تخطى إلى المحتوى

100 طريقة لكسب قلوب الناس 2024.

كل صاحب هم يتفن فى صيد مايريد …

عاشق المال يتفن فى جمعه وتنميته ويحرص علي تعلم مهارات التجارة والربح، القنوات الفضائية تتفن فى اصطياد الناس بتنويع البرامج و اختيار الأساليب المتجددة وتدريب مقدمي البرامج علي مهارات تجذب الناس لمتابعتها وقل مثل ذلك فى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة ومثله مروج البضائع المختلفه سواء كانت حلالاً أو حراماً كلهم يحرصون علي إتقان المهارات التي تفيدهم فى مجالهم الذي يحبونه ..

وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه وأساليبه هب أنك دخلت مجلساً فيه أربعون رجلاً فمررت بالناس تصافحهم ..لك أي

فالأول :- مدت يدك إليه مسلماً فناولك طرف يده وقال برود : أهلا أهلا ..

والثاني :- كان مشغولاً بحديث جانبي فجأته بالسلام فرد برود أيضاً وصافحك دون أن ينظر إليك ..

والثالث :- كان يتحدث بهاتفه فمد يده إليك دون أن يتلفظ بكلمة ترحيب أو يبدي لك أي إهتمام ..

أما الرابع :- فلما رآك مقبلاً قام مستعداً للسلام .. فلما التقت عينك بعينه ابتسم واظهر البشاشة بلقياك وصاحفك بحرارة واحتفي بقدومك وأنت لا تعرفه ولا يعرفك

ثم أكملت سلامك علي الناس ، وجلست بالله عليك .! ألا تشعر أن قلبك ينجذب نحو ذلك الشخص .؟

بلي ينجذب إليه و أنت لا تعرفه ولا تدري اسمه ولا تعلم وظيفته ولا مركزه .. ومع ذلك استطاع أن يسلب قلبك لا بماله ولا بمنصبه ولا بحسبه ولا نسبه وإنما بمهارات تعامله ..

إذن القلوب لاتكسب بالقوة ولا بالمال ولا بالجمال ولا بالوظيفة وإنما تكسب بأقل من ذلك وأسهل ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها ..

أذكر أن أحد طلابي في الكلية أصيب بمرض نفسي وكان نوعاً صعباً من الإكتئاب كان والده ظابطاً يشغل منصباً عالياً جاء مراراً إلي الكلية وقابلني وتعاونا علي علاج ابنه ..

كنت أذهب إلي بيتهم أحياناً فأراه قصراً منيفاً وأري مجلس الأب مليئاً بالضيوف لا تكاد تجد فيه مكاناً كنت أعجب من محبه الناس إلي هذا الرجل وإقبالهم عليه ..

مضت ست سنوات وتقاعد الأب من ذهبت إليه زائراً .. دخلت القصر ثم دلفت إلي المجلس وفيه أكثر من خمسين كرسياً فلم أر في المجلس إلا الرجل يتابع برنامجاً فى التلفاز وخادماً يخدمه بالقهوة والشاي
جلست معه قليلاً فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لما كان فى وظيفته وحاله الآن ..

ما الذي كان يجمع الناس فيما مضي .؟ ما الذي كان يجعلهم يتجمعون عليه مؤانسين متحبين .؟!

أدركت عندها أن الرجل لم يكسب الناس بأخلاقه ولطفه وحسنه تعامله وإنما كسبهم بمنصبه وجاهته وسعة علاقاته .. فلما زال المنصب زالت معه المحبة ..

فخذ من صاحبنا درساً وتعامل مع الناس بمهارات تجعلهم يحبونك لشخصك يحبون أحاديثك وأبتسامتك ورفقك وحسن معشرك يحبون تغاضيك عن أخطائهم وقوفك معهم فى مصائبهم لا تجعل قلوبهم معلقه بكرسيك وجيبك …

الذي يوفر لأولاده وزوجته المال والطعام والشراب لم يكسب قلوبهم إنما كسب بطونهم والذي يغدق علي أهله الأموال مع سوء التعامل لم يكسب قلوبهم إنما كسب جيوبهم ..

لذلك لا تستغرب إذا وجدت شاباً تقع له مشكلة فيشكوها إلي صديق أو إمام مسجد أو مدرس ويترك أباه لأن الأب لم يكسب قلبه ولم يحطم الأسوار بينهما بينما كسب هذا القلب المدرس أو الصديق وربما كسبه عدو حاقد .!!

وأمر آخر مهم .. ألا تلاحظ مع أن بعض الناس إذا دخل مجلساً مزدحماً وجعل يتلفت باحثاً عن مكان يجلس فيه رأيت الجالسين يتسابقون عليه كل يناديه ليجلس بجانبه .!! لماذا .؟!!

هل دعيب يوما إلي عشاء وكان بنظام البوفيه المفتوح بحيث أن كل شخصاً ياخذ طعامه فى طبق ويجلس علي إحدي الطاولات الدائرية ألم تر بعض الناس ما إن يملاً طبقه بالطعام حتي يتهافت عدد من الناس يشيرون إليه بوجود مكان فارغ ليجلس معهم ..

بينما آخر يملاً طبقه بالطعام ويتلفت ولا أحد يناديه أو يقبل عليه حتي تسوقه قدماه إلي إحدي الطاولات ..

– لماذا حرص الناس علي الأول دون الثاني .؟ !

ألا تشعر أن بعض الناس عليه القلوب أينما كان وكأن في يده مغناطيسياً يجذبها به جذباً .!!

عجباً كيف استطاع هؤلاء جميعاً كسب الناس .؟ إنها طرق ذكية يستطيع بها الشخص أن يصيد بها القلوب ..

قرٍأرٍ

قدرتنا علي أسر قلوب الآخرين وكسب محبتهم الصادقة تمنحنا جانباً كبيراً من المتعة بالحياة

يتبع بإذن الله …..

