تخطى إلى المحتوى

ولله على الناس حج البيت 2024.

منارات قرآنية

وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [آل عمران: 97]

جاء الحديث في هذه الآية الكريمة عن وجوب الحج، بعد الحديث عن الأمر باتِّباع ملة إبراهيم حنيفًا، وبعد الحديث عن الكعبة، أول بيت وضع للناس لعبادة الله وحده لا شريك له؛ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ [آل عمران: 96، 97].

تحسن الإشارة هنا إلى أن الأمر بوجوب الحج، جاء مخاطبًا به الناس، وليس الَّذِينَ آَمَنُوا على عادة القرآن الكريم في تصدير الأوامر بها، وكأن في الآية إشارة واضحة إلى وجوب عودة الناس جميعًا إلى البيت الأول – الكعبة – وإلى المعلم الأول – إبراهيم، عليه السلام – وهذا يعني ضرورة اتِّباع النبي محمد – عليه السلام – الوريث الشرعي لإبراهيم – عليه السلام – فاليهود والنصارى الذين يزعمون أنهم أتباع إبراهيم – عليه السلام – مطالَبون في هذه الآية باقتفاء أثره، ومتابعته في التوحيد الخالص، والتوجه إلى القبلة الأولى، البيت الذي رفع إبراهيم – عليه السلام – قواعدَه، ومَن رفض هذا الاتباع من الناس جميعًا، فلا صلة له بإبراهيم – عليه السلام – ولا يمتُّ للإيمان بأي صلة، وإن زعم وتمنَّى؛ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران: 97].

إن البشرية جمعاء مطالَبة بالعودة إلى النبع الصافي، والتوجه إلى الله – تعالى – بالاستسلام له – سبحانه – والإيمان بخاتم رسله محمد – صلى الله عليه وسلم – ومن أبرز مظاهر هذا الاستسلامِ: الحجُّ إلى بيت الله – تعالى – لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، هذا الركن الذي تظهر منه جليًّا مظاهر الاستسلام والانقياد لله – تعالى – من خلال الطواف بالبيت، وتقبيل حجر لا يضر في ذاته ولا ينفع، إلى غير هذا من المناسك التي يقوم بها الحاج، والتي تحقق بوضوح تام معنى القاعدة الجليلة، التي تحتاج البشرية إلى استحضارها، والاحتكام إليها، وهي: أن الحَسَن ما حسَّنه الله – تعالى – والقبيح ما قبحه الله – تعالى – وحسب.

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.