وتبقى الوردة الحمراء متربّعة على عرش الورود ، بلونها الساحر الذي يصيب القلب ، لتحدّثنا عن جمالها ورقّتها ، وبذلك تبلغنا بالحبّ الذي يقدّم بين ثناياها .
تعني الوردة الحمراء ، كلمة رقيقة وهي ( أحبك ) ، هذا الحبّ الذي لا يعرف سبيله إلاّ طريق القلب فقط .
إنّ تقديم الوردة الحمراء تعني كلاماً كثيراً ، فلا يهم إنّ كانت أعدادها كثيرة ، بل تكفي وردة واحدة حمراء لتبلغنا بعبارة رنّانة : ( أنت فقط في قلبي ) ، وخلال ذلك نقوم باستعادة لحظات ، كنّا نلهج من خلالها لهذه الكلمة ، وتلك المشاعر الرائعة في الحب .
أنا فقط ؟
ما أروعه من شعورٍ وإحساسٍ ينبض في كينونتنا ، عندما نتفرّد باستحواذنا على رسالة عن طريق وردةٍ ، تشعرنا بأنّ هذا القلب لم يكن كما فسّره العلماء ، بأنّه مضخة للدماء فقط ، مجرّدة من الأحاسيس ، فوردة حمراء تثبت لنا بأنّه محرّك الحياة ككل .
تحكي القصص القديمة ، بأنّ النساء كانت تتزيّن بالورود ، وخاصة الحمراء منها ، كدلالة على امتلاء قلبها بالحبّ ، فكانت تضعها في شعرها ، كدلالة على أنّها مازالت فتاة وهي تنتظر أن يطرق الحب قلبها ، ومن كانت تزيّن فيها جيدها ، كدلالة على أنّها واقعة في الحبّ المالئ قلبها ، المطوّق رأسها ، ومن زيّنت يدها من المعصم بهذه الوردة ، فهي تشير لقصّة توّد لو تبقى في ذاكرتها لتراها دائماً ، وتعيشها في كل تفاصيلها ، أمّا من كانت تضع هذه الوردة الحمراء على صدرها ، فهي الدلالة على أنها متزوجة وهي تخلص لهذا الحبيب الزوج من كل كيانها .
وما أجمل الفساتين التي تكون مزركشة بالورود الحمراء ، حيث تلبسها الفتيات الصغيرات مبتهجة ومتباهية بثوبها .
إنّ أجمل الأساطير والأكثر شهرة ، هي التي تتحدّث عن وردة الحبّ هذه ، حيث كان العشق نابضاً في كلّ حادثة ، فكانت تختصّ الوردة الحمراء بالوفاء للحب وللمحبوب ، وكم من قصصّ كتبت عن حبٍ ، ابتدأ بوردة حمراء وانتهى بها .