تؤكد كثير من الإحصائيات أن 20% فقط من الأزواج سعداء، أما الباقون فتمضي بهم الحياة بين التعاسة والشكوى والملل والنكد، أو البحث عن السعادة والمتعة خارج إطار الزواج، ومن..
تؤكد كثير من الإحصائيات أن 20% فقط من الأزواج سعداء، أما الباقون فتمضي بهم الحياة بين التعاسة والشكوى والملل والنكد، أو البحث عن السعادة والمتعة خارج إطار الزواج، ومن أهم أسباب الخلافات والتعاسة – كما يشير الدكتور عبد المحسن- الخرس الزوجي أو الملل الذي هو آفة الحياة الزوجية، وهو من الصفات التي تنتاب الإنسان بدوافع نفسية أساسها رغبته في التعرف على الجديد والاستكشاف، ولذا قد يصاب الرجل نتيجة معاشرته للزوجة بالصمت، ومن ضمن أسبابه أيضا الحوار المتكرر بين الزوجين عن مشكلات البيت والأبناء وغلاء المعيشة، وهو ما يؤدي إلى ما يطلق عليه علماء النفس الطلاق الروحي حيث يعيش الزوجان تحت سقف واحد ولكنهما منفصلان نفسيا وعاطفياً، وعلاج هذه الحالة القاتلة يكمن في التجديد والتغيير بحيث يظهر كل منهما بشكل مختلف أمام الآخر كل فترة من الوقت، فيمكن للزوجة مثلا أن تجدد في طريقة ارتداء ملابسها أو تصفيف شعرها أو حتى الموضوعات التي تتحدث عنها، كما أن الزوج عليه ألا يبخل بمشاعره وكلماته الدافئة لأن تأثيرها على المرأة يفوق السحر .
وقد يتصور البعض خاصة النساء أن الالتصاق الشديد بين الزوجين يضمن استمرار الحياة الزوجية، وهذا خطأ لأن الالتصاق الشديد قد يؤدي إلى النفور والملل، فالارتباط الزوجي القائم على قدر كاف من الحرية المسؤولة القائمة على الثقة واحترام الخصوصية هو التأمين الحقيقي للزواج، والمرأة الناجحة هي التي تدرك أن احتياجات الزوج المادية والجسدية والعاطفية تتغير،فهي في سن 25 غيرها في سن 30 غيرها في عمر 40، ويعزو الدكتور يسري عبدالمحسن نسبة 70% إلى 80% من حالات الانحراف خارج مؤسسة الزواج إلى إهمال شريك الحياة أوتقصيره في احتواء الآخر .
النكد الزوجي
مع أن هناك من الزوجات من هي دائمة الشكوى والنواح للفت انتباه الزوج، وقد يصل الأمر بها إلى حد ادعاء أو توهم المرض، فإن هناك أيضاً طائفة من الرجال مصابة على الدوام بالتجهم والكآبة مهما فعلت الزوجة ومهما قدمت من جهد وتضحية، وهؤلاء في الغالب قد تكونت شخصياتهم في ظل أسر دائمة الشجار والمشكلات، وقد يكون هذا الرجل تزوج من امرأة غير راغب فيها، فينفر منها بطريقة لا شعورية، وفي هذه الحالة على الزوجة أن تضفي جوا من الانسجام داخل البيت لتصلح من هذا الوضع السيئ، وعليها أيضاً أن تمد يد العون للزوج في شتى مجالات الحياة، أما إذا كان الزوج من الشخصيات النكدية التي تميل دائماً إلى جو الكآبة والحزن حتى دون أسباب، فينبغي على المرأة أن تتحلى بالصبر وسعة الصدر لمساعدة زوجها في التغلب على أحزانه وهمومه .
وإذا كانت الزوجة هي النكدية فإنها تتصف بعدم المرونة وتتعامل بالعناد لمجرد إثبات الذات، وهي تؤثر بطريقة عميقة على أبنائها الذين يكتسبون هذه الصفات بالتقليد فتظهر عليهم منذ الصغر الميول العصبية وتقلب المزاج وتتأثر أحوالهم الدراسية.
