في مواقف أخرى. كما أن الصمت الاختياري يصنف على أنه نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي.
فمعظم الأطفال المصابين يبقون صامتين تماماً في حالة مواجهتهم ضغوطاً نفسية خاصة لكن البعض قد
يهمس بالكلام أو ينطق كلمات محدودة جداً.
بينما يتكلمون وبطلاقة في مواقف أخرى فيكون صمتهم من اختيارهم وليس نتيجة عيب خلقي أو عضوي.
تتعدد أنواع الصمت أو درجاته في الشدة حيث يكون:
– إيماءات أو إشارات ونظرات.
– كلمات محددة.
– همس منخفض.
– صمت تام.
أسباب الصمت الاختياري:
– تعرض الطفل إلى الإساءة الجسدية من
أهم أسباب الصمت الاختياري.
– تعرض الطفل لصدمة نفسية أو وفاة أحد والديه أو الأقرباء والمقربين.
– الخوف.
– الخجل الشديد.
– البيئة الجديدة.
– الأشخاص الغرباء.
– عدم القدرة على المواجهة.
– القلق.
– الحماية الزائدة من قبل الأم.
– فقدان الثقة من النفس.
– عدم الاستقلالية والاعتماد على الآخرين.
– إصابة أحد الوالدين أو كلاهما بأمراض مرتبطة بالقلق كما أنه يعتقد أن العامل الوراثي له دور كبير.
– تشجيع الأهل للصمت مثلاً (يرددون دائماً أمامه أنك هادئ ومؤدب وأن صمته يلقى إعجابهم).
متى يكون الصمت طبيعياً؟
إذا تجاوز صمت الطفل الشهرين فلا بد من التدخل واعتبار ذلك مؤشراً لوجود مشكلة تستدعي
إلى اللجوء لأخصائي نفسي خصوصاً إذا امتدت فترة الصمت إلى ستة أشهر.
تنبيه: إن اضطرابات النطق كالتأتأة أو الفصام أو اضطرابات النمو الدائمة كالتوحد أمر مختلف تماماً عن الصمت الاختياري لدى الطفل.
كيف نعالج المشكلة:
ينقسم العلاج إلى نفسي ودوائي
الدوائي غيَّرت الأدوية الطبية النفسية مسار الكثير من حالات الصمت الاختياري إلى الأحسن حيث كان التحسن أسرع وأكثر استقراراً. فأظهرت نتائج البحوث الإكلينيكية أن نتائج استخدام مثبطات ارتجاع السيروتونين مشجعة جداً وتعجل في الشفاء
وتحسن من أداء الطفل اجتماعياً ودراسياً.
النفسي: أهم وأسهل طريقة يوصي بها النفسيون مع
الأطفال هي العلاج باللعب، ويؤكدون على أن اللعب هو اللغة التي تسهل علينا التواصل مع الطفل.
ومن وسائل العلاج النفسي للمشكلة (العلاج السلوكي المعرفي) بالإضافة إلى تثقيف الأسرة في كيفية التعامل مع الطفل ودعمه ووسائل تشجيعية على الكلام قبل أن يتقرر اللجوء إلى العلاج الدوائي.
العلاج السلوكي المعرفي: هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يهدف إلى علاج الاكتئاب والقلق وتعكر
المزاج ويعتمد على مساعدة المريض في تغيير طريقة تفكيره السلبية إلى أفكار وقناعات إيجابية.
كيف يتعامل المربون مع المشكلة؟
قبل اكتشاف المشكلة: يقع الدور الأكبر في اكتشاف هذه المشكلة على عاتق المعلمين والمربيين في المدرسة.
– من أهم الخطوات لعلاج المشكلة توضيحها
وشرح أبعادها لأولياء الأمور.
– عقد اجتماع بين أولياء الأمور والمعلمين لوضع خطة للعلاج.
بعد اكتشاف المشكلة: يشترك أولياء الأمور والمعلمون
والمربون داخل المدرسة في عناصر العلاج نفسها.
– عدم إجبار الطفل على الكلام.
– تشجيع الطفل على الحديث وتعزيزه مهما كان بسيطاً.
– تفهم وضعه وخوفه.
– ثقة المربيين بأن الطفل سيتخلص من هذه المشكلة.
– عدم إشعار الطفل بأن قلقه وخوفه محل سخرية الآخرين.
– تعليم الطفل كيف يواجه المواقف وعدم حمايته من مواجهتها. مثلاً (تشجيعه على شراء حلوى من البائع نفسه)
– تعليم الطفل كيفية التعبير عن قلقه ومخاوفه وتزويده بكلمات تساعده في ذلك.
– إسناد بعض الأنشطة والمهام للطفل الصامت لإثبات وجوده داخل الصف لأن ذلك يقلل من قلقه وتوتره ويساعده في الاعتماد على النفس والشعور بالاستقلالية.
خطة علاجية مقترحة للتعامل مع الطفل الصامت
داخل الصف:
– عقد جلسة مطولة مع والدة الطفل والتحدث عن الحالة بشكل مفصل ليتم التعاون بين المعلمة والأم.
– تحاول المعلمة التقرب من الطفل حتى يستأ نسها ولاسيما في الأسبوعين الأولين.
– توجه له الحديث بشكل مستمر وتحاول إدخال
طرف ثالث زميل مقرب للطفل مثلاً لمدة أسبوعين آخرين.
– إسناد بعض الأنشطة والمهام للطفل الصامت بمشاركة زميله لإتاحة الفرصة للتواصل معه ومن
ثم إسناد أنشطة أخرى يتشارك فيها مع زملائه في الصف.
– تقوم المعلمة بالتنسيق مع والدة الطفل الصامت لقيام بعض زملائه بزيارته في المنزل وذلك للتعرف
على الجانب الآخر من شخصيته والتمهيد بالحديث أمامه لانطلاقه.
– على المعلم الاستمرار في متابعة الطفل وتشجيعه وحمايته من سخرية الأقران الآخرين له.
فالصمت الاختياري ، حالة مرضية تتطلب الكثير من الوعي لعلاجها وكلما اكتشفناها مبكراً كلما أمكنك
النجاة بطفلك من براثن هذه المشكلة.
بعض الأفكار الأساسية لفهم حالة الطفل الصامت اختيارياً:-
*لا يوجد طفل مُشكل ولكن توجد أسرة أو مدرسة أو كليهما مشكل إلا في حالات استثنائية لأسباب
عضوية أو انخفاض في نسبة الذكاء .
*تعد العلاقة عكسية بين العمر الزمني ،ونوعية الأخطاء المرتكبة لدى الطفل.
*معظم الاضطرابات النفسية هي تعبير عن صراعات نفسية ناتجة لعلاقة متوترة وغير طبيعية
مع الوالدين أو الأسرة البديلة .
*معظم الأطفال الذين يعانون الصمت الاختياري تعرضوا في تاريخهم المرضي إلى إساءة ،ومعاملة
جسدية أو نفسية أو حماية زائدة أو إهمال .
وواقع كثير من المدارس في وطنُنا العربي يكشف لنا عن عدم معرفة بالاضطراب لدى معلمي الصفوف
الأولى مما يترتب عليه استخدام أساليب ارتجالية خاطئة تدعم استمرارية الصمت الاختياري
وتزيد في صعوبة معالجتها .