أحسن آ‘لنية … لوٍجه الله

جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الأشخاص وعشت معهم سنين ولا أذكر أني رأيت منهم إبتسامة بل وحتي بضحك علي طرفة أو تفاعل مع متحدث كنت أظن أنهم نشئوا هكذا ولا يستطيعون غيره .. ثم تفاجأت برؤيتهم فى مواطن معينة ومع بعض الناس من الأغنياء وأصحاب النفوذ تحديداً يحسنون الضحك والتلطف فأدركت أنهم ما يفعلون ذلك إلا لمصلحة فيفوتهم بذلك أجر عظيم إذ إن المؤمن يتعبد لله تعالي بأخلاقه ومهارات تعامله مع جميع الناس ، لا لأجل منصب أو مال ، ولا لأجل أن يمدحه الناس ولا لأجل أن يزوج أو يسلف مالاً .. و إنما ليحبه الله ويحبه إلي خلقه ..من إعتبر حسن الخلق عبادة صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني والفقير والمدير والفراش لو مررت يوماً بعامل مسكين يكنس الشارع ومد يده إليك مصافحاً .؟ و دخلت يوماً آخر علي مسئول كبير فمد يده هل هما متساويان فى إحتفائك بهما وتبسمك وبشاشتك .؟ لا أدري .!!

أما رسول الله صلي الله عليه وسلم فكانا عنده متساوين فى الإحتفاء والنصح والشفقة ومايدريك لعل من تزدريه وتكبر عليه يكون عند الله خيراً من ملء الأرض من مثل الذي تكرمه وتقبل عليه ..

قال صلي الله عليه وسلم :" إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً " ..

وقال صلي الله عليه وسلم للأشج بن عبد قيس :" إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله " ..

فما هما الخصلتين : قيام الليل وصيام النهار .؟! استبشر الأشج رضي الله عنه وقال : " ماهما يارسول الله صلي الله عليه وسلم .؟ فقال عليه الصلاة والسلام :"الحلم ..والأناة" رواه أحمد ومسلم .. وسئل صلي الله عليه وسلم عن البر .؟ فقال :" البر حسن الخلق " رواه مسلم ..وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنه .. ؟ فقال :" تقوي الله وحسن الخلق " ..رواه الترمذي صحيح .. وقال صلي الله عليه وسلم :" أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ويؤلف " ..رواه الترمذي صحيح ..

وقال صلي الله عليه وسلم :" ما من شئ أثقل فى الميزان من حسن الخلق " .. رواه أبو داود صحيح ..

وقال صلي الله عليه وسلم :" إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار " .. رواه الترمذي صحيح ..

ومن حسن خلقه ربح فى الدارين .. وإن شئت فأنظر إلي أم سلمة رضي الله عنها وقد جلست مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فتذكرت الآخرة وما أعد الله فيها ..فقالت : يارسول الله .. المرأة يكون لها زوجان فى الدنيا فإذا مات وماتا ودخلوا جميعاً الجنة ..فلمن تكون .؟ فماذا قال .؟ تكون لأطولهما قياماً .؟ أم لأكثرهما صياماً .؟ أم لأوسعهما علماً .؟ ..، كلا وإنما قال :" تكون لأحسنهما خلقاً " ..فعجبت أم سلمة ،فلما رأي دهشتها قال عليه الصلاة والسلام :" يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة " ..

نعم ذهب بخيري الدنيا والآخرة فهو ما يكون له من محبة فى قلوب الخلق ..وأما خير الآخرة فهو مايكون له من الأجر العظيم ومهما أكثر الناس من الأعمال الصالحات .. فإنها تفسد عليه إذا كان سيئ الخلق ..

ذُكر للنبي صلي الله عليه وسلم حال إمرأة وذُكر له أنها تصلي وتصوم وتصدق وتفعل لكنها تؤذي جيرانها بلسانها يعني سيئة الخلق .. فقال صلي الله عليه وسلم :" فهي فى النار " ..

وقد كان للنبي صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنه فى كل خلق حميد .. كان أكرم الناس وأشجعهم وأحلمهم كان أشد حياءً من العذراء فى خدرها ..كان اميناً صادقاً ..يشهد له الكفار بذلك قبل المؤمنين ..والفساق قبل الصالحين ..

حتي قالت خديجة – رضي الله عنها – أول مانزل عليه الوحي لما رأت تغير حاله قالت : والله لا يخزيك الله أبداً ..لماذا .؟ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق وتصدق الحديث وتؤدي الأمانه ..

بل أثني الله عليه ثناءً تتلوه إلي يوم القيامة فقال .." وإنك لعلي خلق عظيم "

وكان صلي الله عليه وسلم خلقه القرآن ..نعم خلقه القرآن فإذا قرأ :" وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " أحسن .. نعم أحسن إلي الكبير والصغير والغني والفقير ، إلي شرفاء الناس وضائعهم وكبارهم وصغارهم وإذا سمع قول الله :" فأعفوا وافصحوا " عفا وصفح .. وإذا تلا :" وقولوا للناء حسناً " تكلم بأحسن الكلام ..

فما دام أنه صلي الله عليه وسلم قدوتنا .. ومنهجه منهجنا .. تأمل حياته صلي الله عليه وسلم كيف كان يتعامل مع الناس كيف كان يعالج أخطاءهم .. ويتحمل أذاهم .. كيف كان يتعب لراحتهم وينصب لدعوتهم ..

فيوماً تراه يسعي فى حاجة مسكين ويوماً يفصل خصومة بين المؤمنين .. ويوماً يدعو الكافرين .. حتي كبرت سنة و رق عظمه ووصفت عائشة حاله فقالت : كان أكثر صلاة النبي صلي الله عليه وسلم بعدما كبر جالساً .. لماذا .؟ بعدما حطمه الناس نعم حطمه الناس ..

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت فى مرادها الأجسام

بل بلغ من حرصه صلي الله عليه وسلم علي الخلق الحسن ..أنه كان يدعو الله فيقول :" اللهم كما أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي " .. رواه أحمد صحيح

وكان يقول :" اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت " رواه مسلم

فنحن نحتاج إلي أن نقتدي به صلي الله عليه وسلم فى أخلاقه .. مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة الإسلام " ..

_ إشارٍة :- أحسن النية لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلي الله ..

يتبع بإذن الله ………..

إستعمل آ‘لطعم آ‘لمناسب

الناس بطبيعتهم يتفقون فى أشياء كلهم يحبونها ويفرحون بها ، ويتفقون فى أشياء أخري كلهم يكرهونها ويختلفون فى أشياء منهم من يفرح بها ومنهم من يستثقلها فكل الناس يحبون التبسم فى وجوههم ويكرهون العبوس والكآبة لكنهم إلي جانب ذلك منهم من يحب المرح والمزاح- ومنهم من يستقله ومنهم من يحب أن يزوره الناس ويدعونه ومنهم الإنطوائي ومنهم من يحب الأحاديث وكثرة الكلام ومنهم من يبغض ذلك وكل واحد فى الغالب يرتاح لمن وافق طباعه فلماذا لا توافق طباع الجميع عند مجالستهم وتعامل كل واحد بما يصلح له ليرتاح إليك …

ذكروا أن رجلا ً رأي صقراً بجانب غراب !! فعجب .. كيف يطير ملك الطيور مع غراب !! فجزم أن بينهما شيئاً مشتركاً دعلهما يتوافقان فجعل يتبعهما بصره حتي تعبا من الطيران فحطا علي الأرض فإذا كلاهما أعرج .!!

