تخطى إلى المحتوى

السعادة 2024.

السعادة

***********

بيحكى أستاذنا الكبير /د. إبراهيم الفقى

إنه فى إحدى ندواته سأله سائل :

" إيه هى السعادة ؟ "

فقال

" عاوز كل واحد من الموجودين يقول لى : إيه هى السعادة من وجهة نظره "

فاللى قال : يبقى عندى فيللا

و اللى قال : أبقى ملياردير

و اللى قالت : أبقى جميلة و رشيقة

و اللى قالت : بناتى تتجوز

و اللى قال : إبنى يبقى ناجح ……. إلخ

بيقول د. إبراهيم إنه إكتشف حاجتين :

1- إن فيه أكتر من 1000 شكل للسعادة

2- و إن كلها محصورة فى الماديات .. يعنى حاجات ملموسة ..

و بيكمل د. إبراهيم و بيقول :

السعادة حاجة تانية خالص غير كل دة

لكن قبل ما أقول إيه هى السعادة لازم أسأل سؤال مهم جدا ماحدش بيفكر فيه أبدا

بعد ما توصل للى يحقق لك السعادة .. و بعدين ؟

يعنى اللى عاوز يبقى عنده فيللا مثلا , و بقت عنده الفيللا و قعد فيها .. و بعدين ؟

و اللى بناتها إتجوزت .. و بعدين ؟

مادام فيه و بعدين و مالهاش حساب فى عقلك تبقى مش هى دى السعاده

هتضيّع عمرك كله بتجرى ورا حاجة شايف فيها السعادة

ممكن ما تجيش

و ممكن تيجى , بس و لما هتوصل لها هتلاقى نفسك بتقول " و بعدين "

و علشان نعرف إيه هى السعادة , و ليه الإنسان بيعيش تعيس فى الدنيا , لازم نعرف إن ربنا أعطانا نعمتين :

الخيال للمستقبل( أحلام اليقظة أو الخيال )

و الذكرى للماضى( الذكريات )

لكن للأسف بنى آدم إستخدمهم إستخدام حولهم من نعمة لنقمة

فمثلا :

نلاقى راجل متزوج من إمرأة , حياته عادية , لكن من جواه بتلاقى حاجة من 2 :

يا إما بيبص لمزايا إمرأة صاحبه و يتمناها لنفسه بدل مراته فى المستقبل

يا إما بيتذكر حبه الأول و يتحسر على الماضى

يعنى يا إما عايش فى ماضى عمره ما هيرجع تانى

يا إما بيحلم بمستقبل 50% مش هيتحقق و 50% لو إتحقق ممكن ما يحققش له السعادة اللى كان متصورها

و هكذا بيعيش الإنسان دة طول عمره تعيس

مع إنه لو بص للحاضر هيلاقى إن معه إمرأة حضرت له حاجته , عملت له أكلة بيحبها , عاملة تسريحة جديدة علشان تعجبه , دعاها فلبته ,قالت له كلمة ضحكته ………. الخ

ما شعرش بكل دة لأنه عايش فى الماضى أو فى المستقبل و مش شاعر باللى فى إيده فى الوقت الحاضر

فالسعادة بتتوجد فقط لما يشعر الإنسان بالحاضر

أومال إزاى بقى تبقى الذكريات و الأحلام نعمة مادامت بتنسينا الحاضر ؟

بالتأكيد ربنا ما منحش بنى آدم حاجة إلا و كان فيها الخير لهم , و لكن الإنسان – بفضل وسوسة الشيطان !! – بيوظفها بطريقة تأتى بنتيجة عكسية

و عامةً كدة نقدر نقول إن :

الخيال هو سبب الإبتكارات و التطور

و الذكريات بنتعلم منها لتصحيح الأخطاء و لتكرار النجاح

و التوظيف الصح ليهم لجلب السعادة ممكن يكون كالآتى :

-يتبع-

.

