أما أنا فلم أغامر كثيرا في لبسي للنقاب فقد سبقني ثلاث من أخواتي بلبسه وكنت في سن الثالثة عشرة في أجازة الصف الثاني الإعدادي
بالتحديد في شهر 8 عام 96 لبست الخمار وقد ربتنا أمي بارك فيها على الطهر والعفاف لكن لم تكن تدقق في الحجاب بحسب علمها وسبحان الله أخوف ما أخافه في حياتي إل الآن هم الرجال لاأدري لم يمكن من كثرة تخويف أمي لنا ألا نكلم الرجال حتى أولاد عماتي وخالاتي وسبحان الله حدثت في تلك الفترة انتشار للمعاكست في بلدتنا وأحيانا قد تصل إل المحظور فقلت في نفسي سبحان الله لن يحميني من تلك المضايقات والمعاكسات إلا أن أخفي كل شيء مني وحاولت جاهدة للبس النقاب لم تكن ثمة مشاكل مع أمي ولكن أبي رفضه لأسباب
أولها أني مازلت صغيرة سني 13 عام تقريبا
ولم أبلغ سن المحيض
فضلا أن جسمي كان ضعيف جدا والأخير أن أبي كان يتمنى أن أتم دراستي وأدرس بالجامعة ويقول سيضايقونك بسببه في التعليم
ويخاف إن لبسته أن أتضايق منه بعد ذلك ولا أعطيه حقه نظرا لصغر السن ولكني أصرت
وجاء اليوم الذي لن أنساه يوم عرس أختي التي تكبرني بعام ونصف فهي تزوجت صغيرة السن 14 سنة ونصف
ولبست يومها النقاب ولكن أبي اشترط علي شرطا إن لبستيه فلن تخلعيه أبدا ولو كان على موتك
والحمد لله لي اليوم 12 سن وأنا مرتدية للنقاب
أسأل الله أن يرزقنا العفاف والطهر
لا تعلمون حبيباتي مدى فخري حينما أمر بجوار جيران بيتنا (بيت أبي )وأنا فخورة بأنه لا يوجد من جيراني أحد يعرف شكلي وأقول الحمد لله الذي هداني للبسه صغيرة السن حتى لا يعلم شكلي إلا أبي وزوجي وأخوالي وجدي فقط والحمد لله أنا فخورة بتلك النعمة التي وفقني الله لها ورزقني إياها
حماني من العيون قبل الألسنة
لكم هو رائع أن تمشي بلباس العزة لباس الكرامة لباس الحياء
وجزى الله أمي وأخواتي عني خيرا
ولعلم نحن سبع أخوات وأمي نرتدي النقاب
نسأل الله أن يثبتنا جميعا عليه حتى نلقاه ويتقبله منا خالصا
أخواتي الحبيبات: لكم أُعجبت بكلامكنّ وسموّ هممكنّ والتسابق لنيل الخيرات والفوز بدار المكرمات .. ماشاء الله تبارك الله ،نِعم الصحبة أنتنّ لي أيتها الغاليات
بالنسبة لقصّتي فقد بدأت بالبحث عن الحقّ في زمان أُظلم بالفتن حتى أصبحنا نرى الحق باطلا والباطل حقّا إلا من رحم ربي
أنا،كأي فتاة في بلدي لم تسمع ولم تر بتاتا ما يسمّى بالنقاب، كنت لا أسمع عنه إلا في الانترنت ،وكنت كلما أقرأ عنه يزداد حبي له يوما بعد يوم،ولكنّي لم أكن حينها أفكّر بارتدائه ..
كنت كلما أقرأ آيات الحجاب أشعر أنّ غطاء الوجه فرض على كلّ مسلمة ،فسبحان ربي،الآيات واضحات وبيّنات لكن من ذا الذي يريد الحقّ؟؟
بعد مرور بعض الأيام،قررت أن أشمّر باحثة عن الحقّ والصواب في هذه المسألة،فجاهدت نفسي على ذلك وبحثت وقرأت فتاوى العلماء..
