أنعم الله تعالى على قلبي روكسانه وكورا الإسلام وجعله طريقاً ليهتدوا به، ونبراس يضيء وهج مسيرتهما في حياة جديدة في ظل الإسلام بعد أن طويتا بل مزقتا صفحاتهما القديمة قبل أن يخترق الإسلام أفئدتهم التي كتب الله تعالى لها الحياة بعد موت سابق.
" شاء الله تعالى أن يدخل نور الهدى إلى قلبي فأكرمني بنعمة الإسلام فنطقت الشهادتين ليس بلساني فحسب بل نطقتها كل جوارحي التي أنعمها المولى علي " بهذه الكلمات استهلت روكسانه رومانية الأصل التي سميت نفسها بعد إسلامها فاطمة الزهراء حديثها .
وأضافت ونور الإسلام قد وهج على جبهتها المشرقة بنور الإسلام: إن إسلامي كان بالتدرج فعندما كنت طفلة في رومانيا لم أشعر بالطمأنينة خاصة عندما كنت أذهب للكنيسة، وأقوم بالطقوس الدينية أشعر بضيق في داخلي حيث أسمع العديد من العبارات التي لا أعي معناها وأجدها غريبة من نوعها مثل تقبيل الصور التي يدعي النصارى أنها صورة النبي عيسى ومريم العذراء "عليهما الصلاة والسلام" والأغرب من ذلك أن كل صورة تختلف عن الأخرى بشكلها وشخصياتها، وكثيرا ًما كنت أسمع لكلام القسيس وغالباً لا أفهم كلامه، وكثيراً ما كنت أضحك لأفعالهم مما جعله دافعاً في داخلي بعدم الذهاب للكنيسة.
وأوضحت بعد أن رسمت ابتسامة الرضا والشكر لله تعالى، أنها من خلال دخولها للإسلام استطاعت أن تجد إجابات للعديد من الأسئلة التي عجزت النصرانية عن الإجابة عليها.
وبينما كانت تتحدث معي فاطمة في عيادة الأسنان حيث تعمل طبيبة أسنان دخلت إحدى المريضات فاستأذنت بعض الوقت للقيام بعملها وكانت قبل ذلك طلبت فنجان من الشاي وعندما أحضر لها الفنجان طلبت منها المريضة أن تؤجل الكشف على أسنانها من أجل أن تشرب الشاي قبل أن يبرد رفضت د.فاطمة وقالت وهي تبتسم :" أقوم بعلاجك أولاً ثم بعد ذلك أشرب الشاي المهم أسنانك " وبعد علاجها للمريضة استكملت حديثها معي بشيء من الابتسامة التي تؤكد تغير حياتها بعد الإسلام.
وذكرت بشي من الحزن بأن الكثير من هم في دول الغرب لم يتعرفوا على الدين الإسلامي بمعناه الحقيقي.
وبنبرة حزن كانت واضحة على كلماتها "يرجع ذلك للأسف الشديد إلى بعض الأشخاص الذين يحملون الإسلام بالهوية فقط حيث كانوا يقوموا بأفعال في الغرب كان الغرب أنفسهم لا يقوموا بها، إضافة إلى عدم إجابتهم بصدق حول الأسئلة التي تتوجه إليهم عن الإسلام".
وبابتسامة جديدة رسمتها على كلماتها" هذا لا ينفي وجود مسلمين كانوا يحملون في قلوبهم الإيمان، وطاعة الله تعالى مما عمل على دخول الطمأنينة في قلوبنا فكان منهم زوجي فلسطيني الأصل ملتزم بتطبيق تعاليم الدين الإسلامي مما جعل أفعاله تحبب قلبي إلي الإسلام" .
وتابعت قولها والشعور بالأمان استحوذ على فؤادها" حينما كنت أرى القرآن الكريم قبل إسلامي أشعر بأنه كتاب عظيم لأنه كلام الله تعالى مما جعلني أشعر بالهيبة وأنا أراه ".
أما إيمان من كندا التي أرادت أن يستقر الإسلام ليس في قلبها فحسب بل في اسمها أيضاً حيث قامت بتغير اسمها من كورا إلى إيمان.
شاء سبحانه وتعالى أن يخترق نور الإسلام في فؤادها لتستنشق هواء نقي يتطلبه جسدها لتنتقل به في حياتها من الظلمات إلى النور قائلة:" أسلمت بعد أن اطلعت على مجموعة من الكتب حول الديانات مما جعلني أتعرف أكثر على الدين الإسلامي".