الخيال

نافذة الروح

بنلاحظ إن الطفل الصغير بيكون عنده خيال واسع

فمثلا :
ممكن يرجع من المدرسة و يحكى لمامته إن رجل مسلح دخل الفصل , و يوصف لها كل واحد من زمايله إتصرف إزاى و هو عمل إيه , و المدرسين عملوا إيه ……

كتير من الأباء بيخلطوا بين الكدب و الخيال عند الطفل , و إحنا محتاجين لشئ من المرونة علشان ما يتحولش الخيال لكدب , و فى نفس الوقت ما نقتلش فى أولادنا ملكة الإبداع و التطور

و بيكبر الطفل و يصبح شاب , و يتحول الخيال لفعل

و كل ما حققه الإنسان و وصل إليه من علم و تطور هو نتاج أحلام الطفولة و أحلام اليقظة = الخيال

و بعد ما حقق الشاب و لو شئ من أحلامه بيصل لل 40 و يدخل فى مرحلة الكهولة

هل فى المرحلة دى بينتهى كل شئ ؟

بالعكس

دة كل ما بنكبر كل ما خيالنا بيزيد

لكن لازم ناخد بالنا و ما نسيبش نفسنا نعيش فيه

بل نطوع الخيال دة و نلجّمه بحيث يسير بينا فى طريق السعادة

و دة بطريقتين :

أولا

طريقة الهندى و الفيل

العلماء بيشبهوا العقل الواعى و العقل اللاواعى بالهندى و الفيل

فالهندى رجل ضئيل الجسم , خصوصا جنب فيل ضخم

و مع ذلك الفيل بيخضع لأوامره و بينفذها تماما

العقل الواعى هو الهندى .. بيبرمج العقل اللاواعى زى ما هو عاوز , سواء بواقع أو بخيال

و العقل اللاواعى هو الفيل .. ما بيعرفش الفرق بين الحقيقة و الخيال .. و اللى بيتلقاه من العقل الواعى بيخرجه على شكل تصرفات فعلية

و بالتالى لما نلاقى نفسنا مرهقين نفسيا أو بدنيا , نقدر بعقلنا الواعى نرسم لنفسنا صورة خيالية , و نسرح فيها لمدة دقائق كأنها حقيقية

الصورة دى بتنطبع فى العقل اللاواعى

و بعد كدة بتخرج للواقع على شكل إبتسامة و هدوء نفسى و إسترخاء بدنى …

و دى تجربة عملتها لنا معلمتى لنتأكد من أن العقل اللاواعى هو المتحكم فى حالتنا النفسية و بالتالى كل تصرفاتنا

قالت لى أنا و زميلاتى :

تصوروا إنكم ماسكين فراشة

بصوا لإيديكم

متخيلين ممكن يكون شكلها إزاى ؟

إمسكوها كويس

إثبتوا على كدة

غمضوا عنيكم …….. صورة الفراشة لسة مرسومة قدامكم

خدى بالك منها (طبعا هنا كل واحدة فينا إفتكرت إن الكلام أصبح ليها وحدها )

شايفاها كويس ؟

جميلة , مش كدة ؟

أنا دلوقتى بأقرب منك .. هأحاول أخدها منك

إوعى تديهالى

إمسكيها كويس

أنا قربت خلاص

أنا مديت إيدى عليها

بأحاول أخدها منك

حاسبى هتطير منك

و هنا لقينا نفسنا كلنا بنضغط لغاية ما صوابعنا لمست بعضها خوفا من أن تفلت الفراشة !!

و دة تمرين لجلب السعادة بالخيال :

تصور نفسك فى مكان بتحبه ( ممكن يكون مكان زرته فى الواقع أو شفته فى فيلم أو من نسج خيالك )

و لنفرض أنه بيت على البحر

إنت قاعد على كرسى .. ممكن يكون هزاز

قدامك البحر ……..( تصور شكله )

شايف لونه الأزرق الجميل …

الموجات بتجرى ورا بعضها …

خد نفس بهدوء … شامم ريحة البحر ؟… ريحته نقية

سامع صوته …

سامع صوت طيور النورس …

شايفها بتطير فوق البحر …

قوم من على الكرسى …

إدخل جوة البيت …

إنت دلوقتى بتدخل المطبخ …

فتحت التلاجة …

لقيت تفاحة …

مسكتها فى إيدك … قد إيه طازجة و جميلة .. شم ريحتها … خد نفس بهدوء ..الله .. ريحتها حلوة

أخدت قطمة …طعمها لذيذ … الله .. نزلت فى بطنك ..

