تخطى إلى المحتوى

يــا من تبكى لذكرى فراق الحبيب 2024.

خليجية

خليجية
الحمد لله الذى هدانا لهذا و لم نكن لنتهدى لولا أن أنعم الله علينا بالهدايه .
الحمد لله الذى أنعم علينا بنعمة الاسلام فادخلنا اللهم جنات المسك و الريحان .
ربنا لا تزغ قلوبنا عنك و اجعل حبنا فيك و اليك و الحقنا اللهم بالابرار و الصالحين وانعم علينا بصحبة نبيك الكريم …… عليك رسولنا أفضل الصلوات و التسليم .

أختى فى الله … يا كل من يبكى لذكرى حبيبٍ و فرقاه …. يا كل من تشهد وجنتيه على ألمه و سقياه … ويحك …. امسك عليك دمعك و انصت لى قلبك .
أولا دعينى أخبرك من أنا … أنا فتاة فى مثل عمرك … أحيا فى ظروف مثل ظروفك و لى مشاعر مثل مشاعرك و ربما فكرى مثل فكرك و مشاكلى مثل مشاكلك ….. كائن أى أنا ؟! …. أنا بشرٌ مثلك … فأحزن مثلك و أفرح مثلك .

أختى فى الله …. اَحَبَكَ الذى أحببتك فيه …. أنا اليوم لن أناقش معك إذا كان الحب حلالاً أم حراماً و لن أناقش معك التجاوزات التى يقوم بها البعض بأسم الحب و ديننا الحنيف لا يقبلها و الحب نفسه برئٌ منها …. فأنا أعلم أن قلبك مشغول لا يسمع … مكسور و جريح يدمع …. فكيف يستمع قلبك لكلام الله و هو بما أصابه لاه !

فقد قال الله تعالى : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ص : 78 .

لذلك ربما يقتنع عقلك بكلامى و لكن ماهى إلا وهلة و يعيدك قلبك لسابق عهدك و ربما منعك قلبك أن يقتنع عقلك فلا ترى منطق غيرك …. فأنا أريد بحديثى هذا أن يقتنع عقلك وقلبك معاً حتى إذا زاغ أحدهما كان الأخر مرشداً لهما …..

فعذراً أيها القلب ….. هلا تركتنى أتكلم مع صاحبك دقائقك ؟ ؟

أختى …. أنا والله أقدر شعورك و ألمك …. و أعلم ما يجول فى نفسك .. فأعلم كم تتمنى أن يعود لك حبيبك بل ربما تبقى مخلصاً له عساه يعود لك يوماً … لكن دعنى أتكلم بوضوحٍ و صراحةٍ و أسألك ؟

– هل هناك حبيباً يحب أن يفارق حبيبه ؟! و إن كان لا … أتظن أن حبيبك كان حقاً يحبك ؟!
– هأنت بدأت تشك فى حبه لك …. فلماذا تحب من لا يحبك و لا يبالى لك ! و علام تحبه !! فهو لم يزدك إلا حزناً وايلاماً !
– فهل هو حقاً جدير بحبك …. هل هو حقاً جدير أن تبكى عليه ! … فوالله إن دموعك لتفيدك أكثر منه .

– فإذا بكيت ابكِ لا عليه لكن عليك :

* ابكِ على كل لحظة ضيعتها من وقتك فى التفكير فيه
* ابكِ على وقت انتظرت حتى تسمعه أو تراه
* ابكِ على كل دمعة سقطت هى نفسها أغلى منه
* ابكِ على كل لهفة و شوقة أحسستها إليه

بل ابكِ …. ابكِ على نفسك قبل أن يبكِ عليك غيرك

* ابكِ لإنك تركت من دائماً معك و لا يفارقك لأجل من تركك و هجرك
* ابكِ لإنك تركت من أعطاك كل شئ لأجل من لا يعطى إنما يأخذ منك
* ابكِ لمن و انت قريبٌ منه حبيبه و انت بعيدٌ عنه أيضاً حبيبه
* ابكِ لمن خلق قلبك فتركته و أحب قلبك غيره الذى كسره
* ابكِ لإنك عصيته فأمهل لك …. و تركته فلم يقل شوقه إليك … و نسيته فلم ينساك قط …. ثم جاوزت حدوده و لكنه ستر عليك …. فإن عدت إليه أستقبلك و لا يبالى بما مضى منك …..و إن ناديته لأجابك لبيك عبدى لبيك

أقاسياً أنتَ … أم ما بك ! فإن بكيت فابكِ لإنك أحببت من لا يستحق و تركت من هو أحق .
– فهل هناك أحق من ربك بحبك ! فعجباً لك !

ربك .. ربك الذى أعطاك كل شئ هو لك و لم يبخل عليك …. فلتنظر إلى طعامك و شرابك و بيتك و عملك .. فلتنظر إلى نومك وحسنك وصحتك و لبسك و غيرها من النعم التى لا تدريها لكنها حولك …. هل من أحد يعطيك غير ربك !!! …… ربنا اغفر لنا فنحن لم نحمدك حق حمدك …

فثق بربك …..فإنه إن أعطاك فهو خيراً لك و إن منع عنك فهو أيضاً خيراً لك ….
. قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة البقرة : 216 .

