تخطى إلى المحتوى

تفسير اسم الله الحكيم !! 2024.

ولتأخذوا عني أيها القراء الكرام هذه الكلمات القليلة : إنَّ كلَّ شيٍء وقع أراده الله وإن كل شيءٍ أراده الله وقع ، وإن أفعاله تتعلق بالحِكمة المُطلقة ، وإن حِكمتَهُ المطلقة تتعلق بالخي
ر المطلق ، واللهِ لو أنّا فهمنا هذه الكلمات واستوعبناها وعقَلناها وعشنا معانيها لتلاشت كل الأحزان في حياتنا .

لكل شيء حقيقية ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، فالغلط مجاله بين البشر ، أما في حق خالق البشر فهو يستحيل . والذي يبدو لك غلطاً وخطأً وظُلماً هو عند الله حِكمة بالغة ، وإني أضرب مثلاً :

1-فتاة نالت شهادة ثانوية وهي تبحث عن وظيفة ، هناك مسابقة لوظيفة معلمة فتقدمت إليها ، فطولبت بشهادة صحية فتوجهت إلى مستشفى حكومي لتفحص صدرها ، فجاءت النتيجة أنها مصابة بمرض السل ! بكت وبكت وبكى من حولها ، ومن حولها خافوا من العدوى فابتعدوا عنها وتركوها تأكل وحدها ، وأعطوها أدوات خاصة بها ، وتوجّسوا منها خيفة وازدادت بهذه العزلة ألماً إلى أن قرت أن تتوب إلى الله ، وأن تصلي وأن تتحجب ، ثم راجع أخوها المستشفى بعد حين، فإذا هم يعتذرون إذ هذه النتيجة ليست لها بل لغيرها ، فهي سليمة! خطأ الموظف إذاً وظفه الله عز وجل كي تتوب هذه الفتاة .

2-وهناك أخت كريمة تحضر معنا الدروس في جامع النابلسي ، هكذا سمعت وعلمت أنها كانت معارةً إلى بلد نفطي للتدريس ، واختصاصها رياضيات ، عُيّنت في مدرسة في أطراف المملكة ، والمديرة أمرتها أن تُدرّس تفسيراً وفقهاً ، فقالت لها معتذرةً : اختصاصي رياضيات ، فكيف تريديني أن أدخل إلى صف ثالث ثانوي وأدرسهنَّ تفسيراً وفقهاً ؟ وأنا لا أفقه شيئاً من هذه الموضوعات ، قالت لها : إما أن تدخلي وتدرسي هذه المواد أو نلغي عقدك ، فدخلت هذه المدرسة ، وفتحت كتاب التفسير ، وأول آيات التفسير آيات الحجاب ، ولم تكن الفتاة تؤمن بالحجاب ف

قرأت الآيات و قرأت التفاسير ، فانهمرت عيناها بالدموع : اعتذرت من الطالبات ، وقالت لهن دعني هذه الساعة مع نفسي واقرأن ما بدا لكن ، وكانت توبتها حينما أُجبرت أن تقرأ هذه الآيات وأن تُفسِّرها للطالبت ، إذاً حُمقُ هذه المديرة وظفه الله عز وجل لصالح هذه المُدرِّسة.

يعني كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادته متعلّقة بالحِكمة المطلقة ، وحِكمته متعلّقة بالخير المُطلق ، وهذه حادثةَ من حوادث ، ولتعلم من قبل ومن بعد لو أن ورقة سقطت من شجرة فذلك لحِكمة بالغة .. فما قولنا فيما فوق هذه الحادثة ، الظلم في النفوس فقط ، والظالم سوط الله ينتقم به ثم ينتقم منه ، ولذلك فكل قصة فيها عشرة فصول مثلاً ، فقد نعرف فصلاً واحداً فلا يكفي ، وقد نعرف فصلين أو ثلاثة أو أربعة وهذا لا يكفي ، فلسنا مؤهلين أن نحكُم على هذه القصة إلا إذا عرفنا كل الفصول .

تسلمى على الموضوع الجميل
الله يسلمك

مشكوره على مرورك

بارك الله فيك
الله يجزاك خيرا
جعلها الله في موازين حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.