كنت كلّما أقرأ ينهالني شعور لا يوصف،فلكم أحبّ أن يخرجني ربي من هذه الدار الفانية وهو راضِ عنيّ ويا ويلي إن لم يرضى الله ويا سوء حظي..
بعد مدّة البحث المتتالية عرفت الحقّ بفضل ربي وقررت أن أنتقب حتّى أكون ممن يقولون "سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير"
لكن..
لحظة..
قفي..
عن ماذا تتحدّثين؟؟؟
نقاب؟؟؟
أي نقاب وأنا في بلد يمنع غطاء الرأس أصلا ولا يسمح للمحجبات بالدراسة ولا التدريس ولا حتى العيش كأي إنسان على وجه الأرض !!!
كيف أنتقب وأنا في هذه الأوضاع القاتلة؟؟
وكيف أخرج وأنا منتقبة؟؟
أكيد سألقي بنفسي إلى الهلاك !!
وأهلي.. ماذا سيقولون لي
أكيد سيقولون لي: أجُنتِ؟
يا الله !!
كم شعرت حينها بالأسى وكأني كنت في حلم جميل وأفقت منه إلى واقع سقيم
كم جرح قلبي ذاك الاحساس القاتل
إنه إحساس بانعدام الأمل
لكن مهلا..
قلت لنفسي لماذا ينعدم الأمل؟؟
أأقنط من رحمة ربي؟
لا والله لن أيأس مادام لي رب رحيم عفوّ كريم قادر على كلّ شيء
في ليلة من اليالي ،حين وصل شوقي لتاج العفاف العنان
تضرّعت إلى مالك الملك فصلّيت ودعوت الله أن يكرمني بارتداء الحجاب الشرعي
فسبحان ربي.
رأيت رؤية في تلك اليلة كانت سببا لعزمي على لبس النقاب
رأيت نساءا يسعى النور من وجوههن وكأنهن لسن من نساء هذه الدنيا وقد أتين لي بنقاب وقلن لي أنت لها يا أمة الله،ولا تسمعي كلام هذا أو ذاك،ولا تخشي إلا ربّك فتوكّلي عليه وسيكون حسبك
كانت الرؤية قصيرة ولكم ودت أن تطول أكثر ،ولكنها كانت كافية شافية لي
ومن ذلك اليوم قررت أن أتحدّى كل الصعوبات التي واجهتني وأن أكرّم جسدي بلبس الحجاب الشرعي الكامل،فيا فرحي وأنا ألبس لباس الطاهرات العفيفات،لباس أمهات المؤمنين والصحابيات الطاهرات..
طبعا بالنسبة لأهلي عارضوني أشدّ المعارضة خاصة وأني قد تركت الدراسة بالجامعة
أما أبي فقد كان لا يعلم بذلك وبقي سنة كاملة لا يعلم لأني لم أخرج من البيت بتاتا
تقولين سنة كاملة لم تخرجي من البيت؟؟؟
أقول لك نعم أخيّتي هذا ما حصل فلست أبحث عن خروج ولا تنزّه إنما أبحث عن رضا ربي وليرضى عني الناس أو ليسخطوا فلست أطمح إلا لرضاء ربي سبحانه وتعالى
والآن الحمد لله أنا أرتدي نقابي وأخرج للضروة وقد علم أبي بحكايتي فعارضني ولكنّي أقنعته أني لن أنزعه حتى مماتي،فلما أحسّ بإصراري الشديد تركني وشأني..
نصيحة لأخواتي الاتي لا يلبسن النقاب ولا يجدن من الصعوبات سوى معارضة أهاليهنّ أقول لكنّ
بادرن الآن ،نعم الآن والبسن تاج العفاف فيال جمالك وأنت كالدرة المكنونة مغطاة لا يراك أحد سوى محارمك
أختي الحبيبة
سارعي اليوم ولا تنتظري أحدا فالساعات قلائل والدقائق معدودات "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت"
سارعي اليوم قبل أن يأتي يوم منيّتك وتقولين حينها ياليتني لبسه
هذا ما أردت أن أبلّغك إياه
أحبّكن في الله
سأكتب لكن قصتي عسى الله أن ينفع بها .. انتقبت بثلاث كلمات و لله الحمد و المنة
*********************
الحمد لله ارتديت الحجاب كاملا من جوارب و كل شيء منذ كان عمري 5 سنوات و نصف ، و ذلك كان بسبب معلمتي في الروضة –جزاها الله خيراً- ذات جمعة قالت لنا الكل غدا يلبس الحجاب كاملا لنتعلم كيفية الصلاة فعدت لأمي فرحة مسرورة لأخبرها و فِعلا أمي لم تقصر بارك الله فيها ..