فإذا علم الولد أن أباه يؤثر السكوت ولا يحب كثرة الكلام فليتعامل معه بمثل ذلك ليحبه ويأنس بقربه وإذا علمت الزوجة أن زوجها يحب المزاح فلتمازحه .

فإن علمت أنه ضد ذلك فلتجنب وقل مثل ذلك عن تعامل الشخص مع زملائه أو جيرانه أو إخوانه لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم طبائع لست تحصيهن ألوان ..

أذكر أن عجوزا ً صالحة وهي أم لأحد الأصدقاء كانت تمدح أحد أولادها كثيراً وترتاح إذا زارها أو تحدث معها مع أن بقية أولادها يبرونها بها ويحسنون إليها لكن قلبها مقبل علي ذلك الولد كنت أبحث عن السر حتي جلست معه مرة فسألته عن ذلك فقال لي : المشكلة أن إخواني لا يعرفون طبيعة أمي فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلاء .. فقلت له مداعباً : وهل إكتشفت معاليكم طبيعتها .؟ ضحك صاحبي وقال : نعم سأخبرك بالسر .. أمي كبقية العجائز تحب الحديث حول النساء وأخبار من تزوجت وطلقت وكم عدد أبناء فلانة وأيهم اكبر ومتي تزوج فلان فلانة .؟ وما إسم أول أولادهما إلي غير ذلك من الأحاديث التي أعتبرها أنا غير مفيدة لكنها تجد سعادتها فى تكرارها وتشعر بقيمة المعلومات التي تذكرها لأننا لن نقرأها فى كتاب ولن نسمعها فى شريط ولا تجدها قطعاً علي الإنترنت !!

فتشعر أمي وأنا أسألها عنها أنها تأتي بما لم يأت به الأولون فتفرح وتنبسط فإذا جالستها حركت فيها هذلونها بأخباه المواضيع فابتهجت ومضي الوقت وهي تتحدث وإخواني لا يتحملون سماع هذه الأخبار فيشغلونها بأخبار تهمها وبالتالي تستثقل مجلسهم وتفرح بي !! هذا كل ما هنالك …

نعم .. أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك وماذا يحب وماذا يكره استطعت أن تأسر قلبه ومن تأمل فى تعامل النبي صلي الله عليه وسلم مع الناس وجد أنه كان يعامل كل شخص بما يتناسب مع طبيعته فى تعامله مع زوجاته كان يعامل كل واحدة بالأسلوب الذي يصلح لها ..

عائشة رضي الله عنها كانت شخصيتها انفتاحيه فكان يمزح معها ويلاطفها ذهبت معه مرة فى سفر فلما قفلوا راجعين واقتربوا من المدينة قال صلي الله عليه وسلم للناس :" تقدموا عنا "..فتقدم الناس عنه حتي بقي مع عائشة وكانت جارية حديثة السن نشيطة البدن فالتفت إليها وقال :" تعالي حتي أسابقك " ..فسابقته وركضت وركضت حتي سبقته ..

وبعدها بزمان خرجت معه فى سفر بعدما كبرت وسمنت وحملت اللحم وبدنت فقال صلي الله عليه وسلم للناس :" تقدموا " فتقدموا ..ثم قال لعائشة :" تعالي حتي أسابقك " ..فسابقته فسبقها فلما رأي ذلك جعل يمازحها ويضرب بين كتفيها ويقول :" هذه بتلك .. هذه بتلك " ..

بينما كان يتعامل مع خديجة رضي الله عنها تعاملاً آخر فقد كانت تكبره فى السن بخمسة عشرة سنه حتي مع أصحابه كان يراعي ذلك فلم يلبس أبا هريرة عباءة خالد ولم يعامل أبا بكر كما يعامل طلحة وكان يتعامل مع عمر تعاملاً خاصة ويسند إليه أشياء ات يسندها إلي غيره ..

انظر إليه صلي الله عليه وسلم وقد خرج مع أصحابه إلي بدر فلما سمع بخروج قريش عرف أن رجالاً من قريش سيحضرون إلي ساحة المعركة كرهاً ولن يقع منهم قتال علي المسلمين ..

فقام صلي الله عليه وسلم في أصحابه وقال :" إني قد عرفت رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله من لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله ، ومن لقي العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلي الله عليه وسلم فلا يقتله فإنه إنما خرج مستكرهاً " ..

وقيل : إن العباس كان مسلماً يكتم إسلامه وينقل أخبار قريش إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلم يحب النبي صلي الله عليه وسلم أن يقتله المسلمون ولم يحب كذلك أن يظهر أمر إسلامه كانت هذه المعركة أو معركة تقوم بين الفريقين المسلمين وكفار قريش وكانت نفوس المسلمين مشدودة فهم لم يستعدوا لقتال وسيقاتلون أقرباء وابناء وآباء وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يمنعهم من قتل البعض ..

وكان عتبه بن ربيعة من كبار كفار قريش .. ومن قادة الحرب وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبه بن ربيعه مع المسلمين فلم يصبر أبو حذيفة ..

بل قال : أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس !! والله لئن لقيته لألحمنه = أو لألجمنه بالسيف فبلغت كلمته رسول الله صلي الله عليه وسلم فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام فإذا حوله اكثر من ثلاثمائة بطل .

فوجه نظره فوراً إلي عمر ولم يلتفت إلي غيره وقال : يا أبا حفص :" أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف .؟! " قال عمر : والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم بأبي حفص وكان عمر رهن إشارة النبي صلي الله عليه وسلم ويعلم أنهم فى ساحة قتال لا مجال فيها للتاسهل فى التعامل مع من يخالف أمر القائد أو يعترض أمام الجيش فاختار عمر حلاً صارماً فقال : يارسول الله صلي الله عليه وسلم دعني فلأضرب عنقه بالسيف فمنعه النبي صلي الله عليه وسلم ورأي أن هذا التهديد كافٍ في تهدئة الوضع ..