خرجت من باب تانى فى المطبخ .. لقيت جنينة …

شامم ريحة الزرع … خد نفس عميق .. إملا رئتك بريحة الزرع المنعشة

فيه شجرة جميلة ..

عليها عش عصافير …

العصافير بتزقزق …

………………………… ……. و هكذا

[و علشان تكون النتيجة أحسن ممكن تسجل الكلام دة على شريط بصوت هادى و تسمعه و إنت بتتخيل

هيساعدك أكتر]

وبالنسبة لى أنا شخصيا لما بأحب أسترخى و أترك لخيالى العنان , بلاقى نفسى مع أحفادى ( إن شاء الله .. يارب ) بأرعاهم و هم بيبيهات , و بألعب معاهم و هم أطفال , و بأوعيهم و بأسقيهم خبرتى و هم فى سن المراهقة ……

و لما بأفوق بلاقى نشاطى إتجدد و نفسيتى هادئة

و بالتالى فبإيدك إنت و بعقلك الواعى تقدر تبرمج عقلك اللاواعى

و يوم ما هتدوس على enter هتلاقى اللى فى عقلك اللاواعى ظهر على الشاشة

و أصبح الواقع كله سعادة

ثانيا

نخلق لنفسنا أهداف جديدة , لكن قريبة و سهلة و مريحة

مثلا :

واحدة عاوزة تخس 40 كيلو

تختار هدف قريب (عاوزة أخس 5 كيلو فقط )

و مريح ( هأخسهم فى شهر أو أكتر )

و سهل ( كل أسبوع أقلل كمية الأكل العادى بتاعى معلقتين )

[[ ملحوظة : ثبت بالعلم و بالفعل إن دة أنجح رجيم ]]

و بالطريقة دى بنلاقى الأحلام بتتحقق و بتتجدد

و فى تحقيق الأحلام سعادة

و فى الحياة بأمل سهل المنال مش هيبقى فيه مجال لقلق أو طول إنتظار , أو لإحباطات …… أو غيره

– يتبع –

.

الذكريات

حلم الماضى الجميل

لكن الماضى مش كله أفراح و ليالى ملاح

أكيد كان فيها ما يؤلم النفس

هل ننساه ؟

لا طبعا لأننا لو نسينا مش هنتعلم

طيب نعمل إيه علشان لما نفتكره ما يؤلمناش ؟

ننظفه

إزاى ؟

نحوله لمهارة نبنى بيها المستقبل

فأى مشكلة بتقابل الإنسان مش ممكن تسيبه فى مكانه

يا إما بتخليه أحسن من الأول أو أوحش من الأول

و دة بيكون حسب تركيزه عليها

و هنا محتاجين نرجع للقرآن الكريم :

ربنا بيقول لنا

" و ما أصابك من حسنة فمن الله , و ما أصابك من سيئة فمن نفسك "

(النساء79)

و لذلك فحكاية أن ربنا بيصيب المؤمن ببلاء ليختبر مدى إيمانه دى أنا مش مؤمنة بيها

لأن الله هو الرحمن الرحيم

و نعلم أنه أنزل جزء من 100 جزء من رحمته على الأرض

فإذا تصورنا أن رحمة الأم بوليدها جزء من هذا الجزء

فهل لنا أن نتصور مدى رحمة الله بنا ؟

فهل يعقل أن هذا الرحمن ممكن يصيب عبده بأذى لمجرد أن يختبره و هو العليم الخبير؟

مستحيل

أكيد الأذى كان نتاج عمل الإنسان نفسه

و على هذا الأساس بأقول :

إن مر الإنسان بتجربة مؤلمة فعليه أن يواجه نفسه أولا , و يشوف دوره فيها كان إيه

99% هيلاقى إنه هو اللى وقّع نفسه فيما أصابه و لو بقدر ضئيل

فمثلا :

