* منصور الرفاعي
أرشدنا الوحي الإلهي والتوجيه الرباني إلى طهارة المسجد ونظافته؛ حتى يكون المسجد على غاية من الكمال والجمال، وليشعر داخله بالراحة النفسية، والاطمئنان في السجود، والمكث بعد الصلاة. ونستلهم هذا من قول الحق سبحانه لسيدنا إبراهيم خليل الله، وباني البيت الحرام: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) الحج/ 26.
وتَرك المساجد بلا نظافة وإهمالها يكون سبباً في هجرها وعدم المكث فيها، والهَرَب من أداء الصلاة بداخلها، ومَن تسبب في ذلك يدخل في مفهوم تلك الآية: (ومَن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) البقرة/ 114.
وروى ابن ماجه عن ابن عمر (رضي) أن رسول الله (ص) قال: (خصال لا ينبغين في المسجد: لا يتخذ طريقاً، ولا يشهر فيه صلاح، ولا ينبض فيه بقوس ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوق به).
ولقد أراد رسول الله (ص) أن يُصانَ المسجد من تلك الأمور التي من شأنها أن تغرس الأحقاد في النفوس، وتكون سبباً في بُعدِ الملائكة بسبب الرائحة الكريهة؛ لأن هذا مما ينفر الناس؛ ولذلك يجب صيانة المسجد عن الروائح الكريهة. ولا يجوز البزق في المسجد؛ لأن ذلك خطيئة؛ لأنه قد يصاب شخص بالتلوث وكذلك البول لأنه جاء في الحديث أن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القَذَر، إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن. ويحرم إدخال النجاسة إلى المسجد، وأما مَن على بدنه نجاسة، أو به جرح ويخشى تلوث المسجد من ذلك، فيحرم عليه دخول المسجد، وكذلك التبول والتبرز بجوار الجدار؛ لأن الهواء يدخل للمسجد محملاً برائحة يتأذى منها الروّاد.
وقد قال الشيخ منصور بن إدريس: (يحرم الجماع فيه، ويُكرَه فوقه، والتمسح بحائطه، والبول عليه. وقال أحمد: أكره لمن بال أن يمسح ذكره بجدار المسجد، ويحرم بوله فيه ولو في إناء؛ لأن المسجد لم يُبنَ لهذا، فوجب صَونُه عنه).
ويجدر بكل مسلم مؤمن يعلم أنه سيلقى الله ويحاسبه على ما فعله في حياته أن يعمل في صيانة المسجد وعدم وضع الأذى بجواره، ونلفت النظر إلى تلك الأكوام من التراب أو القمامة التي توضع أمام المسجد، وتطاير مع الهواء وتدخل إلى المسجد وحَرَمه؛ فإن هذا يجلب السخط على أهل الحي بأجمعه وذلك فعل بعض من لا خلاق لهم واتخاذهم جدران المسجد ستاراً لقضاء أمور كريهة، أو فعل أشياء لا ترضى صاحب الذوق السليم، فإننا نهيب بكل مؤمن أن يكون لسان صدق في الدعوة إلى الله، والنهي عن كل ما يفسد جمال المسجد، حتى يظهر من داخله ومن أمامه بصورة مشرقة.
هذا، ويلاحظ أن سير المواصلات ساعة صلاة الجمعة والإمام يخطب وهي تستعمل آلة التنبيه بصورة تشوش على المصلين وتقطع على الداعية أفكاره إن كان مرتجلاً يلاحظ أن ذلك من الأمور المحرمة المنهي عنها، في الحديث الذي رواه أحمد عن ابن عباس (رض) أن رسول الله (ص) قال: (مَن تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً. والذي يقول له: أنصت ليس له جُمعة).
إن الاسلام يتسم بالنظافة، وهي شعيرة من شعائره، ولما كان المسجد هو مكان اجتماع المسلمين فعليهم أن يعملوا على تهيئته، ويتأكد كنس المسجد وتنظيفه، كل يوم ولقد كان رسول الله (ص) يتبع غبار المسجد بجريدة. قال رسول الله (ص): (عُرضت عليّ أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد). أي: من أخرج الأشياء التي يتأذى منها المصلون له أجر عظيم، ومن أدخل إلى المسجد ما يتأذى منه المصلون عليه وِزرٌ، وله عذاب عظيم.
