ينبغى للعبدأن لا ينكر فى هذه الدنيا وقوع هذه المصائب
فكل ما يظن انه فى الدنيا انه شراب فهو سراب وعمارتها وان حسنت صورتها خراب وجمعها فهو للذهاب
قال ابن الفرج الجوزى: ولولا ان الدنيا دار ابتلاء لم تعتور فيها الامراض والأكدار ولم يضق العيش فيها على الانبياء والاخيار فآدم يعانى المحن الا ان خرج من الدنيا ونوح بكى ثلاثمائة عام وابراهيم يكابد النار وذبح الولد ويعقوب بكى حتى ذهب بصره وموسى يقاسى فرعون ويلقى من قومه المحن وعيسى ابن مريم لا مأوى له الا البرارى فى العيش الضنك ومحمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين يصابر الفقر وقتل عمه حمزة وهو من احب اقاربه اليه ونفور قومه عنه وقد قال النبى [ [الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر]
[ وهنا قصة عجيبة لابن حجر العسقلانى-رحمه الله: وهى انه خرج يوما بأبتهه-وكان رئيس القضاة بمصر فاذا برجل يهودى فى حالة رثة فقال اليهودى: قف فوقف ابن حجر فقال له كيف تفسر قول رسولكم [الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر] وها أنت ترانى فى حالة رثة وانا كافر وانت فى نعيم وابهة وانت مؤمن؟!
فقال ابن حجر : انت مع تعاستك وبؤسك تعد فى جنة اما ينتظرك فى الاخرة من عذاب اليم-ان مت كافرا
وأنا مع هذه الابهة ان ادخلنى الله الجنة فهذا النعيم الدنيوى يعد سجنا بالمقارنة مع النعيم الذى ينتظرنى فى الجنات
فقال أكذلك ؟؟ اشه أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله
قال ابن القيم [الدنيا سجن المؤمن] فيه تفسيران صحيحان
" أحدهما:أن المؤمن قيد ايمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرف
ثانيهما:أن ذلك باعتبار العواقب فالمؤمن لو كان أنعم الناس فذلك بالأضافة الى مآله فى الجنة كالسجن والكافر عكسه فأنه لو كان أشد الناس بؤسا فذلك بالنسبة الى النار جنته
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
جزاكى الله خيرا