تخطى إلى المحتوى

كيف و متى يجب احياء ذكرى المولد النبوي 2024.

منذ أيام ونحن نعيش ايام عطرة مباركة فى شهر كريم شهد ميلاد سيد الخلق وآخر المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ولاشك أن الصحابة رضي الله عنهم هم أشد الناس محبة للرسول وأحرصهم على اتباعه ، ومع هذه المحبة وهذا الحرص على الاقتداء به لم نعلم عنهم على الإطلاق أن أحدا منهم احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ،ما يعني أن هذا الاحتفال الذى اعتاد الكثير عليه استحدث بعد هذه القرون المفضلة .

فأول من أحدث هذه البدعة هم "الباطنية" يقال لهم بني القداح ويسمون أنفسهم بالفاطميين ، وينتسبون زوراً إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فهم أول من قال ببدعة الاحتفال بالمولد النبوي حيث أرادوا أن يغيّروا على الناس دينهم ، وأن يجعلوا فيه ما ليس منه ، ومنذ دخول العبيديين مصر سنة 362 هـ الموافق الخامس من رمضان بدأت تظهر بدعة الاحتفال بالمولد عموما ، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا .

ويؤكد المقريزي (وهو من المؤكد انتسابه إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن المدافعين عنهم) أن العبيديين هم الذين فتحوا باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه ، حتى إنهم كانوا يحتفلون بأعياد المجوس والمسيحيين .

ويؤكد لنا الدكتور حاتم القرشاوى عميد سابق كلية الدراسات الاسلامية أن إحيائهم لمولد الرسول ليس محبة له صلى الله عليه وسلم كما يزعمون،وإنما ، قصدهم بذلك نشر خصائص مذهبهم الإسماعيلي الباطني وابعاد الناس الدين الصحيج، فقد اتفق العلماء من السلف الصالح على أن الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المواسم غير الشرعية ، أمر محدث مبتدع في الدين ، ولم يؤثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، ولا عن التابعين وتابعيهم ، ولا علماء الأمة المشهورين كالأئمة الأربعة ونحوهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى 🙁 فما أحدث من المواسم والأعياد هو منكر ، وإن لم يكن فيها مشابهة لأهل الكتاب)، وقد ذكر رحمه الله تعالى توجيه ذلك فقال : ( أن ذلك داخل في مسمى البدع والمحدثات ، فيدخل فيما رواه مسلم في صحيحه عن جابر – رضي الله عنهما – قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ، ويقول : " بعثت أنا والساعة كهاتين – ويقرن بين إصبعيه : السبابة والوسطى_ ويقول :" أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " وفي رواية للنسائي : " وكل ضلالة في النار).

ويقول الدكتور عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية : على المسلم أن يعلم ان الله تعالى أكمل
[عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية]
عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية
الدين وأتم الرسالة، كما قال سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا )، وأن الله قد ختم الشرائع ببعثة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك أمر خيرٍ إلا دلنا عليه، ولا أمر شرٍ إلا حذرنا منه وأمر بطاعته واتباع هديه فقال: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) , وقال تعالى : (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ), وقال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). [رواه البخاري, ومسلم] . وفي رواية لمسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)

كما على المسلم ان يعلم أن الله قد افترض علينا محبة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يقوم إيمان العبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه وماله وولده والناس أجمعين، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فوالذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري ، ومن لوازم محبته طاعته واتباع هديه وعدم الخروج …
لوازم محبته طاعته واتباع هديه وعدم الخروج على شرعه بأي وجه كان.

ويضيف دكتور عبد المعطى: وقد وضح لنا العلماء أن الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة محدثة لم تكن من سنة الرسول ولا من سنة خلفائه، ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به، ولم يفعله خلفاؤه من بعده، فقد تضمن فعلُه ذلك اتهامَ الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتضمن تكذيبَ قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، وإذا كان البعض ينازع في بدعية المولد؛ فإن القاعدة الشرعية تقتضي رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) وقال تعالى: ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) .

وبرد هذه المسألة إلى كتاب الله سبحانه، وجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه، فلاداعى لمثل هذه السرادقات التى تنصب ويقام بها الغناء والتهليل والطلب العون والمدد من غير الله سبخانه فهذا لا يجوز .

فذكرى النبى صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم في كل أوقاته ونرتبط بها كلما ذُكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطبة ، والشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً ، فنحن دائماً نحيي ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم ونرتبط به في الليل والنهار طوال عمرنا بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط ، ولا بما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن البدعة تبعد المسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) ، اللهم ارزقنا اتباع هدي رسولك الأمين صلى الله عليه وسلم .

خليجية
جزاك الله خير
وكثر الله من امثالك
تسلمي حبيبـتي

جزيتي خيــــــرآآآ

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.