وهاجم الشيخ القرضاوي خلال خطبة الجمعة 11-12-2017 بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة المحلات التجارية التي تعرض "ما يسمى شجرة الميلاد بارتفاع عدة أمتار" في بعض شوارع العواصم الإسلامية، وخاطب التجار قائلا: "لماذا تظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجورون علينا ويمنعوننا من إقامة شعائرنا ويحرمون علينا بناء المآذن كما يوشكون أن يحرموا بناء المساجد"، في إشارة إلى الحظر السويسري للمآذن.
و شدد على أن المبالغة في عرض السلع الخاصة بأعياد الميلاد تفقد المجتمعات المسلمة هويتها، مبديا أسفه لانتشار مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد في الدول العربية الإسلامية، وقال: "هل يستطيع المسلمون في أوروبا وأمريكا أن يحتفلوا برمضان والأعياد في وسط هذه المدن كما يفعل بعض الناس في داخل مدننا العربية والإسلامية".
ولفت الشيخ القرضاوي إلى المفارقة التي تحدث حاليا في بعض الدول العربية والإسلامية من مظاهر للاحتفال بالكريسماس، قائلا: "كأننا في بلد أوروبي مسيحي.. مر عيد الأضحى المبارك قريبا ولم نر مظاهر لهذا العيد في محلات المسلمين، كانت مظاهر بسيطة.. لكن انظروا الآن أمامنا أكثر من أسبوعين حتى يأتي عيد الميلاد والأشجار تغطي المحلات".
وحول حقيقة تاريخ عيد الميلاد قال القرضاوي: "عيد الميلاد اختلف المسيحيون في موعده وانقسموا إلى فريقين، الأول يقول إنه يوم 25 ديسمبر، والثاني يؤكد أنه 7 يناير"، وأشار إلى أن الطرفين على خطأ؛ لأن مولد المسيح (عليه السلام) لم يكن في الشتاء، مستدلا بقوله الله عز وجل: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا"، وتساءل: هل يوجد نخل في الشتاء يسقط رطبا؟!..
وأبدى العلامة القرضاوي استغرابه من هرولة الكثير من المسلمين للاحتفال بميلاد المسيح، في حين يتجاهلون الاحتفال بمولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، قائلا بنبرة يملؤها التعجب: "بعض البلاد الإسلامية لا تحتفل بمولد محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبرون ذلك بدعة ولا نأخذ إجازة في هذا اليوم.. كيف لا نحتفل بمولد النبي ونحتفل بعيد الكريسماس؟".
وأضاف الشيخ القرضاوي: "أحببت أن أبلغ رسالتي وأنذر قومي وأقول لهم هذا حرام وعيب ولا يليق ويدل على غباء في معاملة الآخرين.. هذا يعني أن الأمة تتنازل عن شخصيتها الإسلامية".