .
اغلقت عيناها ودموعها تسيل بهدوء . . ولم تشعر بنفسها الا وهي نائمة من تعب البكاء
رجع الزوج من العمل وهو متشوق لرؤية زوجته الحبيبة وبيده باقة من ورود الجوري ، فتح الباب بهدوء وهو يهمس بأسمها . .
بدأ التعجب يجتاحه ، كان كل يوم يرجع من العمل وهو منهك لكن لا ينسى أن يحضر مفأجاه لها وهي تستقبله بحب وود وترحب به ، أين هي ؟
ذهب إلى غرفة النوم ولم يجدها . . ولم يجد أي اثار لـ ملابسها المتناثرة أو مكياجها ع التسريحة
طرق الحمام ولم يسمع اي ردة فعل وفتح الباب واستغرب اكثر عندما لم يجدها . . صرخ بأسمها ولم يسمع سوء صوت الصدى . . ذهب ليخرج ولكن لفتت انتباهه الورقة التي موضوعة على طاولة المدخل . . فتحها وتوسعت عيناه وهو يقرأ حروف كلماتها . . لم يصدق الخبر بأن زوجته لا تعد قادرة على الانجاب . . ماالذي حصل ؟؟
انا الان لا يهمني هذا الأمر . . كل مايهمني هو زوجتي ، ذهب وهو يركض إلى السيارة وانطلق بسرعة فائقة إلى منزل أبيها . . رن الجرس وهو متلهف لرؤيتها . .
ذهب الزوج *محمد* مباشرة الى غرفتها ، وطرق الباب ولم يسمع صوت منها . . فدخل وهو يراها نائمة كالملاك والهالات السوداء تحت عينها . . جلس بجوارها ويده ممسكة بيدها . .
أما الزوجة *إيمان* فكانت في أحلامها وهي ترى زوجها يمسك بيدها ويقبلها ويقول لها بحب : انا بجانبك ولن اتخلى عنك مهما كانت الاسباب . . قامت من نومها مفزعة وهي ترى زوجها امامها وممسك بيدها . . قالت ببكاء : هل أنت خيال ام واقع ؟؟
قال لها محمد بحب وود : هل تظنين انني سأتخلى عنك لأجل سبب مثل هذا ؟؟
إيمان نزلت رأسها بكل هدوء : لا استطيع الاستمرار معك ، انا لما رأيت تعاملك مع الاطفال والذي يدل على تعلقك بهم بشدة ، شعرت بإلم يخترق قلبي . .انني لا استطيع الانجاب لك ، لا استطيع انجاب طفل لنربيه سوياً ، ويقول لي : ماما
نزلت دمعة من عينها وسرعان ما مسحها محمد وهو يقول : وهل تظنين أنني أريدك لأجل الأولاد . . أنا أريد إيمان زوجتي ، أريدها كما هي بعيوبها وبكل شيء
إيمان نزلت رأسها وقالت ببرود وراءه قلب مجروح ومتألم : طلقني أرجوك
محمد ناظرها بصدمة ، لم يفتح فمه بأي كلمة ، ارتعش جسده من كلمتها ، فكرة الطلاق منه جعلته يخرج من الغرفة ومن البيت بأكمله
بينما إيمان كانت تحضن الوسادة بكل حزن ، إيمان في هذا الوقت تحتاج إلى من يمسح دمعتها ويحضنها ويربت على أكتافها ويحسسها بالأمان . . ليس هو الا شخص واحد *محمد* ولكن أين هو ؟ ، خرج من المنزل بسبب صدمته مما قالته . . صرخة بداخلها جعلتها ترتعش " محمـــــــــــــــــــــــــــ د " . . تعبت من التفكيرر وبدون تردد ارتمت على السرير وهي تبكي بشدة حتى ننامت ، بظنها ان النوم سوف يكون المفر الوحيد من الواقع المر . . ولكن النوم هو نصف هروب وسوف ترى الواقع امام عينيها
دخل محمد إلى منزل أبيه ، وكان منظره الحزين يجذب كل الموجودين . . نظرت إليه أمه وقالت بخوف : ماذا بك ؟ ، محمد نظر الى امه لفترة قصيرة ومن ثم اغلقت عيناه الى الابد ولم يرى الا السواد وارتطم رأسه بالأرض ولم يشعر بشيء بعدها . .
