** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: في هذه الآية الكريمة يخبرنا الحق تبارك وتعالي انه وحده المستحق للعبادة فانه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل مخلوق فيما يختص به ونص علي هذه الاجرام العظمي من سائر الجبال والأشجار والحيوانات لأنها تسجد لعظمته سجود انقياد وخضوع قال الحافظ ابن كثير: وخص الشمس والقمر والنجوم بالذكر لأنها قد عبدت من دون الله فبين أنها تسجد لخالقها وأنها مربوبة مسخرة.
وكيفية سجود الجبال والشجر ظلالهما عن اليمين والشمائل قال تعالي: "أو لم يروا إلي ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون" "48 – سورة النحل". روي الإمام الترمذي وابن ماجة وابن حبان عن ابن عباس قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله اني رأيت كأني أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقلبها مني كما تقبلتها من عبدك داود. قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم سجدة ثم سجد فسمعته يقول مثل ما قالت الشجرة في سجودها.
أما الشمس وبقية الكواكب فالجميع يسجد لله سبحانه يتجلي ذلك واضحا في الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلي الله وسلم: يا أبا ذر: "أتدري أين تذهب هذه الشمس؟ قلت الله ورسوله أعلم قال: فانها تذهب فتسجد تحت العرش ثم تستأمر فيوشك أن يقال لها ارجعي من حيث شئت" وقال أبو العالية: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا ويقع ساجدا لربه حين يغيب ثم لا ينصرف حتي يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حتي يرجع إلي مطلعه.
وصدق الله حين يقول: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" "44 – سورة الإسراء".
المصدر: موقع جريدة "المساء" المصرية .
منقووووووول
تشكراتي خيتووه