دعونا نأخذ مثالا بسيطا من مجتمعنا الأردني ودور المرأة الأردنية في الاعلام …ماهو عدد الصحافيات في وكالة الأنباء الأردنية بالنسبة لعدد الصحافيين هناك …لاشك أن عددهن قليل جدا بالنسبة الى الكم الهائل من عدد الصحافيين الذكور…وهذا ينطبق أيضا على مؤسسة الأذاعة والتلفزيون ومعظم المؤسسات الاعلامية الأخرى…وكذلك نقابة الصحافيين والصحف اليومية والأسبوعية…ونظرة الى طبيعة المهام الملقاة على المرأة الصحفية نراها تختلف عن المهمات التي تلقى على عاتق زميلها الرجل…وغالبا ما تتعرض الصحفية الى الأضطهاد او التحرش او لا تأخذ في مؤسستها مأخذ الجد فما هي في نظرهم الا امرأة…ناهيك عن انها غالبا لاتتساوى مع زميلها بالواجبات والحقوق…
من أطرف ما سمعته في حياتي وحتى لا اعرف فيما اذا كان هذا تكريما للمرأة الاعلامية او غير ذلك حيث تعين امرأة كرئيسة تحرير في صحيفة او مديرة مؤسسة اعلامية في يوم المرأة العالمي لمدة يوم واحد…وأتذكر كل عام والدي رحمه الله عندما كان يسمح لي ان اجلس مكانه على مقعد قيادة السيارة وأتخيل انا الطفل أبن السابعة من العمر انني اقود السيارة رغم وقوف السيارة وجلوس والدي الى جانبي…وأطرح سؤالا:الا تستحق المرأة الاعلامية ان تتولى منصب نقيب الصحافيين او مديرة عامة لمؤسسة أعلامية رسمية ؟ أعتقد ان هذه الفكرة لا تدخل في عقل أي مسؤول ذكر في مجتمع عربي…
لماذا ننظر الى المرأة دائما على أنها مخلوق ضعيف؟لماذا لانعطي المرأة فرصة القيادة والأدارة؟ لماذا نعتقد نحن الرجال ان المرأة لاتتقن الا الأعمال النمطية المتعارف عليها؟لماذا لايفرق الغرب بين المرأة والرجل في المناصب…اليست انجيلا ميركل المستشارة الألمانية ومارجريت تاتشر السيدة الحديدية ووزيرة الخارجية الاميركية كلنتون نساء؟
لماذا لا نرى في حياتنا سيدة أردنية بمنصب رئيسة وزراء او اعلامية أردنية مديرة عامة لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون او رئيسة مجلس أدارة الرأي؟أو رئيسة جامعة. لماذا والى متى ستبقى المرأة العربية لا تمثل الا (الانوثة ) في نظر الرجل الشرقي؟
أتمنى ان نصبح في يوم من الأيام نحترم كفاءات وخبرات وأمكانيات نسائنا تماما كما نحترم أمكانيات الرجل…وعندها سنصبح مجتمعا عاملا متكاملا يحقق التطور والتقدم والأزدهار كما حققته المجتمعات الأخرى التي تحترم المرأة.مساااء الخير.