صرخت أم محمد وهي تركض بجانب ولدها الوحيد وهي تبكي ، وما هي الا دقائق الآ وجاءت الأسعاف وهي تحمل محمد إلى المستشفى . .
بينما إيمان نائمة حلمت بأنها هي ومحمد في بستان ممسكين بأيدي بعض وينظرون إلى بعض بحب ، وفجأة تأتي عاصفة سوداء لتهدم البستان جميعه وتذبل الورود وتتساقط اوراق الشجر . . وفجأة يبدأ محمد بالابتعاد عنها وهي تمسك بيده وتصرخ بأسمه وماهي الا لحظات الا وهو مختفي من أمامها وهي تصرخ بشدة وتبكي وتناديه
فزعت إيمان وقامت من نومها برعب ، لم تستطع المقاومة قلبها يقول أن محمد في خطر . . ذهبت بدون تردد إلى الخارج وهي تركض الى باب الشارع بينما امها امسكت بها وهي تقول : مابك يا إيمان الآن نصف الليل الى اين انتي ذاهبة ؟
إيمان وهي تصرخ : محمد محممممد ، محمد يناديني أتركينيي
خرجت بدون شعور الى منزل أب محمد الذي لا يبعد عن منزل أبيها الا بقليل .. طرقت الباب ولم يفتح لها أحد سوا الخادمة وقالت لها : اين محمد ؟
قالت الخادمة : محمد كان جاي وهو تعبان كتير وبعدين في يطيح وفيه روح مستشفى
إيمان توسعت عيناها بصدمة وهي تصرخ بوجه الخادمة : اي مستشفى ؟
الخادمة : مستشفى الـ………….
خرجت إيمان مسرعة وطلبت تاكسي وأعطته العنوان وانطلق بها الى المستشفى . .
بينما أم إيمان كانت قلقة وخائفة على أبنتها وماذا جرى بها ؟
وصلت إيمان الى المستشفى وهي تركض بين الممرات ووصلت عند الاستقبال واعطته اسم محمد كاملاً . . قال لها : محمد في العناية المركزة وهو في خطر شديد
إيمان صرخت وهي تغطي وجهها بأناملها الرقيقة ، ركضت وهي تدفع من أمامها ووقفت لما رأت أم محمد تبكي بإنهيار وبجانبها أبو محمد . .
صرخت لما رأتها هكذا وبدأت بالبكاء بهسترية : أين محمد ؟؟
أم محمد زادت بالبكاء وأغمي عليها من الأنهيار . . صرخ ابو محمد وهو ينادي الممرضات وحملوا ام محمد الى غرفة لتسترخي . . بينما ايمان بدون تردد فتحت باب العناية المركزة
رأت محمد بحالة يرثى لها وهو بين الاسلاك جميعها ، واذا انفصل عن جسده سلك واحد قد يتعرض للوفاة . .
إيمان تقدمت وهي تبكي بشدة وامسكت بيده وهي تمسح على رأسه وتقول : محمد ، أجبني . . انا ايمان . . محممممممد
محمد فتح عيناه بتعب وهو ينظر إليها وبابتسامة باهتة : ايمان تذكري دائما انني احبك . .
تراجعت ايمان وهي ترى محمد يرفع السبابة وينطق بالشهادة ومن ثم اغلقت عيناه وطاحت يده وصوت نبضات القلب تعلن انها توقفت
صرخت بإنهيار وهي تبكي : لآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآ محمد .. اقتربت منه ولم تشعر الآ والممرضات يتراكضون في العناية و يبعدونها عنه وبدأ الطبيب يعطي محمد صدمات كهربائية والأمل ضعيف ولكنه بيد الله . . استسلم الطبيب وقال للممرضة : سجلي ، توفي محمد بن …. ال …. في ../../…. الساعة ..:..
صرخت إيمان وهي ترى الممرضة تغطي محمد بالشرشف الأبيض وكلمته تتردد ببالها : ايمان تذكري دائما انني احبك
بكت بحرقة وهي تصرخ وتعبر عما داخلها ولم تشعر الا وهي ساقطة على الأرض . . وهذه هي نهآية الحب الكبير . .
دعوآتكم . .