فرحت المعلمة جدا بنا ، و تعلمنا كيفية الصلاة و في اليوم التالي قبل خروجي للروضة قلت لأمي أريد أن ألبس الحجاب اليوم أيضا فوجدتها أمي فرصة حتى لا تتعب نفسها !! لأنها معقدة من قصص الفتيات و الحجاب هههه
و لبت طلبي
و الحمد لله بقيت على تلك الحال و دخلت المدرسة الابتدائية و كان الكل يعرفني و يعرف اسمي و في أي قسم ادرس !! لاني الوحيدة في المدرسة التي البس الحجاب ، كنت متميزة عن الكل و في البداية وجدت بعض المضايقات فقط و الحمد لله
مدرستي في الصف الأول ابتدائي –جزاها الله خيرا- كانت دائما تنقص من نفسي و اجتهادي و كنت أكره ذلك جدا لأني لم أعتد على ذلك من أحد ، لا من أمي و لا من أبي و أحيانا تضربني بدون سبب و ذلك أشد علي من أي شيء ، و عندها أخبرت أمي فذهبت عندها ، تكلمت معها ! لم اكن ادري ما قالت لها لكن عجبا !! صارت تحبني أكثر من جميع التلاميذ و أجلستني أمامها بدل المقعد الأخير و كنت احكي لها القصص الطفولية و تستمع لي باهتمام و تشتري لي الحلوى ..
كنت فخورة بها جدا و أصبحت أحبها حبا جما ،،،
يا ترى لماذا أحبتني بهذه السرعة ! خلال دقائق فقط كلمت أمي فيها .. كانت علامات الإستغراب و الإندهاش بادية على وجهي بوضوح و في نفس الوقت فرح و سرور ،
صحيح ! فبمجرد أن خرجت أمي من عند المعلمة غيرت معاملتها معي تماما ، لابد و أن في الأمر سرا !، عدت للبيت كأني أجري لأسأل أمي
أمي .. أمي .. ماذا قلت للمعلة ؟ كنت متأكدة أنها لن تقول لي كل شيء لكني مقتنعة أن الأيام ستوضح لي ما استشكل علي في ذلك الحال ، أجابتني أمي باختصار : أخبرتها أنك طيبة و مهذبة و لبسك للحجاب لا يعني خروج عن الأدب أو القانون ،
][لأن في تلك السنة "2017" كان منتشر أن من يلبس الحجاب يتفجر و يقتل الناس و يسموه إرهابي (شكوا في فتاة صغيرة ههههه ربما كنت سأعمل لهم جريمة في المدرسة !!)][
تتممة كلام امي >> امي تقول للمعلة : أنا جربت تربية أربعة و كل واحد له معاملة خاصة و طبيعة مستقلة عن الآخر ، فهذا يحتاج النهر و الآخر يحتاج الزجر (أما انا فنظرة واحدة تكفيني "هههه") فليس كل التلاميذ تعامليهم بطريقة واحدة و ليست نظرة واحدة تعم عن الجميع
طبعا رغم صغر سني كنت أستوعب كل ما يدور حولي و الحمد لله ..
و جميع السنوات بالتوالي >> كان الكل يحبني و يحترمني في المدرسة ، فلما أسماء تكون في الطريق الكل يفسح لها المجال لتمر ! غير أنه ذات مرة حدث ما لم يكن في الحسبان (لو أحبتم ان اذكر القصة ، لا بأس .. بشرط ما تضحكوا علي)
ثم انطوت الأيام و بسرعة البرق لأجد نفسي أني اجتزت المرحلة الابتدائية بامتياز و على الصعيد ..
