وهكذا كان ثمن هذه الوردة التي قطفها والدها من حديقة الوحش الانتقال للعيش في قصر هذا الوحش وإلا قتل والدها بعد أن أخذ منه ميثاق غليظ أن يعود له برفقة ابنته التي تجرأ من أجلها على قطف الوردة من قصره
ويعود والد الفتاة مهموم حزين ليعلم ابنته بأن الوردة الناعمة التي قطفها من أجلها ستكلفها حياتها أو حياته وعليها أن تضحي هي أو أحد أخواتها بالعيش معه وهذا الأمر لا يقبله والدها ، لذلك يقرر أن يحنث بالوعد مع الوحش وإن كلفه هذا حياته .
إلا أن الفتاة تقبل التضحية وتتقدم بطيب خاطر لتقابل المجهول الذي فرضته عليها هذه الوردة بعد أن وبختها أخواتها على مطلبها السخيف هذا الذي جر لهم الويلات والحزن .
وتذهب الفتاة مع والدها للقصر وهناك تتزوج من الوحش الذي كان صوته زئير و منظره منفر يدب الرعب في قلوب مشاهديه ويخفي القسم الأعظم من وجهه القبيح بعباءة سوداء تلف جسده الضخم ، ويدان يغطيهما الشعر وأنامل تبرق فوقها مخالب حادة تقشعر الأبدان لمرآها .. ويغادر والدها بحزن و تقفل القلعة بوابتها على مصير غامض ينتظر هذه الفتاة مع هذا الوحش الذي تزوجته ثمناً للوردة قطفها والدها من قصره ..
هكذا تدور الأحداث في قلعة هذا الوحش الذي يبدأ بمعاملة الجميلة بقسوة شديدة ويرفض حتى أن تنير أرجاء القصر حتى لا ترى وجهه القبيح وهكذا تعيش بعتمة تحاول جاهدة أن تخرج منها بمجابهتها لا الهروب منها ..
ويتفنن الوحش باضطهاد الجميلة لأنه يعلم بأنها لم تأتي لقصره حباً به وعن رغبة منها بل من أجل حماية والدها ودفع ثمن التطاول على حديقته .
وتبدأ الفتاة بالتعرف على الأشياء من حولها وتكتشف بأن هناك سحر غريب في هذه القلعة فالصحون والأباريق تتكلم معها وتكون معها صداقة حميمة .. وتقع الجميلة تدريجياً بحب القلعة والمكان الذي تعيش به وبجمال روحها وحنانها تعكس صفاء نفسها على الأشياء وزوايا المكان
فتعمل على إزالة ركام الغبار الذي تكدست على أثاث القصر ، وتشذب أشجار الحديقة المتوحشة و تنسق الزهور في تربتها وتملأ أرجاء القصر بالورد والحياة و صوتها العذب الذي ينساب بحنان يأسر قلب من يسمعه
وتتقابل الفتاة مع الوحش على مائدة الطعام فيكون لقاءهما لقاء الأضداد تحف العتمة وجه هذا الوحش القبيح وصوت همهماته المتوحشة وهو يتناول طعامه مخفياً وجهه فيما تحدق الجميلة به بحذر وصمت وبراءة لا تحمل في عيني صاحبتها إلا جمال الطهر ،وهي تسعى جاهدة أن تتمالك شجاعتها وتكسر هذا الصمت المتوتر الذي يقف كالجدار العظيم بينها وبين هذا الوحش .
"تابع"