كثير من الزوجات بيشكوا نفس الشكوى :

أنا إتجوزت جوزى و هو فى أول الطريق , وقفت جنبه , حرمت نفسى من كل حاجة علشان أوفر له , بعت صيغتى علشان أساعده , حبيته و أخلصت له , صنت ماله و عرضه , أطعته , ربيت ولاده أحسن تربية , خدمت أهله ………. و فى الآخر مش طايقنى , و بيبخل علىّ حتى بالكلمة الحلوة , مش مقدر تضحياتى و بينكر علىّ كل حقوقى………

بتبدو الزوجة مالهاش أى يد فيما أصابها من إبتلاء

أبلت بلاءً حسناً , و مانالتش إلا الغدر و نكران الجميل

و عندنا مثل مشهور :

" إتقى شر من أحسنت إليه "

مما يعطينا معنى = الخير جزاءه الشر

و الحقيقة .. دة واقع فعلا

لكن مش بالصورة اللى موجودة فى خيالنا دى

و لازم قبل ما نفكر التفكير دة نسأل نفسنا الأول ,

ربنا قال :

" إنا لا نُضيع أجر من أحسن عملا "

(الكهف30)

فهل ربنا بيكدب ؟( أستغفر الله العلى العظيم )

مستحيل

أومال تركب إزاى دى ؟

بيكون فيه غلطة إرتكبها الإنسان فى حق نفسه من غير ما يدرى

فإذا رجعنا لمثل الزوجة الصالحة اللى غدر زوجها بيها هنلاقى إن المشكلة كانت لسبب من 3 :

– إما أنها خنقته بحبها و حرصها عليه

– إما هى ما أحسنتش الإختيار و حبها له عماها عن عيوبه

– إما إنها أنكرت على نفسها حقوقها , و لما جاء الوقت – من وجهة نظرها – لتطالب بها لخبطت له حساباته و خلته يستغرب .. من إمتى كان لك حقوق؟ .. و بالتالى بتكون هى ظلمت نفسها قبل ما هو يظلمها

لما الإنسان بيعرف إنه غلط أو إنه السبب فيما أصابه من بلاء , بيكسب 3 حاجات :

1- بتصبح مصيبته هيّنة و سهلة

2- بيتحول ألمه لخبرة تحميه من الوقوع فى أزمات مماثلة

3- بيقدر يسامح المسئ إليه و ينساه تماما , فتصفو نفسه

لكن يفضل ولو 1% بيكون الإنسان برئ و مالوش أى يد فيما أصابه من بلاء

و هنا نرجع تانى للكلام اللى قلناه عن رحمة ربنا بعباده ..

و حسن ظننا بالله و إيماننا برحمته علينا بيخلينا نَيقن أن البلاء دة ما هو إلا خير لم يدركه عقلنا فى الوقت الحاضر

و الكلام دة بيوضحه لنا القرآن الكريم فى حكاية لقاء سيدنا موسى بالرجل الصالح ( الخضر )

فقد تراءى لسيدنا موسى إن إتلاف السفينة و قتل الغلام و إصلاح الحائط فيهم بلاء للناس

و لكن الحقيقة كانت : حماية من مصيبة , و تبديل الطالح بالصالح , و تأجيل الخير لوقت مناسب علشان ينتفع به و ما يتسرقش

" أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردتُ أن أعيبَها و كان وراءهم ملكٌ يأخذ كل سفينةٍ غصباً # و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا و كفرا # فأردنا أن يُبدلهما ربهما خيرا منه زكاةً و أقرب رُحما # و أما الجدار فكان لغلامين يتيمَين فى المدينة و كان تحته كنزا لهما و كان أبوهما صالحا فأرد ربك أن يبلُغا أشُدهُما و يستخرجا كنزهما رحمةً من ربك …"

(الكهف79-80-81-82)

تفكيرنا فى رحمة ربنا بينا بالشكل دة , بيجعل الصبر هيّن و سهل

و لما بتتضح لنا الأمور ما بيفضلش عندنا غير الذكريات السعيدة

أما الذكريات الأليمة فبتذوب و تتحول لمهارة لبناء مستقبل أفضل

و دى نصيحة لجلب السعادة بالذكريات :

لازم الإنسان يحتفظ بحاجات صغيرة تفكره بذكرياته الجميلة

فأنا مثلا عندى دولاب صغير محتفظة فيه بكل حاجة ممكن تفكرنى بفرحة فرحتها

حتى قصاقيص من أغلفة الهدايا اللى جاتلى

و كروت المعايدة و التهنئة و الدعوات و الشكر على العزومات …..