اكتئاب النساء
أصبح من المعروف الآن أن المرأة معرضة للإصابة بمرض الاكتئاب بنسبة مرتفعة عن الرجل، فبعد سن الخمسين كل رجل يصاب بالاكتئاب أمامه ثماني نساء يصبن به أي نسبة 8/1، وتحت سن الخمسين تكون النسبة 3/2، أيضا تصاب المرأة بالاكتئاب لمدة أسبوع قبل الدورة الشهرية وأثناء الحمل، وتوجد نسبة 1% من النساء تعاني من الاكتئاب والاضطراب العقلي بعد الولادة، وهذا معناه أن الرجل في كثير من الأحيان مطالب هو الآخر بالصبر وسعة الصدر في تعامله مع الزوجة، وينصح الدكتور عبدالمحسن الرجل بأن يكون أكثر حذرا في التعامل مع الزوجة وأن يغمرها بالعطف والحنان عند وصولها إلى المرحلة الحرجة في حياتها حيث انقطاع الطمث، لأنها تصاب بكثير من التغيرات الهرمونية والنفسية، وعلى المرأة أن تدرك أنها ليست نهاية العالم ويجب أن تستقبل هذه المرحلة بكبرياء وتهتم بنفسها ومظهرها، فهي قد تتعطل عن الإنجاب ولكن أنوثتها لم تنته.
نساء ذكيات واختيارات حمقاء!
ويشير الدكتور يسري عبدالمحسن إلى أن المرأة الذكية الناجحة ذات حظ قليل من السعادة الزوجية، فهي من ناحية لا تحسن اختيار شريك حياتها على الرغم من نضجها العقلي ورؤيتها الصائبة، حيث يؤكد عالما النفس الأميركيان كونيل كووان وميلفين كندر في كتابهما «نساء ذكيات واختيارات حمقاء» أن المرأة الذكية المتفوقة الصلبة في مظهرها الرقيقة للغاية في داخلها تحلم بالرجل الكامل أو السوبر مان الخارق، وفي أكثر الأحيان يكون الرجل الذي يلفت انتباهها هو السبب في تعاستها ومأساتها، ومن ناحية أخرى فإن الرجل يهرب من المرأة الناجحة لأنه يظن أن تفوقها يكون على حساب اهتمامها بأسرتها، وقد يتصور أنها لابد أن تكون من النوع المتغطرس المسيطر، وهو قد يخترع الأعذار لعدم الاقتران بها، وإذا تزوجها فإنه لا شعوريا يحاول الحط من شأنها فتنشأ بينهما مشكلات لا حصر لها.
حتى تستمر الحياة
ويختتم الدكتور يسري عبد المحسن بحثه القيم بالقول إن خروج المرأة للعمل وتعدد مسؤولياتها وعدم استطاعتها في كثير من الأحيان التوفيق بين مطالب العمل وشؤون الأسرة أصاب الحياة الزوجية بالقلق وعدم الاستقرار، كما أن المرأة أصبحت تميل إلى الإكثار من المشكلات ومنافسة الزوج وخلق أسباب التوتر وهو ما يطلق عليه النكد الزوجي، حيث تتباعد المودة والرحمة ويظهر التمرد والمشاكسة التي تؤدي بالنهاية إلى الانفصال الروحي والعاطفي بين الزوجين .
أما ثاني الأسباب التي تقود إلى انهيار الحياة الزوجية فهو أن كلا من الزوجين يبالغ في تجسيم الآمال والأحلام قبل الزواج، بحيث يتصور أن شريك حياته كامل الأوصاف وليس به عيوب، وهذه الصورة المثالية تهتز بشدة بعد الزواج فيبدأ الإحساس بالفشل، وتحدث الفجوة بين الأحلام والواقع مما يؤدي إلى التباعد والغربة بين الزوجين.
وأخيراً، يجب علينا لبناء حياة ناجحة وموفقة وسعيدة أن نقبل بعض العيوب في شريك الحياة، فكما فرحنا بصفاته الجميلة علينا أن نتحمل ما لا نرضى عنه حتى تستمر الحياة
دايما متجددة
الله يسلمكن كتير