كان أبو حذيفة رضي الله عنه رجلاً صالحاً .. فكان بعدها يقول : ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفاً إلا أن تكفرها عني الشهادة فقتل يوم اليمامة شهيداً رضي الله عنه …

هذا عمر رضي الله عنه كان صلي الله عليه وسلم يعلم بنوع الأعمال التي يسندها إليه فليس الأمر متعلقاً بجميع صدقات .. ولا بإصلاح متخاصمين ولا بتعليم جاهل وإنما هم فى ساحة قتال فكانت الحاجة إلي الرجل الحازم المهيب أكثر منها إلي غيره لذا اختار عمر واستثاره :" أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف .؟" ..

وفى موقف آخر يقبل النبي صلي الله عليه وسلم علي خيبر ويقاتل أهلها قتالاً يسيراً ثم يصالحهم ويدخلها واشترط عليهم ألا يكتموا شيئاً من الأموال يغيبوا شيئاً ولا يخبئوا ذهباً ولا فضة بل يظهرون ذلك كله ويحكم فيه وتوعدهم إن كتموا شيئاً أن لا ذمة لهم ولا عهد ..

وكان حي بن أخطب من رءوسهم وكان جاء من المدينة بجلد تيس مدبوغ ومخيط ومملوء ذهباً وحلياً .. وقد مات حي وترك المال فخبئوه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال صلي الله عليه وسلم لعم حي بن أخطب :" ما فعل مسك حي الذي جاء به من النضير .؟" أي الجلد المملوء ذهباً ..

فقال : أذهبته النفقات والحروب فتفكر صلي الله عليه وسلم فى الجواب فإذا موت حي قريب والمال كثير ولم تقع حروب قريبة تضطرهم إلي إنفاقه ، فقال صلي الله عليه وسلم :" العهد قريب والمال أكثر من ذلك " فقال اليهودي : المال والحلي قد ذهب كله فعلم النبي صلي الله عليه وسلم أنه يكذب فنظر صلي الله عليه وسلم إلي أصحابه فإذا هم كثير بين يديه وكلهم رهن إشارته فالتفت إلي الزبير بن العوام وقال :" يازبير .! مسه بعذاب " فأقبل إليه الزبير متوقداً فانتفض اليهودي وعلم أن الأمر جد فقال : قد رأيت حياً يطوف فى خربة هاهنا وأشار إلي بيت قديم خراب ..فذهبوا فطافوا فوجدوا المال مخبئاً فى الخربة ..

هذا فى حاله صلي الله عليه وسلم مع الزبير .. يعطي القوس باريها ..

وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض علي هذا الأساس ..

لما مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم مرض الموت واشتد عليه الوجع لم يستطع القيام ليصلي بالناس فقال صلي الله عليه وسلم وهو علي فراشه :" مروا أبا بكر فليصل بالناس " . وكان أبو بكر رجلاً رقيقاً وهو صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم فى حياته وبعد مماته وهو صديقه فى الجاهلية والإسلام وهو أبو زوجة النبي صلي الله عليه وسلم عائشة وهو كان يحمل فى صدره جبلاً من الحزن بسبب مرض النبي صلي الله عليه وسلم فلما أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس قال بعض الحاضرين عند النبي صلي الله عليه وسلم أن أبا بكر رجل أسيف أي رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس أي : من شدة التأثر والبكاء خاصة فى هذا الموطن لكنه صلي الله عليه وسلم كان يشير إلي أحقية أبي بكر بالخلافة من بعده يعني : إذا أنا غير موجود فأبو بكر يتولي المسئولية .. فأعاد صلي الله عليه وسلم الأمر : مروا أبا بكر ، فليصل بالناس . حتي صلي أبو بكر ومع رقة أبي بكر إلا أنه كان ذا هيبة وله حدة غضب أحياناً تكسوه جلالاً ..

وكان رقيق دربه عمر رضي الله عنه يراعي ذلك منه انظر إليهم جميعاً رضي الله عنهم وقد اتمعوا فى شقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم ليتفقوا علي خليفة اجتمع المهاجرون والأنصار وانطلق عمر إلي أبي بكر واصطحبا إلي السقيفة ..

قال عمر : فأتيناهم علي سقيفة بني ساعدة فلما جلسنا تشهد خطيب الأنصار وأنثي علي الله بما هو له أهل ، ثم قال : أما بعد ; فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وانتم يامعشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومك وإذا هم يريدون أن يجتازونا من أصلنا ويغضبونا الأمر ..

فلما سكت أردت وقد زورت فى نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر .. وكنت أداري منه بعض الحدة ..

فقال أبو بكر : علي رسلك ياعمر .. فكرهت أن أغضبه ..

فتكلم وهو كان اعلم مني وأوقر فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها فى بديهته أو قال مثلها أو أفضل منها حتي سكت ..

قال أبو بكر : أما ما ذكرتم فيكم خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم .

وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا .

ولم أكره شيئاً مما قاله غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلي إثم أحب إلي من ان أتأمر علي قوم فيهم أبو بكر .

سكت الناس .. فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يامعشر قريش .

قال عمر : فكثر الغلط وارتفعت الأصوات حتي تخوفت الإختلاف .

فقلت : أبسط يديك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته ثم بايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ..

نعم .. كل واحد من الناس له مفتاح تستطيع به فتح أبواب قلبه وكسب محبته والتأثير عليه وهذا تلاحظه فى حياة الناس ..

أفلم تسمع زملاء عملك يوماً يقولون : المدير مفتاحه فلان إذا أردتم شيئاً فاجعلوا فلاناً يطلبه لكم أو يقنع المدير به ..

فلماذا لا تجعل مهاراتك مفاتيح لقلوب الناس فتكون رأساً لا ذيلاً .؟! نعم كن متميزاً وابحث عن مفتاح قلب أمك و أبيك وزوجتك ولدك أعرف مفتاح قلب مديرك فى العمل زملائك ومعرفة هذه المفاتيح تفيدنا حتي فى جعلهم يتقبلون النصح الذي يصدر منا لهم إذا أحسنا تقدير هذا النصح بأسلوب مناسب فهم ليسوا سواء فى طريقة النصح بل حتي فى إنكار الخطأ إذا وقع منهم ..

