نهضت في صباح جميل مشرقة الوجه باسمة الثغر .. لاحظت عليها ابنتاها ( سعاد وعائشة ) أنها كانت تسرح للحظات وكأنها تفكر بعمق في شيء ما ومن ثم تذهب لتفتح دفتر ملاحظاتها اليومي وتسجل فيه بعض الكلمات .. ثم تعود لما كانت تفعله قبل لحظات التفكير القليلة.
احتارت البنتان في حال أمهما وكلما سألاها لم يجدا جواباً واضحاً .. وما زاد من حيرتهما أن والدهما كلما رأى زوجته تتوجه للكتابة في دفترها ابتسم وقال الحمد لله.
وعندما سئل عما تكتبه الأم اكتفى بالقول : أمر مهم.
استمر الحال هكذا حتى لحظات ما بعد تناول الأسرة لفطورهم الرمضاني حيث اعتادوا مناقشة أحداث يومهم وحينها قالت الأم: نحن على وشك إقامة حفل استقبال بدت الفرحة على وجه الفتاتين.
قالت الكبرى في انتشاء : إذن هذا هو لغز أمي ودفترها اليوم ..كانت تكتب قائمة بمستلزمات الحفل .
غير أن الصغرى تحولت ملامحها من الفرحة إلى الدهشة : حفل استقبال في رمضان !! واستغرب سعادتك يا أبي بالقائمة التي كانت تعدها أمي .. وتكرارك للحمد في كل مرة تكتب فيها شيئا في الدفتر .. فلم اعتد منك كل هذا الاهتمام بحفلات الاستقبال .
ابتسم الأب ابتسامة حانية وقال : نعم ولكن هذه المرة ضيوف الحفل ليسوا كل مرة .. هم ضيوف من نوع خاص .. يآنسوننا ونآنسهم يفرحون بنا ونفرح بهم .
سألت البنت الكبرى : ومتى موعد الحفل كي نجهز أنفسنا .
ردت الأم : لا موعد محدد المهم انه في العشرة ليالي الأخيرة من رمضان .. تبدأ مع أذان المغرب وتنتهي بطلوع الفجر.
دهشت الفتاتان وقالت سعاد : كل هذا حفل استقبال سنهلك من تلبية الطلبات والقيام بحق الضيافة .. كما أن الوقت لا يسعفنا فمتى سنتمكن من إعداد الزينة وإحضار الوازم كلها.
<b> قالت عائشة : لايهم .. المهم الآن يجب أن أفكر في فستاني الذي سأرتديه فربما كان الموعد غدا .. وهل ستأتي خالتي وصغارها للحفل؟.b
قالت الأم: نعم ربما كان غدا ولكن لن يأتي أحد من الأقارب فالكل مشغول بحفل في بيته تلك اليلة .
عائشة : حفل بدون خالتي .. غريب!!
الأب : ولا داعي لارتداء زي خاص ولا نحتاج زينة ولا مآكل ولا مشارب فهذه المناسبة ليست للمجالت الاجتماعية وضيوفنا ليسوا من النوع الذي يهتم بالمظاهر وما يبحثون عنه هو حسن الفعل وسماحة الخلق .. سيبقون معنا طوال اليل .. ليس معنا فقط بل في كل بيوت المسلمين .. يفرحون بالطائعين ويهلون بالمسبحين المستغفرين .. في ليلة يعم فيها الأمن والسلام حتى مطلع فجرها حينما يغادرون وقد شهدوا علينا بما أعددناه لتلك اليلة من عبادة وقيام .
قالت سعاد : الله يا أبي .. وكأنك تتكلم عن ليلة القدر وتنزل الملائكة فيها.
قالت الأم : وهل هناك أهم وأروع من ليلة مباركة كهذه نحتفل فيها بمبعوثي الرحمن ونكرمهم .
الأب : ولهذا اتفقت مع والدتكم على أن تضع مجموعة من الأفكار لأعمال خيرية متنوعة ومكثفة نقوم بها في نهار العشر الأواخر من رمضان وأفكار أخرى نتشارك فيها لقيام لياليها المباركة على وجه حسن يرضاه الرحمن عز وجل .
قالت عائشة : ولكننا بفضل الله في كل يوم وليلة من ليالي رمضان نقوم بأمور جيدة.
قال الأب : نعم يا حبيبتي ولكن حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام كما روت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها كان إذا أت العشر الأواخر شد المئزر أي اجتهد أكثر وأكثر في فعل الطاعات .. كما أنه حثنا على ترقب ليلة القدر
وأخبرنا أن من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه .
قالت سعاد : كم فرحت بهذا الأسلوب الجميل في استقبال ليلة القدر .. أخبرينا يا أمي بأفكارك لليال القدر.
الام : نعم ولكن بعد صلاة القيام إن شاء الله .. وستكون كل ليالينا العشر الأخيرة من رمضان بإذن الله عامرة بالطاعات والتسبيح وقراءة القرآن ومتى ماجاءنا مبعوثو الرحمن فيا مرحبا بهم.
******
وماذا عنكن يا زهرات المسلمين، كيف ستقابلن ضيوفكن المبعوثين من الرحمن، هل ستقابلنهم بالأغاني والموسيقى والألعاب النارية، أم بالتسابيح وقراءة القرآن والنوافل؟؟
في انتظار أفكاركن
وفقكن الله
وماذا عنكن يا زهرات المسلمين.. كيف ستقابلن ضيوفكن؟
شكرلك
يسلمو عزيزتي
يسلموؤوؤوؤوؤوؤوؤو يالغلأأأأأأأأأأأأأأأ دوم التميز
الله لا يحرمنا من مواضيعك الحلوة