و بالطبع ألبومات صور و شرايط فيديو فيها أفراح العيلة و رحلاتنا و مناسبتنا الحلوة

لما بأقعد أمام الدولاب دة و أتفقد محتوياته بأفوق ألاقى فاتت ساعات و أنا فى سعادة غامرة

و بتظل هذه السعادة تغمرنى لأيام و أسابيع بعد ذلك ….

و فى نفس الوقت لما بأتدايق من حد و أشوف كرت تهنئة بعتهولى أو صورة تفكرنى بوقت جميل و أحاسيس أجمل بتصفى نفسى ناحيته بسرعة و بيبقى التفاهم أفضل

و مازالت اللحظات الحلوة بتتكرر و مازلت بأحتفظ و لو بقصقوصة صغيرة تذكرنى بما يمضى فى المستقبل

طيب و الحاضر .. نعيشه إزاى علشان نتمتع بالسعادة ؟

– يتبع –

علشان نفهم إزاى بتكون السعادة فى الحاضر

لازم نعرف حاجات مهمة عن نفسنا

" و فى أنفسكم أفلا تبصرون "

(الذاريات21)

أولها القاعدة دى :

لا رأيك و لا رأى الناس فيك صح

إنت أحسن مما تظن

و أحسن مما يظن الناس

لسبب بسيط جدا

و هو أنك كإنسان = المخلوق المختار = اللى إختاره ربنا و فضله على سائر المخلوقات

و قيمة الإنسان فى عقله

و العقل بيعمل على إدراك المعنى

و الأسماء هى التى تعطى قيمة للمعنى

" و علم آدم الأسماء كلها …"

(البقرة31)

و لما الإنسان بيطلق إسم على شئ , العقل بيفتح ملف لهذا الشئ (المسمى)

هذا الملف بيستقر فى العقل الباطن ( اللاواعى ) الذى يخرجه بعد ذلك فى شكل طاقة إيجابية أو سلبية حسب المعنى اللى وصل له من الإسم .. و الطاقة دى هى اللى بتتبنى عليها تصرفاتنا ..

بمعنى إن لو الإسم سلبى و هتتولد عندنا طاقة سلبية تكون نتيجتها تصرفات سلبية

و العكس صحيح

مثال صغير :

لما بتشوف على علبة كلمة : " قابل للكسر "

بتتعامل مع العلبة إزاى ؟ حتى و أنت لا ترى ما بداخلها

و بالتالى فالإسم اللى الإنسان مننا بيسمى به نفسه بيكون فى منتهى الخطورة

لأنه لو كان إسم سلبى هتكون طاقة الإنسان سلبية

أما لو كان الإسم إيجابى فهتكون كل طاقاته إيجابية

و علشان كدة قبل ما تطلق على نفسك إسم , يجب أن توقن أنك أفضل مخلوقات الله

لأن الله ما كان ليوكل خلافة الأرض لنا ( بنى الإنسان ) و يحملنا الأمانة التى أشفقت الجبال من حملها إلا لو كان فضّلنا على سائر مخلوقاته و وهبنا قدرات و طاقات لا نهائية تمكنا من حمل هذه الأمانة المضنية

و العلم أثبت أن الإنسان لم يستخدم بعد إلا القدر الضئيل من طاقاته و قدراته

و من هنا لما الإنسان بيحدد السعادة فى شئ معيّن مش فى إيده فى الوقت الحاضر , أو بيحصرها فى ذكرى مضت أو فى حلم للمستقبل من غير ما يربطها بالحاضر , بيعطى إشارة للعقل بفتح ملف بأنه غير سعيد ..