وتابعت بالكثير من الثقة التي كانت واضحة عليها " قبل أن أكون مسلمة درست الدين على طريقتي الخاصة لعدة شهور لأتعرف على الدين الذي سأعتنقه ثم قررت بعد ذلك أن أسلم بعد أن تأكدت أنه الشيء الوحيد الصحيح في حياتي ".
وحول نظرتها للمسلمين أشارت إلى أن الإسلام كامل، ولكن المسلمين ليسوا كذلك متمنية من كل مسلم أن يتعلم أمور دينه جيداً، وعن الأديان الأخرى حتى يستطيع أن يدعوا إليه بطريقة وأسلوب صحيح .
صورة لأحد أحياء مدينة غزة
وعن دور المسلمين تجاه من أسلم حديثاً قال د.ماهر أحمد السوسي أستاذ الفقة المقارن المساعد بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية،" يجب أن نعلم أن المسلم مكلف بنشر الإسلام، ودعوة الناس إليه، حيث هو دين الله للناس جميعا، وفي هذا يقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر تؤمنون بالله ..) فالآية الكريمة تبين أن أمة المسلمين قد أخرجت للناس جميعاً، ولم تبعث لنفسها فقط، بل كلفت بحمل عبء دعوة الناس جميعاً إلى هذا الدين".
وأضاف: من خلال ما سبق يتبين أن للمسلمين دوراً هاماً تجاه من يدخل في الإسلام، وهو العمل على رسم صورة واضحة وحقيقية عن الإسلام كما أراده الله سبحانه وتعالى، لا كما يريده الداعية.
وذكر بأنه من واجب المسلمين تجاه من اسلمحديثاً أن نكون لهم قدوة حسنة، وأن نجسد الإسلام على شكل سلوك وتصرفات، هي في حقيقتها أوامر الإسلام ونواهيه، وأن نتصرف أمامهم بخلاف ما ندعوهم إليه، وبمعنى آخر يجب أن نكون أمامهم صورة حيّة للإسلام.
ونوه إلى وجود كثير من الأخطاء التي تصدر عن كثير ممن يتعاملون مع المسلمين الجدد ذلك التعالي والاعتداء بالنفس، ومحاولة الإيحاء لهؤلاء أنهم بسبب حداثة إسلامهم دون سائر المسلين، وأن غيرهم من المسلمين هم أفضل منهم، وهذا مما يصد هؤلاء عن الإسلام لما يرونه من سوء خلق المسلمين.
ونوه إلى تحقيق ذلك ينبغي على من يتعامل مع هؤلاء أن يكون متفهماً لروح الإسلام وحقيقته، عالماً بما يدعو الناس إليه علماً صحيحاً، وأن يبتعد عن الاجتهادات الشخصية، والتحليلات المزاجية للأشياء.
وأما عن دور الدول الإسلامية ذكر د. السوسي بأنها عليها بالأصل أن تقوم بتوفير الإمكانيات المالية والمعنوية والفكرية التي يمكن من خلالها الانطلاق إلى دعوة الناس إلى الإسلام وترغيبهم فيه، ومن ذلك إعداد الدعاة المدربين، العارفين بالإسلام على حقيقته، ذوي الملكات الخاصة القادرة على إقناع الناس بما يحملون من تعاليم شريعة الإسلام.
وحول دور الزوج مع زوجته غير المسلمة أردف د. السوسي قائلاً :إن الزوج أقرب اجتماعياً وعاطفياً إلى زوجته، وأكثر التصاقاً بها، وهذا يلقى على الزوج مهاماً أكثر من غيره حيث أن الإسلام لا يفرض على من تزوج بغير المسلمة أن يلزمها بالإسلام، أو أن يدفعها إلى الإسلام رغماً عنها، لقول الله تعالى (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي) .
وفيما يتعلق ببعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسلمين في الغرب التي تسيء للمسلمين أكد قائلاً : "إن المسلمين ليسو ملائكة، فهم كسائر البشر قد يخطئون وقد يصيبون، وأنه ليس شرطاً أن يكون كل مسلم قد وصل الذروة في الإسلام، فمن طبيعة النفس البشرية أنها تخطئ أحياناً، وتقصر أحياناً أخرى، يقول الله تعالى: (وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، منوهاً إلى أن هؤلاء موجود في كل الديانات والمذاهب".