إذا مد الله في عمرك – أي تجاوزت الخمسين أو الستين – فالاحتمال قائم لتعرض مفصل واحد أو أكثر، وربما للركبتين، أو مفصل الورك، لالتهاب المفاصل. وإذا بدأ الألم أو التصلب في الحد بشكل كبير من قدرتك على الاستمتاع بحياتك والقيام بأعمالك الروتينية، فهناك احتمالات بأن تشرع للتفكير باستبدال المفصل الذي يسبب لك المشكلة.
* استبدال المفاصل
* يقول الدكتور ديفيد تي فيلسون، أستاذ الروماتيزم وعلم الأوبئة بكلية الطب جامعة بوسطن: «يعتمد الأشخاص المصابون بالتهاب العظم المفصلي osteoarthritis على الجراحة على نحو متزايد. فقد ارتفع معدل استبدال المفاصل بسرعة كبيرة، تفوق الزيادات في تغييرات التهاب المفاصل الذي نراه في صور الأشعة ناهيك عن الارتفاع الكبير في نفقات الرعاية الصحية التي تسببها جراحة استبدال المفاصل».
ارتفعت معدلات جراحة استبدال الركبة في الفترة بين عامي 1979 و2017 بنسبة 800 في المائة بين الأفراد في سن الخامسة والستين وما فوق. وعلى الرغم من وصف الدكتور فيلسون جراحة استبدال عظم الحوض بـ«الديناميت» (يسهم بفاعلية في التخفيف من الألم واستعادة الوظائف) لكن استبدال مفصل الركبة قد يكون أقل عونا. ويضيف الدكتور فيلسون: «إن ما بين 10 إلى 30 في المائة من المرضى لا يشعرون بتحسن».
* بداية المشكلة
* ينتج التهاب العظام المفصلي عن التحميل الزائد على المفاصل (في حين أن التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis، هو أحد اضطرابات المناعة الذاتية)، وهناك ما يقرب من 27 مليون أميركي يعانون من التهاب العظام المفصلي، ويزاد الرقم ارتفاعا مع تقدم السكان في السن وارتفاع نسبة المصابين بالسمنة.
يقول الدكتور غلين جونسون، الذي تحدث عن الوقاية من التهاب المفاصل وعلاجها في الاجتماع السنوي للاتحاد الوطني لمدربي ألعاب القوى في يونيو (حزيران) الماضي: «مع كل خطوة، فإن القوة التي تقع على المفاصل التي تحمل الوزن تعادل مرة ونصف المرة وزن الجسم. ومع الركض تزيد القوة إلى سبع أو ثماني مرات. ومن ثم فإن الطريقة الأكثر فعالية لمنع الإصابة بالتهاب المفاصل في الركبتين وعظام الحوض هي الإنقاص من وزنك إن كنت بدينا وممارسة رياضات للترويح عن النفس لا تحدث تأثيرا سلبيا».
وعلى الرغم من اعتقاد غالبية الأفراد بأن التهاب العظم المفصلي يعني ضعف النسيج الغضروفي الذي يحافظ على العظام من الاحتكاك ببعضها، أشارت الدراسات الأخيرة إلى أنه مرض أكثر تعقيدا يشمل الأنسجة داخل وحول المفاصل، بما في ذلك العظام والنخاع. فقد يكون الالتهاب عاملا مساعدا، وحتى الآن تم التعرف على ثلاثة جينات تسارع من الإصابة بالتهاب العظام المفصلي في الأفراد الذين يحملونها.
* علاج غير جراحي
* من ناحية أخرى، تشكل إصابات وجراحات المفاصل، حتى وإن تم إجراؤها عبر المناظير، خطورة في إصابة المفصل بالالتهاب. ولعل ذلك السبب وراء إصابة كثير من لاعبي ألعاب القوى بالتهاب المفاصل في سن مبكرة.
على الرغم من ذلك، هناك كثير من العلاجات المتوقعة غير الجراحة لتخفيف التهاب المفاصل والحفاظ – وربما استعادة – وظيفة المفاصل الطبيعية. وحتى إن كانت هناك حاجة إلى إجراء الجراحة فهناك إمكانية لتأجيلها لسنوات بعلاجات أثبتت فعاليتها في التجارب السريرية المحكمة.
عادة ما تستمر المفاصل الصناعية لـ10 أو 15 سنة، وتأجيل الجراحة إلى وقت لاحق ربما يعطي أملا أفضل، لأن تركيب المفاصل في مرحلة مبكرة من العمر، يزيد من احتمالية الحاجة إلى استبدالها في وقت لاحق. هناك تطور متصل في الأجهزة والوسائل الجراحية، وبتأجيل استبدال المفصل ربما تكتفي بعملية بسيطة أو جهاز قادر على الاستمرار لفترة أطول.