و بالتالى طاقته بتبقى سلبية , و تصدر منه تصرفات تؤدى إلى تعاسة حقيقية

فالعقل و الجسد بيكمل كل منهما الآخر

و للإنسان 5 طاقات :

1- الطاقة الحركية

2- الطاقة الجسدية

3- الطاقة الفكرية

4- الطاقة العاطفية

5- الطاقة الروحية

1

الطاقة الحركية

هى الفرق بين الحى و الميت

و المثل بيقول

فى الحركة بركة

2

الطاقة الجسدية

هى اللى بتغذى الطاقة الحركية

و وقودها هو :

الأكل

الشرب

النوم

التنفس

لو ال4 حاجات دول مش موجودين تحصل سكتة قلبية للجسد

و لو زادوا عن حدهم يمرض الجسد

" يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لاتسرفوا , إنه لا يحب المسرفين "

(الأعراف31)

3

الطاقة الفكرية

هى الفرق بين الإنسان و الحيوان

لأنها بتجعل للحركة معنى

و التفكر أقوى من التفكير

لأن التفكير هو فكرة بتمر بالخاطر قد تصيب و قد تخيب

أما التفكر فهو إدراك المعنى , فالتركيز , فالفهم , فالفعل السليم

" … الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون …"

(آل عمران191)

و هذا التفكر يعطى لعملك و حركتك قيمة

فيكون لجهدك الفائدة القصوة

و كان الشيخ الشعراوى بيقول : أن الفكر بيحقق السعادة

ليه ؟

لأن الفكر بيعمل تركيز على الفعل

هذا التركيز بيولّد إحساس

و الإحساس بيؤدى إلى سلوك

و السلوك هو اللى بيحدد المصير

و دة المعنى المقصود فى قوله تعالى :

" … إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم …"

(الرعد11)

لأن أى حركة من غير فكر لازم يكون فيها غلط

فكتير منا بيبقى مركز فى شغله فى الأول

و بعد شوية بنلاقى نفسنا بنتحرك بشكل آلى

و دة اللى بيسبب الركود فالتخلف

أما لما الإنسان بيظل مدرك لأفعاله , بيركز فى عمله , فيكون لعمله قيمة تجدد حياته و تطورها أولا بأول

و لذلك فإحنا المسلمين مأمورين :

بالتركيز فى القرآن

" لا تحرك به لسانك لتعجل به "

( القيامة16)

" " و إذا قُرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم تُرحمون"

(الأعراف204)

و مأمورين بالتركيز فى الصلاة , لنشعر بها و نحن نؤديها

و مأمورين بالتفكر

فى خلق الله فى السماوات و الأرض و فى أنفسنا و إدراك حكمة وجودنا على الأرض فنحسن عملا

4

الطاقة العاطفية

التمسك بعمل أو بمبدأ أو بإنسان يتطلب منك الإلتزام و العطاء

و هو ما تقوم به الطاقة العاطفية

فكما أن الطاقة الحركية و الجسدية تعتمد على الطاقة الفكرية

فالطاقة الفكرية لا تتحقق إلا بالطاقة العاطفية

و لكن

التمسك الزائد بشئ أو بإنسان بيخنقه

و يخليه يفلت منك

الإلتزام الزائد بيضغط عليك , فيتحول لمرض

و لذلك يقول الرسول

أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما

الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي

فلا شئ فى هذه الحياة يمثل كل شئ

و يقول د. إبراهيم الفقى :

أول حاجة بتحصل لك أول ما تتولد هى : قطع حبل الوريد

و دة معناه إنفصالك و حريتك

ما تلزقش نفسك فى حد و إلا هرب منك

تمسكك بإنسان بيخليه يطلب منك أكتر و يخليك تتنازل أكتر و أكتر

هذه الطاقة العاطفية بتستهلك كل حتة فى الجسم

و لذلك لازم نعرف نوظف الطاقة العاطفية صح

5

الطاقة الروحية

هى اللى بتخلينا نعرف نوظف الطاقة العاطفية صح

و هى اللى بتعطى قيمة للطاقة الفكرية و الحركية و الجسدية

ربنا بيقول لنا

" …فإذا عزمت فتوكل على الله …"

