تكاد تكون القراءة في الأماكن العمومية عندنا فعلا مُعيبًا يجلب العار لفاعله،ويكاد الفرد الذي لا يزال يمارس القراءة ، لا يفعل "فعلته" إلا ووجهُه إلى شجرة على طرف الطريق أو إلى جدار منعزل بعيد عن أنظار الناس، فنحن لا نقرأ إن قرأنا أمام أقراننا في الحافلة أو في أماكن الإنتظار، لأننا نحترم بعضنا البعض ولا نفعل ما يُزري بنا أمام غيرنا !!!
هذا السلوك يسري في عروق لا وعينا، حتى بالنسبة لما هو مسموح بفعله( قراءته) أمام الناس، فنحن نطوي الجرائد إن حملناها في مكان عام حتى نكاد نعصر منها الحروف ،لأنها مادة مقروءة والمادة المقروءة لا يليق أن تمشي بها في يدك والناس ينظرون !، بل يجب أن تُخفيها قدر الإمكان،فبينما يطوي الإنسان الغربي الذي لا تأمره ديانته بالقراءة مجلّته طيّة واحدة شفقةً عليها من ضياع بهاء هيئتها وجمال فوائدها ولعدم خجله من حملها أمام الناس، يكوّرُها إنسان العالم الثالث ( إلا من رحم ربي) تكويرا حتى لا يكاد يظهر حرف واحد مما على غلافها !!
لماذا لا نقرأ الكتب في الحافلات؟…ألأننا شعب ودود نحبّ التواصل فيما بيننا والقراءة تمنعنا من ذلك؟…فهل يسدّ القارئُ حين يقرأ أذنيه عن الإستماع أو لسانه عن الإجابة مثلما يفعل عندما يُعاقر سماع الأغاني في أقرب نقطة من أذنه الوسطى وهو في الحافلة؟…
القراءة ليست عيبًا يا أصدقاء، فلا تخجلوا بكتبكم بل كونوا فخورين بها وأنتم تحتضنونها أمام الخلقِ وفي أيّ مكان تيّسر لكم إحتضانها فيه،لأنها أوسمة لأوقاتكم وأنتم أوسمة لمجتمعكم إن جاهرتُم بعشقكم لها ، وبتعلّقكم بها في كل ما أمكن من الأزمنة والأمكنة…
هذه الكلمات موجّهة لمن يقرأون أمّا غيرهم فنسأل الله العافية لنا ولهم.
ششكرآآ
ربي يصلح حال امتنا يارب
تسلم اناملك
نوررررررتو