لقد مرَ يوما أبو جهل عليه لعائن الله برسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو عند الصفا- فآذاه وشتمه ونال منه بعض مايكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكلمه, وكانت مولاة لعبدالله بن جدعان في مسكن لها تسمع ما قاله أبو جهل, وشاء الله تعالى أن يمر حمزة راجعا من قنص له متوشحا قوسه, فقالت له المرأة يا أباعمار لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم عمرو بن هشام , وجده هاهنا جالسا فآذاه وسبَه وبلغ منه ما يكره, ثم انصرف, ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم.
فاحتمل حمزة الغضب فخرج يسعى ولم يلتفت إلى أحد حتى أتى أباجهل وهو جالس في نادي القوم حول المسجد (الكعبة) فضربه بالقوس فشجَ رأسه شجة منكرة , ثم قال أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول فردَ ذلك علي ان استطعت . فقام رجال من بني مخزوم لينصروا أباجهل, فقال أبو جهل دعوا أباعمار فإني والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا. وثبت حمزة من ساعتئذ على ما قاله, فأسلم وحسن إسلامه, ويومها عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عزَ وامتنع باسلام عمه حمزة.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.