وانظر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد جلس يوماً فى مجلسه المبارك يحدث أصحابه فبينما هم علي ذلك فإذا برجل يدخل الي المسجد يتلفت يميناً ويساراً .. فبدل أن يأتي ويجلس فى حلقة النبي صلي الله عليه وسلم توجه إلي زاوية من زوايا المسجد .. ثم جعل يحرك إزاره !! عجباً !! ماذا سيفعل ؟!

رفع طرف إزاره من الأمام ثم جلس بكل هدوء .. يبول .!!

عجب الصحابة وثاروا يبول فى المسجد !! وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليه والنبي صلي الله عليه وسلم يهدئهم ويسكن غضبهم ويردد :" لا تزرموه " لا تعجلوا عليه .. لا تقطعوا عليه بوله والصحابة يلتفتون إليه .. وهو لعله لم يدر عنهم لا يزال يبول ..

والنبي صلي الله عليه وسلم يري هذا المنظر .. بول فى المسجد .. ويهدئ أصحابه !! آآآه ما أحلمه !! حتي إذا انتهي الأعرابي من بوله وقام يشد علي وسطه إزاره دعاه النبي صلي الله عليه وسلم بكل رفق أقبل يمشي حتي إذا وقف بين يديه ..

قال له صلي الله عليه وسلم بكل رفق :" إن هذه المساجد لم تبن لهذا وإنما بنيت للصلاة وقراءة القرآن " ..انتهي .. نصيحة بإختصار فهم الرجل ذلك ومضي فلما جاء وقت الصلاة أقبل ذلك الإعرابي وصلي معهم ..

كبر النبي صلي الله عليه وسلم بأصحابه مصلياً فقرأ ثم ركع .. فلما رفع النبي صلي الله عليه وسلم من ركوعه قال :" سمع الله لمن حمده "

فقال المأمومون : ربنا ولك الحمد .. إلا هذا الرجل قالها وزاد بعدها : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً !! وسمعه النبي صلي الله عليه وسلم فلما انتهت الصلاة التفت صلي الله عليه وسلم وسألهم عن القائل فأشاروا إليه فناداه النبي صلي الله عليه وسلم فلما وقف بين يديه فإذا هو الأعرابي نفسه وقد تمكن حب النبي صلي الله عليه وسلم من قلبه حتي ود لو أن الرحمة تصيبهما دون غيرهما ..فقال له النبي صلي الله عليه وسلم معلماً :" لقد تحجرت واسعاً ..!! " أي : أن رحمة الله تعالي تسعنا جميعاً وتسع الناس فلا تضيقها علي وعليك فانظر كيف ملك عليه قلبه .. لانه عرف كيف يتصرف معه فهو أعرابي أقبل من باديته لم يبلغ من العلم رتبة أبي بكر وعمر ولا معاذ وعمار فلا يؤاخذ كغيره .

وإن شئت فانظر أيضاً إلي معاوية بن الحكم رضي الله عنه كان من عامة الصحابة لم يكن يسكن المدينة ولم يكن مجالساً للنبي صلي الله عليه وسلم وإنما كان له غنم فى الصحراء يتبع بها الخضراء ..أقبل معاوية يوماً إلي المدينة فدخل المسجد وجلس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه فسمعه يتكلم عن العطاس ..

وكان مما علم أصحابه أن إذا سمع المسلم أخاه عطس .. فحمد الله فإنه يقول له : يرحمك الله .. حفظها معاوية .. وذهب بها .. وبعد أيام جاء إلي المدينة فى حاجة .. فدخل المسجد فإذا النبي عليه الصلاة والسلام يصلي بأصحابه .. فدخل معهم فى الصلاة ..

فبينما علي ذلك إذ عطس رجل من المصلين فما كاد يحمج الله حتي تذكر معاوية أنه تعلم أن المسلم إذا عطس، فقال : الحمدلله .. فإن أخاه يقول له : يرحمك الله .. فبادر معاوية العاطس قائلاً بصوت عالٍ : يرحمك الله .!!

فاضطرب المصلون وجعلوا يتلفتون إليه منكرين فلما رأي دهشتهم اضطرب وقال : واثكل أمياه !! ما شأنكم تنظرون إلي .؟

فجعلوا يضربون بأيديهم علي أفخاذهم ليسكت فلما رآهم يصمتونه صمت فلما انتهت الصلاة التفت صلي الله عليه وسلم إلي الناس وقد سمع جلبتهم وأصواتهم وسمع صوت من تكلم ..

لكنه صوت جديد لم يعتد عليه فلم يعرفه فسألهم :" من المتكلم " فأشاروا إلي معاوية .. فدعاه النبي صلي الله عليه وسلم إليه فأقبل عليه معاوية فزعاً لا يدري بماذا سيستقبله وهو الذي أشغلهم فى صلاتهم وقطع عليهم خشوعهم .

قال معاوية رضي الله عنه فبأبي هو وامي صلي الله عليه وسلم والله ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ..

وإنما قال :" يامعاوية إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " انتهي نصيحة بإختصار ..

فهمها معاوية ثم ارتاحت نفسه واطمأن قلبه فجعل يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن خواص أموره فقال : يارسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالاً يأتون الكهان "وهم الذين يدعون علم الغيب "..يعني : فيسألهم عن الغيب .. فقال صلي الله عليه وسلم :" فلا تأتهم يعني : لأنك مسلم والغيب لا يعلمه إلا الله " قال معاوية : ومنا رجال يتطيرون " أي : يتشاءمون بالنظر إلي الطير " فقال صلي الله عليه وسلم :" ذلك شئ يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم " أي : لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم .. فإن ذلك لا يؤثر نفعاً ولا ضراً .

هذا تعامله صلي الله عليه وسلم مع أعرابي بال فى المسجد ورجل تكلم فى الصلاة عاملهم مراعياً أحوالهم .. لأن الخطأ من مثلهم لا يستغرب ..

أما معاذ بن جبل رضي الله عنه فقد كان أقرب الصحابة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن أكثرهم حرصاً علي طلب العلم ..

فكان تعامل النبي صلي الله عليه وسلم مع أخطائه مختلفاً عن تعامله مع أخطاء غيره كان معاذ يصلي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم العشاء ثم يرجع فيصلي بقومه العشاء إماماً بهم فى مسجدهم .. فتكون الصلاة له نافلة ولهم فريضة ..

رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكبر مصلياً بهم .. أقبل فتي من قومه ودخل معه فى الصلاة فلما أتم معاذ الفاتحة قال :"ولا الضالين " .. فقالوا : آمين ثم افتتح معاذ سورة البقرة !!كان الناس فى تلك الأيام يتعبون فى العمل فى مزارعهم ورعي دوابهم طوال النهار .. ثم لا يكادون يصلون العشاء حتي يأون إلي فرشهم ..

هذا الشاب وقف فى الصلاة ومعاذ يقرأ ويقرأ فلما طالت الصلاة علي الفتي اتم صلاته وحده وخرج من المسجد وانطلق إلي بيته ..

انتهي معاذ من الصلاة ..فقال له بعض القوم : يامعاذ فلان دخل معنا فى الصلاة ثم خرج منها لما أطلت فغضب معاذ وقال : إن هذا به نفاق لأخبرن الرسول صلي الله عليه وسلم بالذي صنع ..

فأبلغوا ذلك الشاب بكلام معاذ فقال الفتي : وأنا لأخبرن رسول الله صلي الله عليه وسلم بالذي صنع .. فغدوا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتي ..

فقال الفتي: يارسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطيل علينا الصلاة والله يارسول الله إنا لنتاخر عن صلاة العشاء مما يطول بنا معاذ ..

فسأل النبي صلي الله عليه وسلم معاذاً :" ماذا تقرأ .؟!" فإذا بمعاذ يخبره أنه يقرأ بالبقرة وجعل يعدد السور الطوال فغضب النبي صلي الله عليه وسلم لما علم أن الناس يتأخرون عن الصلاة بسبب الإطالة .. وكيف صارت الصلاة تقيلة عليهم فالتفت إلي معاذ وقال :" أفتان أنت يامعاذ .؟!" يعني تريد أن تفتن الناس وتبغضهم فى دينهم . اقرأ ب " السماء والطارق " " والسماء ذات البروج " " والشمس وضحاها" والليل إذا يغشي " ثم التفت صلي الله عليه وسلم إلي الفتي وقال له متلطفاً :"كيف تصنع أنت يابن أخي إذا صليت.؟ " قال : اقرأ ب " فاتحة الكتاب " وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار ..

ثم تذكر الفتي أنه يري النبي صلي الله عليه وسلم يدعو ويكثر ويري معاذاً كذلك فقال فى آخر كلامه : وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ .. أي : دعاؤكما الطويل لا أعرف مثله !! ..

فقال صلي الله عليه وسلم :" إني ومعاذ حول هاتين ندندن " يعني : دعاؤنا هو فيما تدعو به حول الجنة والنار …

كان الشاب متأثراً من اتهام معاذ له بالنفاق ، فقال : ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد أتوا ما أصنع ، يعني : فى الجهاد فى سبيل الله سيتبين لمعاذ إيماني وهو الذي يصفني بالنفاق ..!!

فما لبثوا اياماً حتي قامت معركة فقاتل فيها الشاب فاستشهد رضي الله عنه فلما علم به صلي الله عليه وسلم قال لمعاذ :" ما فعل خصمي وخصمك .؟ " ..يعني : الذي اتهمته يامعاذ بالنفاق قال معاذ : يارسول الله صدق الله وكذبت لقد استشهد ..

فتأمل الفرق فى طبائع الرجال ومقاماتهم وكيف أدي إلي إختلف تعامل النبي صلي الله معهم بل انظر إلي تعامله صلي الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد وهو حبيب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد تربي في بيته ..بعث النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه إلي الحرقات من قبيلة جهينة وكان أسامة بن زيد رضي الله عنهما من ضمن المقاتلين بالجيش

ابتدأ القتال فى الصباح انتصر المسلمون وهرب مقاتلو العدو كان من بين جيش العدو رجل يقاتل فلما رأي أصحابه منهزمين ألقي سلاحه وهرب فلحقه أسامه بن زيد ومعه رجل من الأنصار ركض الرجل وركضوا خلفه وهو يشتد فزعاً حتي عرضت لهم شجرة فاحتمي الرجل بها ..

فأحاط به أسامة والأنصاري ورفعا عليه السيف فلما رأي الرجل السيفين يلتمعان فوق رأسه واحس الموت يهجم عليه انتفض وجعل يجمع ماتبقي من ريقه فى فمه ويردد فزعاً : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله تحير الأنصاري وأسامة هل أسلم الرجل فعلا أم أنها حيلة افتعلها كانوا فى ساحة قتال والأمور مضطربة يتلفتون حولهم فلا يرون إلا أجساداً ممزقة وأيدي مقطعه قد اختلط بعضها بعض الدماء تسيل النفوس ترتجف الرجل بين أيديهما ينظر إليه لابد من الإسراع باتخاذ القرار ..في أي لحظة قد يأتي سهم طائش أو غير طائش فيريديهما قتيلين ..

لم يكن هناك مجال للتفكير الهادئ فأما الأنصاري فكف سيفه وأما أسامة فظن أنها حيلة فضربه بالسيف حتي قتله عادوا إلي المدينة تداعب قلوبهم نشوة الإنتصار ..

وقف أسامة بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم وحكي له قصة المعركة واخبره بخبر الرجل وما كان منه ..

كانت قصة المعركة تحكي انتصاراً للمسلين وكان صلي الله عليه وسلم يستمع مبتهجاً لكن أسامة قال : ثم قتلته ..

فتغير النبي صلي الله عليه وسلم .. وقال " لا إله إلا الله .. ثم قتلته " .؟!

قال : يارسول الله لم يقلها من قبل نفسه إنما قالها فرقاً من السلاح ..

فقال صلي الله عليه وسلم : لا إله إلا لله ثم قتلته .؟! هلا شققت عن قلبه حتي تعلم أنه إنما قالها فرقاً من السلاح " ..

وجعل يحد بصره إلي أسامه ويكرر : قال لا إله إلا الله ثم قتلته .؟ قال : لا إله إلا الله .. ثم قتلته .؟ .! ثم قتلته .؟! كيف لك ب لا إله إلا الله إذا جاءت تحاجك يوم القيامة .؟

ومازال صلي الله عليه وسلم يكرر ذلك علي أسامة

قال أسامة : فما زال يكررها علي حتي ودت أني لم أكن أسلمت إلا يؤمئذ …

– رٍرٍرٍأي :- لا تحسب الناس نوعاً واحداً …فلهم طبائع لست تحصيهن ألواناً ..

