تخطى إلى المحتوى

المرأة الوحيدة معاناة للأبد! 2024.

  • بواسطة

المرأة الوحيدة.. معاناة للأبد!

والد يجعل من ابنته المطلقة وحفيدته شخصيتين مريضتين نفسياً

المرأة الوحيدة.. معاناة للأبد!
قد تصاب بالأمراض النفسية
د.ابراهيم بن حسن الخضير
تحدثت في مقالات سابقة عن المعاناة التي تعيشها المرأة المطلقة، وتطرقت إلى ما تعانيه المرأة المطلقة من زوجها حتى حصولها على الطلاق.
ما أريد أن أتحدث عنه في هذا المقال هو المرأة غير المتزوجة، سواء كانت مطلقة، أرملة أم امرأة لم تتزوج أبداً وتخطت سن الزواج أي يعني أنها تجاو زت الخمسين أو الستين ولم تتزوج

أطفال المطلقة يعانون أشد المعاناة

هل لابد للمرأة أن تكون تحت ظل رجل؟
هذا سؤال ليس سهلاً الإجابة عليه. لكن تهون الأمور إذا كان الأهل الذين تعيش معهم المرأة غير المتزوجة، أشخاص رحماء، عطوفون، يحتوون المرأة غير المتزوجة ويساعدونها على الحياة بصورة تحفظ لها كرامتها وإنسانيتها، لا أن يتسلطوا عليها ويقلبوا حياتها إلى جحيم.
امرأة تعدت الأربعين، مطلقة ولديها طفلة واحدة وتعاني من مرض مزمن، ولكنها مع كل هذا تعمل في وظيفة جيدة ودخلها جيد جداً، ولكنها تعاني من مرض مزمن أدى إلى أن تتأثر حركتها. هذه السيدة التي تجاوزت الأربعين ومعها طفلتها تعاني معاناة شديدة من الحياة مع أهلها.. لبّ المشكلة أن والدها يكرهها، ولا يطيقها، برغم أنها لم تفعل له شيئاً، ولكن الحقيقة أنه شخص صعب مع الجميع، سواء مع ابنائه وبناته أو أقربائه. لم يترك امراً يضيق على ابنته إلا وفعله. دائماً يلقي باللوم عليها وبأنها هي سبب الطلاق من زوجها، وانها إنسانة سيئة لا تستحق أن تعيش مع أحد. دائماً يسمعها الكلام المؤلم لكي يزيد معاناتها. وليس هي فقط من يعاني بل أيضاً ابنتها التي دائماً يوبخها الجد بكلمات بغيضة يجعل الفتاة الصغيرة تتألم وتحاول دائماً ارضاءه لكنه لا يرضى أبداً. هذه المعاملة جعلت الفتاة الصغيرة تنسحب من الحياة العامة وتبقي فقط على الذهاب للمدرسة، وتعاني من كآبة وهي لم تصل بعد الثانية عشرة من العمر!