كنت أعلم أني سأخرج من المدرسة بعدها ، كانوا يسألوني لماذا تجتهدين مع أنك ستخرجين من المدرسة لكني عزمت على أن أبقى خالدة و الكل يذكرني حتى لو لم أكن موجودة باسمي و شكلي و إلى الآن إنجازاتي معلقة و كراساتي يُضرب بها المثل في النظافة و التنسيق و الجمال .. و بعد أن حققت ما اصبوا إليه ..
الآن يتسنى لي لبس النقاب و بحرية ،، كنت إذا رأيت من تلبس النقاب أقول لامي سألبس مثل هذه و طبعا لا يخلوا جواب أمي –حفظها الله – من التشجيع و التحفيز
و حانت الحظة الحاسمة ،،،،، تقريبا بعد خروجي من المدرسة صرت منعزلة عن الناس بشكل ملحوظ و لم أعد أحب مخالطتهم أو حتى رأيتهم و الكلام معهم ، كأني صدمت نوعا ما ، و خروجي من البيت لحلقة التجويد فقط ..
و بدأت أمي تعد العدة ، فصلت لي خِمار و اشترت لي سدل ، و الحصة تكون عندي يوم السبت من كل أسبوع و أمي ترافقني حتى خروجي و تراقبني حتى أختفي عن نظرها لتطمئن علي
ذات يوم ، يوم ليس كأي يوم ، مختلف تماما .. كان فيه تغيير عظيم و جميل .. يوم أسجله في التاريخ بمدادي ليضع طابعا من الحياء و الاحتشام و الوقار
انتقبت بثلاث كلمات !!
يا أسماء "خير البر عاجله" فقلت لا و الله لن أخرج بدونه
ترددت هذه الكلمات الثلاث في ذهني :
"خير البر عاجله"
"خير البر عاجله"
"خير البر عاجله"
أصبت بذُهول و شرود لنصف دقيقة ، لأتخذ القرار الأخير ،،
نعم يا أماه
نعم يا أماه
نعم يا أماه
أمي تهل وجها بالبشر و السرور و لبست النقاب و ما أجمله لأخرج به لأول مرة ..
][ أخجلتني تعليقات أبي الغالي ههه ( سأرافقك بنيتي اليوم حتى لا تتعثر قدامك ) لأني في قرارة نفسي أني أرى بوضوح ههههه ،، ماشاء الله تبارك الله ما أجملك بالنقاب ! الله يرضى عليكِ "قبلة" ][
أوصلني أبي لحصتي و طبعا دائما أكون أول من يحضر ، فتحت المعلمة الباب فقالت "آمنة ؟ يعني أنت آمنة ؟ لأنها الوحيدة التي كانت تلبس النقاب في الحصة" لكني لم أجب بقصد احرزي
كنت ظاهرة من حجمي الصغير (لأني اصغر الطالبات)
فقالت و ربما الأصح صَرخت من فرحتها بي حتى اهتز قلبي من مكانه
أسماء !! ثبتك الله ، مبارك لبسك للنقاب
أسعدتني كلمات المدرسة و أفرحت قلبي ..
دخلت و بدأت أفكر في صمت ،، امم ..
فكرت أني أفاجئ الطالبات بلبسي للنقاب ، فأزلته و أخفيته قليلا حتى لا يظهر ، و لما كنت خارجة لبسته فاستغرب الجميع و انهالت علي الدعوات و كنت أشد فرحا بها و لله الحمد و المنة
*********************
و الحمد لله مرت سنة على لبسي للنقاب ، كان عمري حينها 12 سنة
هذه قصتي و الحمد لله أولا و آخر و الفضل لله ثم لوالداي الذان ربياني على الفضيلة و الخلق الحسن منذ نعومة أظافري فجزاهم الله عني كل خير و أدخلهم جنة الفردوس بإذن الله
*********************
و أدعوا كل من لم تنتقب بعد إلى العجالة لتكون درة مصونة عن الأنظار و الهمسات ، فاتركيك أخيتي و حبيبتي طاهرة نقية عفيفة فأنت حفيدة عائشة و فاطمة و خديجة رضي الله عنهم أجمعين