حتى أيقظتنى أمى وأجهش أبى بالبكاء||قصة مؤثرة
أنا شاب عشتُ حياة مترفة مع أبي في أحد الأحياء الراقية بـ ….، وكان الخمر يقدم على المائدة بصورة طبيعية.. وكنتُ أعرف تماماً أن دخل والدي كله من الحرام وخاصةً الربا…
وكان بجوار بيتنا مسجد كبير فيه شيخ يسمى (إبراهيم) وفي يوم من الأيام كنتُ جالساً في شرفة المنزل والشيخ يتحدث، فأعجبني كلامه، فنزلتُ من الشرفة وذهبتُ إلى المسجد لأجد نفسي كأنني قد انسلختُ من كل شيء، وأصبحت شيئاً آخر. كان الشيخ يتحدث عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به) فوجدتُ نفسي لا أريد أن أدخلَ البيت،
فلقد لامس هذا الكلام قلبي وعقلي ولا أريد أن آكل فيه شيئاً بعد اليوم
صرتُ أدخل وأخرج، وأتعمدُ ألا آكل شيئاً وأجلسُ بعيداً عن أسرتي، وأضع أمامي قطعة من الجبن وبعض (الفلافل)، وأسرتي أمامها كل ما تشتهيه النفس من الطعام.
كادتْ أمي تموت همّاً من أجلي، تريدني أن آكل معهم وعندما ألحت عليَ وبكت وسألتني عن سبب امتناعي عن الأكل معهم فشرحت لها الحديث الذي سمعته وأفهمتها أن مال أبي حرام،
وأنهم يأكلون حراماً ويشربون حراماً، ولقد كان هذا وقت مبارك فقد رق قلب أمي للحديث وانضمت إلىّ، وتكررت زياراتي للمسجد والتزمت بالصلاة في أوقاتها والتزمت أمي معي عليها ،
وبعدها انضمت إلينا أختي…
أما أبي فقد أصرّ على فعله عناداً واستكباراً.كنت أتعامل مع أبي بأدب واحترام ولم يفتني أن أذكره بضرورة الإقلاع عن هذا الذنب قبل موته وذكرته إن كان يجمع المال لنا أنا وأختي فنحن لا نريده ولكن نريد أبي معنا في الجنة بإذن الله، وكنت أنا وأمي وأختي كل منا يجتهد في الدعاء لأبي، كنتُ أقوم الليل فأسمع نحيب أمي وأختي وتضرعهما إلى الله أن يهدي والدي.
وفي صباح يوم من الأيام أيقظتني أمي فرحة لأجد أبي قد تخلص من كل الخمور التي في البيت، ثم أخذ يبكي بكاءُ شديداً ويضمني إلى صدره ويقول: سوف أتخلص من كل شيء يُغضب الله عز وجل ولن آكل حرام بعد اليوم بارك الله فيك يابني
ولما حان وقت الصلاة، أخذتُ والدي وذهبنا إلى المسجد، وصار يسمع خطب الشيخ، والحمد لله تخلص من الربا ومن الخمور وأصبح بيتنا -ولله الحمد- مملوءاً بالطاعات…ولله الحمد والمنة فهذا بفضله ثم بفضل الدعاء الخالص له وحده
وأسأل الله أن يمن على كل بيوت المسلمين بأكل الحلال والطاعات اللهم آمين
مما راق لى لا تنسى ذكر الله
جزاك الله خير