يتبع بإذن الله ……

إختارٍ آ‘لكلام آ‘لمناسب

يتبع ما سبق أيضاً طريقة الكلام مع الناس ونوعية الأحاديث التي تثار معهم فإذا جلست مع أحد فأثر الأحاديث المناسبة له .. وهذا من طبيعه البشر ..

فالأحاديث التي تثيرها مع شاب تختلف عن الأحاديث مع الشيخ ومع العالم تختلف عن الجاهل ومع الزوجة تختلف عن الأخت لا أعني الاختلاف التام بحيث إن القصة التي تحكيها للأخت لا يصح أن تحكيها للزوجة أو التي تذكرها للشاب لا يصح أن يسمعها الشيخ لا وإنما أعني الإختلاف اليسير الذي يطرأ علي أسلوب وربما كيانها كله ..

وبالمثال يتضح المقال لو جلست مع ضيوف كبار السن جاوزت أعمارهم الثمانين أقبلوا زائرين لجدك فهل من المناسب أن تقص عليهم وأنت ضاحك مستبشر قصتك لما ذهبت مع زملائك للبر .؟ وكيف أن فلاناً سجل هدفاً أثناء لعب الكرة وكيف ثبت الكرة برأسه ثم ضربها بركبته . لا شك أن غير مناسب وكذلك لو تحدثت مع أطفال صغار من غير المناسب أن تذكر لهم قصصاً تتعلق بتعامل الأزواج مع زوجاتهم أظننا نتفق علي ذلك ..

إذن من أساليب جذب الناس اختيار الأحاديث التي يحبونها وإثارتها كأب له ولد متفوق من المناسب أن تسأله عنه لانه بلا شك يفخر به ويحب أن يذكره دائماً أو رجل فتح دكاناً وكسب منه أرباحاً فمن المناسب أن تسأله عن دكانه وإقبال الناس عليه لأن هذا يفرحه وبالتالي يحبك ويحب مجالستك وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يراعي ذلك فحديثه مع الشاب يختلف عن حديثه مع الشيخ أو المرأة أوالطفل جابر بن عبدالله رضي الله عنه الصحابي الجليل .. قتل أبوه فى معركة أحد وخلف عنده تسع أخوات ليس لهن عائل غيره وخلف ديناً كثيراً علي ظهر هذا الشاب الذي لا يزال فى أول شبابه فكان جابر دائماً وساهم فى الفكر منشغل البال بأمر دينه وأخواته والغرماء يطالبونه صباحاً ومساءاً ..

خرج جابر مع النبي صلي الله عليه وسلم فى غزوة ذات الرقاع وكان لشدة فقره علي جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير ولم يجد جابر مايشتري به جملاً فسبقه الناس وصار هو فى آخر القافلة وكان النبي صلي الله عليه وسلم يسير فى آخر الجيش فأدرك جابراً وجمله يدب به دبيباً والناس قد سبقوه ..

فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" مالك ياجابر .؟"

قال : يارسول الله أبطأ بي جملي هذا ..

فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" أنخه " !! فأناخه جابر وأناخ النبي صلي الله عليه ناقته ..

ثم قال :" أعطني العصا من يدك أو اقطع لي عصا من شجرة " فناوله جابر العصا برك الجمل علي الأرض كليلاً فأقبل صلي الله عليه وسلم إلي الجمل وضربه بالعصا شيئاً يسيراً فنهض الجمل يجري قد امتلأ نشاطاً فتعلق به جابر وركب علي ظهره ..

مشي جابر بجانب النبي صلي الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً وقد صار جمله نشيطاً سابقاً التفت صلي الله عليه وسلم إلي جابر وأراد أن يتحدث معه فما هي الأحاديث التي اختارها النبي صلي الله عليه وسلم ليثيرها مع جابر ..

جابر كان شاباً فى أول شبابه هموم الشباب فى الغالب تدور حول الزواج وطلب الرزق ..

قال صلي الله عليه وسلم :" ياجابر .. هل تزوجت .؟ " … قال جابر : نعم ..

قال :" بكراً .. ….أم ثيباً .؟" …قال : بل ثيباً ..

فعجب النبي صلي الله عليه وسلم كيف أن شاباً بكراً فى أول زواج له يتزوج ثيباً فقال ملاطفاُ لدابر :" هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك " …

فقال جابر : يارسول الله إن أبي قتل فى أحد وترك تسع أخوات ليس لهن راع غيري فكرهت أن أتزوج فتاه مثلهن فتكثر بينهن الخلافات فتزوجت امرأة أكبر منهن لتكون مثل أمهن هذا معني كلام جابر ..

رأي انبي صلي الله عليه وسلم أن أمامه شاباً ضحي بمتعته الخاصة لأجل إخواته فأراد صلي الله عليه وسلم أن يمازحه بكلمات تصلح للشبا ..

فقال له :" لعلنا إذا أقبلنا إلي المدينة أن نزل فى صرار أي موضع علي بعد 5 كم من المدينة ..فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق " ..

يعني : وإن كنت تزوجت ثيباً إلا أنها لا تزال عروساً تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها وتصف عليه الوسائد ..

فتذكر جابر فقره وفقر أخواته .. فقال : نمارق .!! والله يارسول الله ما عندنا نمارق …

فقال صلي الله عليه وسلم :" إنه ستكون لكم نمارق إن شاء الله " …

ثم مشيا فأراد صلي الله عليه وسلم أن يهب لجابر مالاً فالتفت إليه وقال :" ياجابر " .. قال : لبيك يارسول الله ، فقال :" أتبيعني جملك .؟"

تفكر جابر فإذا جمله هو رأسماله هكذا كان وهو كليل ضعيف فكيف وقد صار قوياً جلداً ..!!

لكنه رأي أنه لا مجال لرد طلب رسول الله صلي الله عليه وسلم قال جابر : سمه يارسول الله بكم .؟ فقال صلي الله عليه وسلم :"بدرهم !!" ..قال جابر : درهم .؟! تغبني يارسول الله ..

فقال صلي الله عليه وسلم :" بدرهمين " ..قال : لا تغبني يارسول الله فما زالا يتزايدان حتي بلغا به أربعين درهماً أوقية من ذهب ..