(آل عمران159)

لأن لو تفكيرك بقى روحانى هيبعد عن إنه يكون سلبى أو إيجابى

هيبقى تفكيرك إيمانى

فبيوصلك للإستسلام و قبول أمر الله برضا كامل

و هو دة معنى

الإسلام

************

ربنا سخر للإنسان كل قوانين الأرض

الأرض و ما عليها فى خدمة الإنسان ليستطيع الإنسان أن يرعاها و يطورها طاعة لله

فالإيمان بالله بيخليك تاخد طاقة من ربنا لتوصلها منفعة للأرض و للناس و لنفسك , فيعود عملك لله , فتكافأ به فى الدنيا قبل الأخرة

و هكذا تصبح قناة للتوصيل

و هو ما يسمى : قانون الإنجذاب و العودة

و كل ما بتعطى أكتر كل ما بتستقبل من الله أكتر

فلما بنربط أهدافنا بالله بيصبح الهدف المادى عديم القيمة

فإن وصلنا له أو لم نصل ما تفرقش معانا

لأن الهدف الحقيقى روحانى

و هو طاعة الله

و طاعة الله متحققة بالعمل و السعى للوصول للهدف المادى ( عديم القيمة فى حد ذاته )

و بالتالى تكون السعادة فى الحاضر

-يتبع

.

و أرجع أفكركم باللى ذكرته فى الأول :

لما الإنسان بيوصل للهدف بيقف و يقول : و بعدين ؟

و دة بيخليه عمره ما يشعر بالسعادة

و حتى لو جدد هدفه كل فترة

كل مرة هيلاقى نفسه بيجرى ورا سراب

و دة السبب اللى بيخللى نسبة الإنتحار عالية جدا بين الناس اللى حققوا ثروات و نجاحات هائلة

لأنهم كل ما بيوصلوا لحاجة بيقفوا و يقولوا :

وبعدين ؟

و فيه حكاية طريفة سمعتها من د. إبراهيم الفقى

طفل صغير كان قبل كل إمتحان يقول

" هأموت و أنجح"

و لما إتخرج قال

" هأموت و أشتغل "

و لما إشتغل قال

" هأموت و أتجوز و أخلف "

و لما بقى عنده أسرة قال

" هأموت و …..

هأموت و ……

هأموت و……"

لغاية ما رقد على فراش الموت و قال

" طول عمرى و أنا هأموت على حاجة .. و دلوقتى أنا بأموت و نسيت أتمتع بالسعادة "

لأن الإنسان لو مارضيش باللى هو فيه و شعر بحلاوته

, عمره ما هيرضى باللى يجيله أو يشعر بالسعادة نحوه .. لأن عينه دايما على بُكرة

و كلللللللللللللللل الكلام دة من عمل الشيطان

لأنه بيخوّف الإنسان من المستقبل

" الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء …"

(البقرة268)

و بيلعب على إحتياج الإنسان الأول

و هو حب البقاء

مع أن البقاء هو الإرتباط بالله

و الرضا بعطاءه

و الإستسلام التام لأمره

"…و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا و الله واسع عليم "

(البقرة268)

فلو رجعنا للأمثال اللى قلناها فى أول الموضوع

و خدنا مثلا مثال الأم اللى شافت سعادتها فى زواج بناتها

لو كان هدفها طاعة لله فى مسئوليتها نحو رعيتها , لكان هدفها لا نهائى , فلو تزوجت بناتها أو لم تتزوج فطاعتها لله فى رعايتهم مستمرة

و نفس الشئ لباقى الأمثلة

و هو دة معنى :

السعادة فى الحاضر

لأن السعادة مش فى الهدف

و لكنها فى العمل للوصول إلى الهدف

طاعةً لله

]

إخوتى فى الإسلام
أرجو أن يكون شرحى واضح

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.