نعم فالله يعلم …. وعلمنا لا يسوى قلماً .

أختى … فربما حبيبك هذا لا يستحقك و ربما ستواجه معه شقاء لا قبل لك به .
أختى … إن حزن يومٍ أفضل أم حزن دهرٍ؟!….. فلا يعلم الغيب إلا الله عز وجل … و الرزق و النصيب بيد الله … و لا أحد سيأخذ رزقك غيرك …
أختى إن الانسان عادة يتزوج مرة واحدة و ليس مائة أما قلب الانسان يتغير و يتقلب و يمكنه أن يحب ألف انسى و ليس مائة …. أسأل الله لى و لك و للمسلمين و المسلمات ثبات القلوب … و اعلم أختى إن هذا إختبار لك … إختبار لثباتك …. فإما ن ترضى بحكم الله و هو أحكم الأحكمين … إما أن ترضى بحكم نفسك فتكون من الخاسرين …

و اعلمى أختى أيضاً ….. إن رب العباد قالها : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) النور: 26

فابشرى اختى …. اصلحى من نفسك فيرزقك الله بمشيئته من يعينك على دينك لا على دنياك … من يكون قرة عينٍ لك لا دمعةٍ لك …. من يكون نعمة لك لا نقمة عليك … فهو الله القادر على كل شئ مالك الملك و الأمر .

و تذكرى أختى إن حبك الحقيقى يسمو عن أى حب … فهو حب العبد لخالقه …. و حبك للآخرين فهو حب فى الله ….. فتحب زوجك فى الله و صديقتك فى الله و أهلك فى الله و كل من حولك فى الله … فتكون من المتحابون فى الله الذين يظلهم الله فى يوم لا ظل إلا ظله ….. فلا تجعل لله نداً تحبه كحب الله فتخسر خسراناً تبكى عليه دماً فقد قال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب ) البقرة: 165

فاصبرى أختى و استعن بالله …. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك .

أختى …… ألازلتى تبكى بعد كلامى ؟ …… ألا أقول لك كيف ترتاح … قم من مكانك و توضأ ثم صلى …. صلى و ناجى ربك …. تكلمى معه و اشكِ إليه قلة حيلتك … اشكِ إليه ضعفك و ما أهمك …. ألا تحبى أن تتكلم مع حبيبك …. و انصتى لكلامه فاسمعى و اقرأى قرآنه …… و لا تخجلى أن تبكِ بين يديه …..فالدموع تطهر قلبك و تغسله و قولى له :

( ربى …. أنا راضٌ بحكمك …. و أنت أحكم الأحكمين …… فثبّت قلبى على دينك و اجعلنى من الصابرين ….. ربى لمن ألجأ و لا ملجأ منك إلا إليك ….. لمن أشكو و أنت بيدك كل شئ ….. ربى أنى ظلمت نفسى عندما أحببت غيرك و نسيت حبى إليك ….. فاغفر لى فلا حول و لا قوة لا بك )

قولى كل كلمة بل قولى كل حرف من قلبك … اجعلى قلبك ينطقها …… والله يا أختى ستستريحى …. و ستحسى كإنك إنسانة جديدة ….. ستحسى بسعادة لم تبلغيها من أمد بعيد .

أختى … هل عرفت الآن من هو حبيبك ؟ …… لكن :

– هل هناك حبيب يحب أن يعصِ حبيبه ؟
– هل هناك حبيب يحب أن لا يسمع كلام حبيبه ؟!
– هل هناك حبيب لا يحب لقاء حبيبه ؟!
– هل هناك حبيب يحب أن لا يرضى عنه حبيبه ؟!
– هل هناك حبيب لا يشتاق لذِكر حبيبه ؟!
فإذا كنت حقاً تحبه …… فتوبى إليه و لا تعد لما كنت عليه و تصرفى كحبيبه

و لك منى كلمة أخيرة أختى :

لو رأيت تفاحة فى معرض تحسب أنك لم تر مثلها قط و كل يوم تمر و تراها تزداد شوقاً لتشتريها حتى جاء اليوم الذى لم تجدها فيه و تعلم أن غيرك اشتراها ….. فأخذت تبكى و تحزن و تتألم .
– ألا لو علمت أن طعمها شديد المرارة ……. لبكيت ؟
– ثم ألا لو علمت أن بعد فترة من الزمن ستجد بإذن الله تفاحة أجمل منها طعمها كالعسل و الفرق بينها و بين الآخرى كالفرق بين الشمس و القمر …… لكففت دموعك و صبرت ؟

ليس البُكاء علَى الأمَانى حِكمةًً ……………… إنما الحَكيم مََنْ رأى الريَاح رَحمةًًً

اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه …. و يبلغ من الإخلاص فى العمل اتقنه ….آميييين

———–

ارجو ان يكون الموضوع جديد

منقــــــــــــول

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.