فقال جابر : نعم ولكن أشترط عليك أن أبقي عليه إلي المدينة قال صلي الله عليه وسلم :"نعم" …

فلما وصلوا إلي المدينة مضي جابر إلي منزله وأنزل متاعه من علي الجمل ومضي ليصلي مع النبي صلي الله عليه وسلم وربط الجمل عند المسجد فلما خرج النبي صلي الله عليه وسلم قال جابر : يارسول الله هذا جملك …فقال صلي الله عليه وسلم :" يابلال أعط جابراً أربعين درهماً وزده "

فناول بلال جابراً أربعين درهما وزاده فحمل جابر المال ومضي به يقلبه بين يديه متفكراً فى حاله ماذا يفعل بهذا المال .؟! أيشتري به جملاً أم يبتاع به متاعاً لبيته أم ….

وفجأة التفت رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي بلال وقال :" يابلال خذ الجمل وأعطه جابراً " أخذ بلال الجمل ومضي به إلي جابر فلما وصل به إليه تعجب جابر هل ألغيت الصفقة .؟!

قال بلال : خذ الجمل ياجابر قال جابر : ما الخبر .!! قال بلال : قد أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أعطيك الجمل والمال فرجع جابر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وسأله عن الخبر أما تريد الجمل .؟

فقال صلي الله عليه وسلم :" أتراني ماكستك لآخذ جملك .؟"

يعني : أنا لم أكن أطالبك بخفض السعر لأجل أن أخذ الجمل وإنما لأجل أن اقدر كم أعطيك من المال معونة لك علي أمورك ..

فما أرفع هذه الأخلاق يختار ما يناسب الشاب من أحاديث ثم لما أراد أن يحسن إليه ويتصدق عليه غلف ذلك باللطف والأدب ..

وفي أحد الأيام يجلس إلي النبي صلي الله عليه وسلم شاب اسمه جليبيب من خيار شباب الصحابة لكنه كان فقيراً معدماً وكان رضي الله عنه فى وجهه دمامة جلس يوماً عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فما هي الأحاديث التي حرص النبي صلي الله عليه وسلم علي إثارتها معه .؟ شاب فى ريعان شبابه أعزب …

هل يتحدث معه عن أنساب العرب الرفيع منها والوضيع .؟ أم يتحدث عن الأسواق وأحكام البيوع .؟ لا فهذا شاب له نوع خاص من الأحاديث يفضله علي غيره أثار معه صلي الله عليه وسلم موضوع الزواج والحديث حوله فلطالما طرب الشباب لهذه المواضيع ثم عرض عليه رسول الله التزويج ..

فقال : إذن تجدني كاسداً

فقال صلي الله عليه وسلم :" غير أنك عند الله لست بكاسد " …

فلم يزال النبي صلي الله عليه وسلم يتحين الفرص لتزويج جليبيب حتي جاء رجل من الأنصار يوماً يعرض ابنته الثيب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ليتزوجها فقال صلي الله عليه وسلم :" نعم يافلان .. زوجني ابنتك "

قال : نعم ونعمين يارسول الله ..فقال صلي الله عليه وسلم :" إني لست أريدها لنفسي "..

قال : فلمن .؟ ..قال : لجليبيب …

قال الرجل متفاجئاً : جليبيب .!! جليبيب .!! يارسول الله .!! حتي استأمر أمها أتي الرجل زوجته فقال : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطب ابنتك…قالت : نعم .. ونعمين ..زوج رسول الله صلي الله عليه وسلم …قال : إنه ليس يريدها لنفسه ..قالت : فلمن .؟

قال : يريدها لجليبيب ..

فتفاجئت المرأة أن تزف ابنتها إلي رجل فقير دميم فقالت : حلقي !! لجليبيب .؟ لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً وقد منعاها فلاناً وفلاناً فاغتم أبوها لذلك وقام ليأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فصاحت الفتاه من خدرها بأبويها : من خطبني إليكما .؟

قالا : رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

قالت : أتردان علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أمره .؟

ادفعاني إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني فكأنما جلت عنهما واطمأنا فذهب أبوها إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يارسول الله شأنك بها فزوجها جليبيباً ..فزوجها النبي صلي الله عليه وسلم جليبيباً ..

ودعا لها وقال :" اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كداً كداً " ..

فلم يمض علي زواجه أيام حتي خرج النبي صلي الله عليه وسلم فى غزوة وخرج معه جليبيب فلما انتهي القتال وبدأ الناس يتفقد بعضهم بعضاً سألهم النبي صلي الله عليه وسلم :"هل تفقدون من أحد .؟" قالوا: نفقد فلاناً وفلاناً فسكت قليلاً ثم قال : " هل تفقدون من أحد .؟"

قال :" ولكني أفقد جليبيباً ..

فقاموا يبحثون عنه ويطلبونه فى القتلي فلم يجدوه فى ساحة القتال ثم وجدوه فى مكان قريب إلي جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه فوقف النبي صلي الله عليه وسلم ينظر إلي جثته ثم قال :" قتل سبعة ثم قتلوه " قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه ثم حمله رسول الله صلي الله عيله وسلم علي ساعديه وأمرهم أن يحفروا له قبره ..

قال أنس : فمكثنا نحفر القبر وجليبيب ما له سرير غير ساعدي رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي حفر له ثم وضعه فى لحده ..

قال أنس : فوالله ما كان فى الأنصار أيم أنفق منها أي : تسابق الرجال إليها كلهم يخطبها بعد جليبيب هكذا كان صلي الله عليه وسلم يختار لكل أحد ما يناسبه من أحاديث حتي لا تُمل مجالسه ..

جلس صلي الله عليه وسلم يوماً مع زوجته عائشة فما الأحاديث المناسب إثارتها بين الزوجين .؟هل كلمها عن غزو الروم .؟ ونوع الأسلحة التي استخدمت فى القتال .؟ كلا فليست هي أبو بكر أم حدثها فى فقر بعض المسلمين وحاجتهم .؟ كلا فليست هي عثمان !!

إنما قال لها بعاطفة الزوجية :" إني لأعرف |إن كنت راضية عني .. وإذا كنت غضبي !! قالت : كيف .؟ قال :" إذا كنتي راضية قلت : لا ورب محمد صلي الله عليه وسلم وإذا كنتي غضبي قلت : لا ورب إبراهيم " ..قالت : نعم والله يارسول الله لا أهجر إلا اسمك ..
فهل نراعي هذا نحن اليوم .؟!

– وٍجهة نظرٍرٍ :- تحدث مع الناس بما يستمتعون هم بإستماعه لا بما تستمتع أنت بحكايته …

يتبع بإذن الله …..

خليجية
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.