" البرنامج اليومي"
هنا نطرح لمن لا يعرف البرنامج اليومي للطفل الفلسطيني
طبعا بعد الإستيقاظ على أصوات دورية الإحتلال …
التجول ممنوع – ممنوع التجول على القرية وضواحيها
وتسمع صراخ شقيقتك الصغيرة التي لم تستطع النوم
وانت لا تلومها لانها صغيرة ولم تتأقلم مع أصوات القذائف
…."معها معها بتتعود"
تنتقل لمرحلة الإفطار وطبعا لا يوجد حليب
لأن وكالة الغوث لا تستطيع خرق منع التجول
والماء مقطوع والكهرباء أيضاً
فتكتفي بالمنتوج الوطني الزيت والزعتر
وبلا من الشاي منبه وكافئين
ثم تنتقل لمرحلة توضيب الشنطة المدرسية
هههههه يضحك الطفل ساخراً:
"تركتها في دار أخوي المجاورة"
وطبعاً أخاه معتقل والبيت هدم ليلة أمس
على كل حال يأخذ الأساسيات
يتوكل على الله…وينطلق…
.
.
.
ينطلق؟!!
من الثقب الذي أحدثه الصاروخ الأسرائيلي في جدار المطبخ
ومنه إلى بيت الجيران ومنه إلى غيره إلى بعيد
ويلاقي المجاهدين ويلقي التحية عليهم
ويتمنى لهم حظاً طيباً في الدفاع عن أهله ووطنه
,,,,
.
.
وطبعاً كخدمة يسديها إليه الجندي الإسرائيلي
فإنه يلقي عليه الصباح بطريقته الكلاسيكية
وينعش حاسة شمه بوسائله الخاصة.
ويقول الطفل:
"يخلف عليك والله مع الدموع غسلت وجهي
أصلاً الميّ مقطوعة وما غسلته"
.
تصبح حاسة الشم أفضل
ما انا فلسطينيه من بينً الانقاض جاي-
.
وبعد النعنشة اللازمة نأتي للرياضة الصباحية
ولعبة شرطة طلاب…. قصدي شرطة حرامية
ويبدأ الطالب بالركض والجندي خلفه حتى يتركه بحاله
.
يقول الطفل:
" لما يعرف إني وصلت مرحلة بقدر أكمل لحالي بيتركني"
"حنووووووووووووووووووووووو ن"
ما علينا
عندما يصل الجدار سيمارس رياضته من الإلتفاف حوله والقفز
وطبعا لن يسلك المكان المخصص للنساء للقفز
,,,,
سيتوجه إلى مكان الشباب
فهو يبلغ من العمر 10 سنوات
ويبدأ بتسلق الجدار ذي ال14 مترا
أي الذي يساوي 11 ضعف طوله
ويقفز … ويكمل إلى :
– المدرسة إن أفلح بالقفز
– المشفى إن سقط سهواً
[- السجن إن أمسك به الجنود
.
وبسرعة يدخل إلى المدرسة لأن الطائرات تحلق بالجو
ولأن الخطر قد لاح في الأفق
وفي المدرسة يتعلم طفلنا حب الوطن
وعشق الشهادة في سبيل الله
والتمسك بالأرض وصون العرض
وتاريخ الثوار وصناع المجد
.
وقصص الأنبياء والشهداء
صبر أيوب وعفة يوسف
.
والعديد من الدروس القيمة
ويحين وقت العودة للمنزل
وأثناء العودة يواجه طفلنا جندياً اسرائيلياً
فيحدق بعينيه متعجبا عندما سأله عن هويته
ويقول : "شكلوا من افريقيا والتاني من روسيا
ولا من آخر الدنيا وجاي باب داري يقوللي من وين انت"
آيييييييييييييييييييه نعم
يأتي المهاجر الغربي لارضنا ليمنعنا من دخول منزلنا
"الدار دار أبونا وأجوا الغُّرُب يطحونا"
صدق المثل الفلسطيني
يتجاوز الطفل الجندي بشجاعة ولا يعيره الأهمية
ليجد من هو أضخم منه
وأيضاً لا يخاف
لأنه تعلم في درس اليوم
"نحن شعب لا نخاف إلا من الله"
وتبدأ المواجهة
ويردع طفلنا هذه القوة الهائلة بإرادته القوية
وصموده وهمته العالية
________
وبعد أن ينتهي يرجع للبيت إن لم يستشهد
وقد إستشهد رفاقه وأصدقائه وأصيب عدد منهم
ليجد طعامه جاهزاً وأمه ليست بالبيت
فهي في تظاهرة لأمهات الأسرى
يقلق على والدته وخالته
وينطلق ليقف بجانبهما
,,,
ويذهب كل إلى بيته
ويبدأ طفلنا بعد ان يصلي مراجعة دروسه
.
.
ثم يقضي إلى فراشه
لتراوده الأحلام
,,,,
يحلم بهذه الفتاة
هل تعرفون من هي …انها
.
.
.
ليست عشيقته أو حبيبته
فالجنة عشيقته وأمه حبيبته
.
.
.
وفي النهاية يتمنى ان ينصلح الحال ويرعى شقيقته الصغيرة
والتي يتوقع ان يوقظه صوتها بعد عدة دقائق
ويحلم بأنه علمها الصبر وعدم الخوف من المجنزرة
أو الدبابة
أو حتى كل العالم
ويسير هو وهي على درب والدهما وشقيقهما
ويتحدوون العالم
,,,
وفجأة يستيقظ على صوت أمه
"يما قوم صلي الفجر"
ويصلي الفجر
ويعود للنوم
ولكن شقيقته تمنعه ببكائها
ويبدأ يومه التالي من أعلى الصفحة
النصر لنا بامر الله