تعيش هذه السيدة وابنتها في ملحق في الدور العلوي يتكون من غرفة نوم ودورة مياة بدائية وغرفة صغيرة تستخدمها الأم والابنة كمكتب بدائي.
الأب دائم التقريع للأم (ابنته) والابنة (حفيدته)، حتى أنهما لا يأكلان مع العائلة، بل يرسل لهما الأكل في الملحق وأحياناً يكون الأكل غير ما تشتهي السيدة أو ابنتها الصغيرة، ولكن المشكلة ليس لديها سائق خاص بها؛ فالسائق يخضع للأب ولديه تعليمات بعدم جلب أي غرض للابنة أو حفيدته إلا بعد إطلاعه وإعلامه، ودائماً يكون الرفض هو الإجابة على أي طلب ترغبه الابنة أو الحفيدة، بل ان زيارة المستشفى لهذه السيدة التي تعاني من مرض مزمن بشع، لا يهتم الوالد بأن تذهب وحين تخبره – عبر وسيط فهما لا يتكلمان مباشرة؛ وجهاً لوجه – بأن لديها موعدا في المستشفى فإن الإجابة تكون بأنه لا يهمه مرضها أو موعدها في المستشفى، برغم أن أي تخلف عن الذهاب إلى المستشفى قد يعود عليها بنتائج خطيرة في قضية حركتها وربما جعلها لا تستطيع السير على قدمها وتسير بواسطة عربة بعجلات، لكن هذا الأب لم يهتم بما سيؤول إليه مصير حركة وسير ابنته، وتضطر إلى الاستعانة بكل من له دالة على أبيها، لأن يوافق على أن ينقلها السائق بسيارة الأسرة إلى المستشفى!
برغم أنها موظفة ومرتبها جيد جداً وتستطيع أن تستأجر أو حتى أن تشتري شقة أو فيلا صغيرة إلا أن والدها حذرها بعواقب الأمور إن هي فكرت بذلك! وحتى أن تفكر في شراء سيارة واستقدام سائق – لأنه يحق لها حسب النظام، لأنها مطلقة – فإنه سوف يجعل حياتها جحيماً أكثر مما تتوقع. أمام هذه التهديدات لم يكن أمامها سوى الخضوع والخنوع لأوامر ولي امرها. إنها تحب والدها وتكن له احتراماً كبيراً لكن هو لا يعترف بهذا. ما يعترف به فقط هو أن المرأة خلقت لتبقى في المنزل وأن أي محاولة للخروج عما يمليه هو شخصياً فإن مصيره الرفض والإهانة والصراخ عليهما (ابنته وحفيدته) حتى يرعبهما!
لقد جعل من ابنته وحفيدته شخصيتين مريضتين نفسياً، فالأم أصبحت لا تستطيع أن تعيش دون أدوية مضادة للاكئتاب وأدوية مهدئة منومة.
كم سيدة تعيش مثل هذه الحياة في ظل أهل يمارسون شتى أنواع الضغوط على ابنتهم. مشكلة أن تعيش المرأة المطلقة أو الأرملة أو التي لم تتزوج وبقيت تعيش مع أحد أخوانها، وتصبح شخصاً غير مرغوب فيه، لأنه مهما كانت الأمور فهي وإن كانت تعيش مع شقيقها وزوجته وأولادهما، فإنها تشعر بغربة لأن زوجة الأخ تشعر بأن الشقيقة دخيلة على الأسرة الصغيرة التي تكونها هي وزوجها وأولادها، وبكل تأكيد لن تشعر الشقيقة التي مر عليها الوقت ولم تتزوج، ومع ذلك لا تستطيع أن تعيش مستقلة، حتى وإن كان وضعها الاقتصادي يؤهلها لأن تعيش في منزل مستقل وتستطيع أن تستقدم عاملة منزلية وسائقا. الوضع العام عند أكثر الأسر والعائلات، أنهم لا يسمحون للسيدة غير المتزوجة بالحياة لوحدها. هناك قلة، ولكنها تبقى هي الاستثناء وليس القاعدة، فالذين يسمحون لابنتهم بالحياة في منزل مستقل مع أطفالها – إذا كانت أرملة أو مطلقة وصغيرة في السن – هم قلة وثقافة مختلفة ومغايرة لما هو سائد في المجتمع، وربما تحدث عنهم بقية أفراد المجتمع بسلبية، نظراً لأنه لا يتفق مع المنظومة السائدة في المجتمع وهو أن تبقى المرأة تحت رعاية ووصاية رجل أياً كان هذا الرجل، سواء أخا أو عما أو أي قريب آخر.
لماذا لا نسمح للمرأة المستقلة أن تعيش في منزل مع أطفالها إذا كان مطلقة أو أرملة أو آنسة لم تتزوج وتعدت مرحلة الزواج؟ لماذا نجبر الفتاة الناضجة والتي تعمل وهي في سن النضج على أن تقيم عند أقارب لها؟ هل نحن نخاف عليها ومما نخشى عليها إذا سكنت في مسكن مأمون، وكان عندها عاملة منزلية تساعدها في المنزل وسائق في مكان قريب من المنزل؟
ربما يستغرب البعض هذه الآراء ولكنها يجب أن تطرح، لأن المرأة لم تعد قاصراً، وأن لابد لها أن تعاني تحت وطأة حارس ذكر، ربما تكون هي أكثر منه علماً وأكثر تعقّلاً ودخلها المادي أكثر منه؟
إذا كان الامر بيد المرأة وتريد أن تستقر مع أحد أقاربها، لأنها تشعر بالوحدة، فهذا امر شخصي وجيد، إذا كان برضاها المحض وليس يضغوط عليها من الأهل والأقارب. ليس ثمة خطب في أن تطلب المرأة أن تعيش مع أقارب لها، إذا فقدت والديها ولم تتزوج، أو ترملت أو طلقت، شريطة أن يكون هؤلاء الأقارب محارم لها وأقارب من الدرجة الأولى.
امرأة آخرى، أرادت بعد سنوات من العمر مع زوجها أن تنفصل عنه، فرفض ذلك، وطلب منها أن تبقى مع اولادها، ولكنها كانت تعمل وتستطيع أن تعيل نفسها، وسكنت في مجمع سكني تحرسه شركة أمنية، تقيم فيها نساء مثيلاتها؛ أرامل بدون أطفال، مطلقات بدون أولاد أو نساء لم يتزوجن أبداً، وهناك مكان مخصص للسائقين خارج نطاق المسكن الذي يقمن فيه هؤلاء النساء.
هناك فئة من السيدات مثل الطبيبات والعاملات في القطاع الصحي بوجه عام، مثل الصيدلانيات والممرضات والمساعدات الفنيات في المختبرات والمساعدات في غرف العمليات، وكذلك المعلمات قد يكون لديهن الدخل الكافي لأن تعيل نفسها وتنفق على نفسها، خاصة إذا كانت مطلقة أو لم تتزوج أو أرملة، فأكثرهن يملن للاستقلالية بحكم طبيعة شخصية من يلتحقون بالعمل، ويملن دوماً للاستقلالية وأعتقد من حقهن إذا رغبن في ذلك وكان الامان متوفراً، وليس هناك ما يمنع من استقلالهن، فلماذا يرفض المجتمع أن تستأجر سيدة أو آنسة ناضجة سكنا خاصا بها، فالمكاتب العقارية تؤجر الرجال أو أي يكون الإيجار عن طريق رجل. يجب أن تعطى المرأة الحق في أن تستأجر سكناً لها أسوة بالرجل مادامت سوف تدفع قيمة الإيجار!

المرأة الوحيدة.. معاناة للأبد!
كم من امرأة تعيش في ظل أهل يمارسون شتى أنواع الضغوط على ابنتهم

يعطيك العافيه …

الــ الف ــــفــ شــكر إلكـ يآآ عســوؤولـة [:
مواضــيــعكـ منـ [اروعــ] مآأ رأتـ عيـنيـ "_"

إبــ وتــقدم ـــداعـ و تـألــقـ وتمـــيـز عزيزتيـــ
لا نــحرمـ من مواضــيعكـ وجديــدكـ إنشــاء الله
إتــقبلــي مروريــ معـــ حبيــــــــــــــــ }{

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.