بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
ذكر العلماء لماذا أهل النار كثير ؟ أومأ العلماء رحمهم الله تعالى، ومنهم الإمام ابن رجب رحمه الله
تعالى في كتابه: التخويف من النار ، قال: الأول: أن أعظم أسباب دخول الناس النار هي الشهوات، ولا
شك بأن الشهوات لها أثر عظيم جداً على القلب، وما أسرع ما تشتاق النفس، أضرب لكم مثالاً بسيطاً: نحن
جلوس هنا، ولو زرت بيوت أهل الثراء والأموال وأصحاب القصور الفارهة وغيرها، تشعر قلبك وروحك تشتاق
هنا وهناك، تتمنى لو أن كنت مثلهم، وتجد عندهم بعض تماثيل الذهب، وعليهم خواتيم الذهب، وعندهم
آنية الذهب والفضة إلخ، يشعر قلبك لو أن لك مثل هذه الأمور، الشهوات تجذب، وربما تجالسهم وتأنس بهم،
ثم تكون النتيجة: تألف ما هم عليه، وتسير مثلهم فيما هم فيه من المعاصي.
وكذلك إذا جالست أهل المعاصي، أصحاب الخمور، أصحاب السفر إلى بلاد الكفار للزنا وغيره، رافقهم
تجد أنك تزل، وتجد أنهم يحببون إليك المعصية ويزينونها إلى قلبك نعوذ بالله، ولهذا كانت الشهوات
خطراً، وأمرنا بالابتعاد عن هؤلاء.ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الواجب علينا أن نبتعد عن
الشهوات، وأن نصبر على المكاره التي تصيبنا، أكثر من يدخل النار ولاشك قد ثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث عمران بن حصين : ( إن أقل ساكني الجنة النساء )
ويحمل على هذا، ولذلك ثبت في الصحيح من حديث أسامة : قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( قمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ) وبين النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف:
( رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء ) إلى غير ذلك من الأحاديث.
قال العلماء: لأن المرأة تميل الى الدنيا و سرعان ما تزل في بهرج الحياة الدنيا،
إذا دخلت المرأة السوق ضاع عقلها نهائياً، والسبب لما تريده من زهرة الحياة الدنيا وغيرها
وغيرها، ولهذا سبحان الله! ما أسرع ما تتأثر، وما أسرع ما تتغير، فإذا جالست صالحة تمسكت، وإن
جالست فاسدة انحرفت، ولو كانت من أصلح الناس؛ نظراً لسرعة تأثرها ولضعفها، فلا تفكر في العواقب،
ولميلها إلى الدنيا وزينتها وبهرجها، والنظر إلى عدم التفكير في عواقبها. ))