تشكّل التجاعيد قدراً حتمياً تحاول كل امرأة جاهدة محاربته، بالوقاية حيناً وبالعلاج حيناً آخر. ولنتمكّن من مواجهة هذه العلامات التي يتركها الزمن على وجوهنا، إليك 8 أسئلة حول التجاعيد، نقدّم لها أجوبة تساهم في الوقاية من ظهور هذه الخطوط في وقت مبكر وفي علاجها.
تظهر التجاعيد على شكل آثارٍ خطوط على البشرة، نتيجة انطواء الجلد على الأدمة. أما الأدمة، فتقع تحت الجلد مباشرةً ويكمن دورها في الحفاظ على البشرة وتغذيتها. لذلك، فإنها تحتوي على الأوعية الدموية واللمفاوية (لتوفير المواد الغذائية) والألياف (لإصلاح الجلد مع الحفاظ على مرونته). أما الإيلاستين والكولاجين، فهما مادتان مصمّمتان من الخلايا الليفية التي تنتج باستمرار في الأدمة. ومع مرور الأيام، يقلّ عمل الجذور الحرّة وعمل العضلات المتكرّر وعدد الألياف ونوعيّتها. عندئذ، يظهر الخلل من خلال التجاعيد ممّا يستوجب العلاج التجميلي على عدّة مستويات.
1- ما هي المناطق الأكثر عرضةً في الوجه لظهور التجاعيد في وقت مبكر؟
تتباين علامات الشيخوخة بين مختلف أجزاء الجسم والوجه، فتتجعّد المناطق الأكثر تعرّضاً للشمس قبل غيرها. ويعتبر الخبراء أن هناك في الجسم منطقتين مُعرّضتين للشيخوخة بصورة خاصّة، هما:
– حول العينين: وهي منطقة حسّاسة للغاية نظراً لأنسجتها الرقيقة جداً، وعمل العضلات المكثّف الذي يعزّز ترهّل الجلد بنسبة 10000 مرّة في اليوم، فتظهر آثار الشيخوخة قبل آوانها.
– حول الشفتين: إن الشفتين عادةً بحركة كثيفة ومستمرّة، فهما إذاً معرّضتان جداً لظهور التجاعيد إبتداءً من عمر الـ25 و30 سنة.
2- هل لنمط الحياة أيّ تأثير على ظهور التجاعيد؟
ترتبط التجاعيد بعوامل عدّة:
– الشيخوخة الداخلية: إن شيخوخة الجلد ظاهرة لا مفرّ منها، وهي متّصلة بالتغييرات الوراثية والهرمونية.
– العوامل الخارجية: يرتبط الجلد بالعوامل البيئية (الشمس والتلوّث…) والعوامل السلوكية (النظام الغذائي والنوم والتدخين…)، التي تؤدّي إلى إنتاج الجذيرات الحرّة الضارّة جداً. ويكون الكفاح ضدّ العوامل الخارجية المسبّبة للتجاعيد هذه أكثر فعالية.
3- ما هو تأثير الشمس على ظهور التجاعيد؟
للإشعاع الشمسي تأثير سلبي وعدواني إزاء البشرة. فالشيخوخة الناجمة عن أشعة الشمس هي أحد أكثر العوامل المسبّبة لتفاقم العملية الفيزيولوجية للشيخوخة. يزيد الإشعاع الشمسي من تكوين الجذيرات الحرّة التي تتسبّب بأضرار للبشرة والأدمة لا يمكن معلاجتها. ولذلك، فمن الضروري، في فصل الشتاء أو الصيف، إستخدام كريم يحتوي على واقٍ من الشمس والحدّ من التعرّض لها.
– كيف يساهم نظام تغذيتنا في مكافحة التجاعيد؟
تساهم الفيتامينات والأحماض الدهنية والعناصر الضرورية في الحفاظ على صحة البشرة.
– الفيتامينات: للفيتامينات A وC تأثير مضاد للأشعة فوق البنفسجية، ويعطي الفيتامين A المرونة للجلد، ولكن سوء استعماله لا يخلو من المخاطر.
– العناصر الضرورية: المعادن (الزنك والسلينيوم والمنغنيز والنحاس…) المتواجدة في الجسم بكميّات صغيرة جداً هي ضرورية لصحة خلايانا الجيّدة. يتفاعل السيلينيوم مع الجذيرات الحرّة، ويشارك الزنك في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
– الأحماض الدهنية الأساسية: تنتقل إلى الجسم من خلال الأغذية، وهي ضرورية للبشرة السليمة. يساهم حمض اللينوليك خصوصاً في مرونة الجلد وفي تشكيل حاجز عازل يحمي البشرة وينظّم ردود الفعل كالإلتهابات والحساسية.
5- ما هي أبرز علامات شيخوخة البشرة؟
– إبتداءً من عمر الـ 20: قد تُظهر البشرة علامات تشير إلى الجفاف. فمن الضروري إذاً إزالة الماكياج جيداً وترطيب البشرة صباحاً ومساءً. ومن المفضّل، إن كانت البشرة تعاني من حب الشباب، إتّباع رعاية خاصة لمعالجة البثور.
