يقول ابن عطاء السكندرى :
لا تتعدد نيه همتك إلى غيره فالكريم لا تتخطاه الامال
إن طبيعه الانسان أن يتعلق قلبه ونيته وهمه بالأسباب فهو يأنس بها ولكن عندما يصبح قلبه يستشعر صفات الله عز وجل فأدبه ألا يتعلق قلبه إلا بالله عز وجل يأخذ بالاسباب وقلبه معلق بالله فى امر دنياه واخرته وفى أمر سلوكه ..فمن المهم هنا أن يستشعر القلب صفات الله عز وجل فبها يدخل فى القلب تعظيم الله سبحانه وتعالى ويتعرف عليه وهذا أجدر أن يجعل القلب متعلقا بالله عز وجل
لا ترفعن إليه حاجه هو موردها عليك فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعا
علق قلبك بالله عز وجل وحده فهو يقضى حاجاتك وما نزل بك شيء فهو يرفعه عنك وهذا لا يعنى أن نسقط الأسباب من حسابنا . فأن يكون قلبى معلقا بالله عز وجل لا ينفى مثلا أن أنزل إلي السوق وأكتسب ولكن هناك فارق بين أن أنزل السوق وقلبى معلق بالله عز وجل وبين أن أنزله وقلبى معلق بالاسباب فارق بين هذه الحاله وهذه الحاله ومن الطبيعى والله عز وجل هو مسبب كل الاسباب أن تتجه إليه القلوب لرفع ما أصابها من ضر
فالأخذ بالاسباب مع تعلق الهمه بالله عز وجل أدب العارفين
إن لم تحسن ظنه بك لأجل حسن وصفه فحسن ظنك به لوجود معاملته معك فهل عودك إلا حسنا وهل أسدي إليك إلا مننا
كأن بأبن عطاء أفترض عندما أوصانا أن نعلق قلوبنا بالله عز وجل ان يكون عند احدنا ضعف فى اليقيين بالله عز وجل فذكرنا بسببين نحسن بهما الظن بالله عزوجل :
الأول هو : حسن أوصافه عز وجل فهو عز وجل الكريم الجواد وهو الولى وذو الجلال والأكرام فالله عز وجل وهذا هو شأنه يجب أن تحسن ظنك به فتعتمد عليه وحده لحسن وصفه
الثانى هو : أن يتذكر الأنسان فعل الله عز وجل فيه فذالك كافى لأن يجعله يحسن الظن به وهذا لمن لم يصل قلبه إلى مقام أستشعار صفات الله عز وجل .
كان الأنسان نطفه ثم علقه ثم مضغه ثم أصبح جنينا ثم أصبح يمشى على الارض إن هناك لطفا متواليا من الله عز وجل إليك وهكذا إذا نظرت إلي إحسانه حسنت ظنك به وإذا نظرت إلى أوصافه حسنت ظنك به .
العجب كل العجب ممن يهرب ممن لا أنفكاك منه عنه ويطلب ما لا بقاء له معه ( فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور
المفروض ان تهرب من الفانى وتفكر فى الباقى فعندما ترى إنسان يهرب من الباقى فذالك محل العجب
الأصل ألا يكون عندك قيمه للفانى إلا بقدر ما يقربك للباقى فعندما ترى الأنسان يعطى للفانى كل الأهميه فى حياته فهذا لا شك يدخل فى دائره العجب .
لذالك يقول ابن عطاء العجب كل العجب ممن يهرب ممن لا أنفكاك منه عنه ….لا انفكاك لك عن رحمه الله لا انفكاك لك لتتقرب إلى الله عز وجل لتدخل جنته … هذه هى الأشياء الباقيه الدنيا لا بقاء لها فأن تجد إنسان مقبل على الدنيا فارا عن العمل للاخره فهذا إنسان يدخل فى دائره العجب ويقل ابن عطاء فهى نهايه الحكمه فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور