( العباءة المخصرة ) وقد تعمدت تسميتها بهذا الاسم الذي تشمئز منه النفوس …. ليكون سبباً في توضيح حقيقتها ….. بعد أن كانت تسمى بـ ( العباءة الفرنسية ) …
من أطلق عليها هذا الاسم الأخير هو بعض النساء – هداهن الله – والسبب في هذه التسمية لكي يوضحن أن هدفهن فقط متابعة خطوط الموضة العالمية ……. ولكي يهون الأمر على الآخرين .
والحمد لله أصبحت هذه العباءة تعرف بـ المخصرة ، و وضحت حقيقة هذه العباءة التي يروج لها أعداء الإسلام … وهي إظهار تفاصيل جسد المرأة وليس البحث عن الستر والعفة .
ما دعاني اليوم لإعادة طرح هذا الموضوع ، هو ما رأيته شخصياً في أحد المحاضرات النسائية …. حيث حدث أمامي موقف محرج و مخجل تمنيت أنني لم أمر بمثله !
في أحد الأيام الماضية ذهبت لحضور محاضرة ، وبعد أن أخذت مكاني بين الحاضرات ، دخلت إلى القاعة امرأة فاضلة تلبس العباءة على الرأس بكل عزة و ستر ، وتلبس الجوارب و تغطي يديها بطرفي عباءتها .
بعد دخولها للقاعة و عند الباب الرئيسي للقاعة كشفت عن وجهها و لفتت إليها الأنظار القريبة منها …….
تقدمت قليلاً و قبل أن تأخذ مكانها بالجلوس وضعت غطاء الرأس كله ، فألتفت النسوة نحوها بعد أن لفتت الأنظار بشكلها … وما أن تحدثت لتسأل عن وقت المحاضرة حتى ألتفت بقية الأعناق و الرؤوس إليها بكل دهشة و ذهول !
بعض النساء أطرقن برؤوسهن إلى الأرض خجلاً و تمنين أن تنشق الأرض لتبتلعهن أو على الأقل ليدفن رؤوسهن فيها أملاً في الخروج من هذا الموقف المحرج !
و بعض الفتيات نظرن إليها بألم و حسرة ، و لسان حالهن يقول : أين نحن منها ؟!
لقد أحرجتنا و أخجلتنا في دارنا و جعلتنا نحتقر أنفسنا و نبكي على حالنا !
تلك المرأة لم تكن إلا امرأة مسلمة لكن ……………… من الجنسية الأمريكية !
نعم أيها الكرام … امراة أمريكية حديثة عهد بالإسلام …. لكنها عرفت معنى الإسلام الحقيقي .
شتان بينها و بين نسائنا ممن يلبسن تلك العباءة المخصرة ….
هي تلبسها طاعة لربها بعد أن آمنت بالله و دخلت في دين الإسلام ….. و نسائنا يلبسنها من باب العادات والتقاليد و ليس من اجل عبادة الله .
عندما رأيتها ذهب بي التفكير بعيداً و تذكرت كلمات الدكتورة ( زيجرد هونكه ) تلك المرأة النصرانية التي سميت بـ ( مؤمنة آل فرعون ) لأنها كرست وقتها وجهدها للدفاع عن الدين الإسلامي وتفنيد الادعاءات الباطلة و المعادية للإسلام … لأنها عرفت معنى و حقيقة هذا الدين العظيم … والذي يجهله الكثير من أبناء المسلمين .
تذكرت كلماتها عندما طُلب منها في أحد المؤتمرات الإسلامية أن تقدم نصيحة للمرأة العربية المسلمة فقالت " ينبغي على المرأة العربية المسلمة أن تستمسك بهدى الإسلام الأصيل ، وأن تسلك سبيل السابقات من السلف الصالح ، الاتي عشنه منطلقات من قانون الفطرة التي فطرن عليها ، و أن تلتمس العربية لديهن المعايير والقيم التي عشن وفقا لها و أن تكيف المعايير والقيم مع متطلبات العصر الضرورية "
ليت كل نسائنا يحملن هم هذا الدين و يدافعن عنه بكل الطرق كما فعلت زيجرد التي نطقت بالحق !
ليت كل نسائنا يعرفن الحكمة من الحجاب و لبس العباءة ….. ويا ليتهن يدركن الهدف من الستر والاحتشام كما فعلت تلك المرأة الأمريكية !!
الغرب يطلب من نسائه أن يلبسن الملابس الساترة لأن التعري أصبح سبباً في الأمراض السرطانية الخطيرة ، وقد أدركوا الآن الحكمة العظيمة من الحجاب عند المسلمين ، و فوائده في حفظ المجتمعات بل وحفظ الصحة أيضاً و نحن نعرض عن كل هذا .
نعود لتلك المرأة الفاضلة …. سأخبركم بالأمر المؤلم حقاً بعد أن تجاذبت أطراف الحديث معها …. فقد سألتني باستنكار ……. لماذا تلبس نسائكم هذه العباءة المخجلة !!
لن أخبركم عن حالي !!…….. فقد لزمت الصمت !!! ….. لأنه ببساطة لم يكن لدي رداً وافياً و كافياً لها !!
هذا السؤال أوجهه لكل امرأة تلبس هذه العباءة و عليها أن تسأل نفسها :
لماذا ألبس هذه العباءة ؟ ما الهدف ؟ و ما الفائدة
وجعل الله ما قدمتي في ميزان حسناتك