– بين عمر الـ 20 والـ 30: تميل البشرة إلى الجفاف أكثر فأكثر، ويصبح حاجزها الوقائي هشاً. وتظهر التجاعيد، لاسيما على حافة العينين وحول الشفتين. لذا، يجب اتّخاذ عدّة إجراءات لمنع ظهور التجاعيد، وذلك من خلال تقشير البشرة مرّة في الأسبوع لإزالة الخلايا الميتة، وترطيبها صباحاً ومساءً وتغذية الجلد حول العينين. يساهم تنعيم البشرة بنضارتها وإشراقها.
– بعد عمر الـ 30: غالباً ما تكون تجاعيد التعبير قد ظهرت على الوجه، ويصبح سطح الجلد غير منتظم. ثمة علاجات لمكافحة التجاعيد يمكنها إعادة الخصائص الميكانيكية (لون البشرة ومرونتها)، وذلك من خلال ترطيب الجلد ووضع قناع خاصّ مغذٍّ مرّة في الأسبوع. من المهمّ استخدام كريم الليل، فأثناء الليل يتمّ تجديد الخلايا.
6- هل أنواع البشرة كافةً تظهر عليها التجاعيد بالطريقة عينها؟
كلا، فشيخوخة البشرة مبرمجة بواسطة الشفرة الوراثية. وبشرة الشعوب الآسيوية والإفريقية أكثر سماكة من بشرة الشعوب الهندو أوروبية والأوروبية والأميركية وأقل عرضةً للتجاعيد. كما أنه مع التقدّم في السن، تصبح البشرة مترهّلة وذات قدرة ضئيلة على مقاومة الشمس، إذًا هي أكثر عرضة للخطر. ويلعب نمط الحياة أيضاً تأثيراً إيجابياً أو سلبياً على حالة البشرة.
7- ما هي الوسائل الأكثر فعالية لمكافحة الشيخوخة؟
يتوقّف اختيار الوسائل المكافحة للشيخوخة على نوع بشرتك وسنك. أما الجزيئات التي سيتمّ ذكرها في ما يلي، فهي الأكثر استخداماً في مستحضرات التجميل:
– الفيتامين A أو الريتينول، وهي معروفة بآثارها الوقائية والمضيئة للبشرة.
– المغذّيات المرطّبة والمغذّية: تحدّ من الجفاف وتعيد تشكيل الرابط ما بين الخلايا. ولأحماض الفواكه قدرة على الترطيب.
– المواد المتفاعلة: تتفاعل هذه المواد للحماية من آثار الجذيرات الحرّة، خاصةً الضارّة منها.
– الجزيئات الجديدة للعناية التجميلية بالبشرة، وهي طريقة فعّالة وواعدة. تعمل كالبوتوكس، إذ تمنع تحرير المواد التي تسبّب ترهّل العضلات.
8- ما هو دور الطب التجميلي في مكافحة ظهور التجاعيد؟
لا مفرّ من التجاعيد، ولكن مع ذلك يلعب الإهتمام بالبشرة دوراً أساسياً ووقائياً. فهو يساعد على محاربة بعض التجاعيد، ولكن ليس كلّها، إذ يمكن لبعض التجاعيد أن تظهر عندما يفقد الجلد القدرة على استعادة مكانه بعد تكرار الحركات العضلية والمعاناة منها. تُستخدم تقنيات عديدة لملء الجلد المترهّل:
– الكولاجين، لتصحيح التجاعيد لمدّة 4 إلى 8 أشهر، وهذه التقنية تشكّل خطراً كبيراً إذ قد تسبّب الحساسية. أما عملية حقنها في البشرة، فليست مؤلمة.
– حقن الدهون، تحتاج إلى تخدير المريض بشكل موضعي، فتستخرج الشحوم ويُعاد حقنها تحت الجلد. بهذه الطريقة، يتمّ ملء الفراغات الناتجة عن التجعّد حول منطقتي العينين والشفتين وزيادة حجم الخدين لمدّة 6 أشهر تقريباً.
– البوتوكس الناتج عن دمج كلمتين؛ بوتيولينيوم وتوكسين: يستعمل لعلاج تجعّدات الجبهة الناجمة عن انكماش عضلات مُعيّنة متواجدة بين الحاجبين. يمكن لحقن البوتوكس أن يجمّد العضلات المتضرّرة المعنيّة، ويتمّ تكرار الحقن كل 5 أشهر.
– الأرتيبلاست: هذا المنتج عبارة عن مزيج من الكولاجين والبليكسيغلاس. هو نوع من الزرع الذي يتمّ حقنه مثل الكولاجين. ويعتبر بعض الخبراء أن استخدامه خطيرٌ ويتطلّب مجموعة من الإختبارات.
يشكّل حمض الهيالورونيك المنتج المستقبلي الذي يعطي نتائج قريبة من نتائج الكولاجين.
– الغور تكس Gore-Tex: هي مواد اصطناعية تشكّل خطراً كبيراً وتسبّب الحساسية، وباستطاعة هذه التقنية أن تصحّح التجاعيد أو أن تعيد رسم الشفتين.
– تقنيات الكشط: (التقشير والليزر، والكشط الجلدي، …) يمكنها أن تعالج التجاعيد حول الفم والعينين. ليست هذه الإجراءات مؤلمة، ولكنها تترك آثاراً قد تحتاج إلى فترة طويلة للشفاء، كما أن الإحمرار لا مفرّ منه لبضعة أسابيع.
يمكن أن تصنع هذه التقنيات المعجزات، ولكن يجب أن يطبّقها جرّاحو التجميل أو أطباء الأمراض الجلدية المدرّبون فحسب.