المصدر :مكانة المسجد ورسالته
أرشدنا الوحي الإلهي والتوجيه الرباني إلى طهارة المسجد ونظافته؛ حتى يكون المسجد على غاية من الكمال والجمال، وليشعر داخله بالراحة النفسية، والاطمئنان في السجود، والمكث بعد الصلاة. ونستلهم هذا من قول الحق سبحانه لسيدنا إبراهيم خليل الله، وباني البيت الحرام: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) الحج/ 26.
وتَرك المساجد بلا نظافة وإهمالها يكون سبباً في هجرها وعدم المكث فيها، والهَرَب من أداء الصلاة بداخلها، ومَن تسبب في ذلك يدخل في مفهوم تلك الآية: (ومَن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) البقرة/ 114.
وروى ابن ماجه عن ابن عمر (رضي) أن رسول الله (ص) قال: (خصال لا ينبغين في المسجد: لا يتخذ طريقاً، ولا يشهر فيه صلاح، ولا ينبض فيه بقوس ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوق به).
ولقد أراد رسول الله (ص) أن يُصانَ المسجد من تلك الأمور التي من شأنها أن تغرس الأحقاد في النفوس، وتكون سبباً في بُعدِ الملائكة بسبب الرائحة الكريهة؛ لأن هذا مما ينفر الناس؛ ولذلك يجب صيانة المسجد عن الروائح الكريهة. ولا يجوز البزق في المسجد؛ لأن ذلك خطيئة؛ لأنه قد يصاب شخص بالتلوث وكذلك البول لأنه جاء في الحديث أن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القَذَر، إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن. ويحرم إدخال النجاسة إلى المسجد، وأما مَن على بدنه نجاسة، أو به جرح ويخشى تلوث المسجد من ذلك، فيحرم عليه دخول المسجد، وكذلك التبول والتبرز بجوار الجدار؛ لأن الهواء يدخل للمسجد محملاً برائحة يتأذى منها الروّاد.
وقد قال الشيخ منصور بن إدريس: (يحرم الجماع فيه، ويُكرَه فوقه، والتمسح بحائطه، والبول عليه. وقال أحمد: أكره لمن بال أن يمسح ذكره بجدار المسجد، ويحرم بوله فيه ولو في إناء؛ لأن المسجد لم يُبنَ لهذا، فوجب صَونُه عنه).
ويجدر بكل مسلم مؤمن يعلم أنه سيلقى الله ويحاسبه على ما فعله في حياته أن يعمل في صيانة المسجد وعدم وضع الأذى بجواره، ونلفت النظر إلى تلك الأكوام من التراب أو القمامة التي توضع أمام المسجد، وتطاير مع الهواء وتدخل إلى المسجد وحَرَمه؛ فإن هذا يجلب السخط على أهل الحي بأجمعه وذلك فعل بعض من لا خلاق لهم واتخاذهم جدران المسجد ستاراً لقضاء أمور كريهة، أو فعل أشياء لا ترضى صاحب الذوق السليم، فإننا نهيب بكل مؤمن أن يكون لسان صدق في الدعوة إلى الله، والنهي عن كل ما يفسد جمال المسجد، حتى يظهر من داخله ومن أمامه بصورة مشرقة.
هذا، ويلاحظ أن سير المواصلات ساعة صلاة الجمعة والإمام يخطب وهي تستعمل آلة التنبيه بصورة تشوش على المصلين وتقطع على الداعية أفكاره إن كان مرتجلاً يلاحظ أن ذلك من الأمور المحرمة المنهي عنها، في الحديث الذي رواه أحمد عن ابن عباس (رض) أن رسول الله (ص) قال: (مَن تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً. والذي يقول له: أنصت ليس له جُمعة).
إن الاسلام يتسم بالنظافة، وهي شعيرة من شعائره، ولما كان المسجد هو مكان اجتماع المسلمين فعليهم أن يعملوا على تهيئته، ويتأكد كنس المسجد وتنظيفه، كل يوم ولقد كان رسول الله (ص) يتبع غبار المسجد بجريدة. قال رسول الله (ص): (عُرضت عليّ أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد). أي: من أخرج الأشياء التي يتأذى منها المصلون له أجر عظيم، ومن أدخل إلى المسجد ما يتأذى منه المصلون عليه وِزرٌ، وله عذاب عظيم.
المصدر :مكانة المسجد ورسالته