ولتستمع إلى نصيحة شخص مر بهذه التجربة: استبدال المفصل، وبخاصة الركبة، ليست نزهة. فالعلاج الطبيعي الشاق بعد العملية أمر ضروري، والشفاء يمكن أن يكون طويلا ومؤلما. وهناك حدود للشفاء، أيضا، لأن المفاصل الصناعية ليست بنفس مرونة المفاصل الطبيعية.
* فقد الوزن والرياضة
* الضروريات أولا: إذا كنت تعاني من سمنة مفرطة، يجب عليك أن تتخلص من هذه الكيلوغرامات الزائدة، ففقد 10 إلى 15 في المائة من وزن الجسم يمكن أن يشكل فارقا كبير على المفاصل التي تحمل الوزن.
ويقول الدكتور جونسون: «لا يسعني سوى التأكيد على مدى أهمية وزن الجسم، فمع أزمتنا الوطنية للسمنة، فسوف نرى المزيد والمزيد من إصابات التهابات مفاصل الركبة والكاحلين ومفاصل الورك والعمود الفقري». وأظهر الدكتور ستيفن ميسير، أستاذ الصحة وعلم الرياضة في جامعة ويك فورست، في تجربة شارك فيها 450 متطوعا من الجنسين يعانون من التهاب المفصل العظمي، أن اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن إضافة إلى برامج التمارين الرياضية المصممة بشكل جيد يمكن أن تخفف من آلام الركبة بشكل ملحوظ.
* التدريبات الأكثر عونا هي تلك التدريبات التي تقوي من عضلات عظم الحوض (العضلات الموجودة في الجزء الأمامي من الفخذين)، مثل ضغط الأرجل وتمرين الدفاع بالساق والاستناد على الحائط والانثناء وتمديد الأرجل التي تعمل على استعادة والمحافظة على نطاق واسع من الحركة. كما تساعد الزيارات المتعددة إلى اختصاصي العلاج الطبيعي في التأكيد على أنك تمارس الرياضة بشكل صحيح.
وكتب الدكتور فيلسون في دورية «نيو إنغلاند» الطبية: «شدة الألم ترتبط بشكل مباشر بدرجة ضعف العضلة». (إذا أصيبت ركبتك بالألم خلال ممارسة التمارين الرياضية، ينبغي حينئذ التوقف عنها).
* حذاء مناسب
* ارتداء الحذاء المناسب مع إدخال تعديلات معينة على نعل الحذاء والكعب، إذا لزم الأمر، يمكن أن تشكل أيضا. يمكنك تثبيته في متجر ذي خبرة في القدم والمشي. هل تعاني من القدم المسطحة؟ أو تقوس الساقين أو تقوس الركبتين إلى الداخل؟ هناك بعض الدعامات التي صممت خصيصا لك يمكن أن تساعد في تخفيف ألم التهاب المفاصل والفخذ.
وعلى الرغم من تأكيد غالبية الخبراء على اعتماد المشي رياضة للتخفيف من الألم لسهولته وإمكانية القيام به وانخفاض تكلفته، يوصي الدكتور جونسون بدلا من ذلك بممارسة مثل هذه الأنشطة التي لا تأثير لها، مثل الدراجة الثابتة أو ممارسة ركوب الدراجات في الهواء الطلق والسباحة أو جهاز المشي أو التجديف لاستعادة لياقة القلب والأوعية الدموية. أما من يختارون المشي، فقد يستفيدون من أحذية العدائين المصممة لمنع تركيز الثقل على المفاصل.
* داعمات ومسكنات
* تقوية ركبة مصابة بالتهاب المفاصل، يمكن أن يساعد، أيضا، خاصة مع مدعم مخفف للثقل يقوم بتحويل الضغط بعيدا عن الجزء المصاب من الركبة. ويشير الدكتور فيلسون إلى أنه من غير المتوقع أن يقوم كل المرضى بارتداء مدعم الركبة طوال الوقت. بيد أن هذه الأجهزة يمكن أن تساعد المصابين بالتهابات المفاصل في الاستمرار في أداء التمارين الرياضية والحد من استهلاك مسكنات الألم وتأجيل الحاجة إلى الجراحة.
* عادة ما تسبب مسكنات الألم راحة مؤقتة للجميع، ويؤكد الخبراء على ضرورة خضوع الجرعات اليومية المحتوية على الأسيتامينوفين (أحد مكونات تيلينول) للتجربة أولا، لأنها أكثر أمنا من عقارات الإيبوبروفين وغيرها من مسكنات مضادات الالتهاب، خاصة بالنسبة لكبار السن.
* مكملات وحقن طبية
* لم تظهر الدراسات السريرية المحكمة أي تراجع واضح في ألم التهاب مفاصل الركبة نتيجة استخدام المكملات الغذائية من الغلوكوزامين وسلفات الكوندروتين، سواء تم تناولها بمفردها أو مجمعة، على الرغم من تصريح الدكتور أنه إذا شعر الأفراد بأنهم يشعرون بالتحسن بعد تناول هذه المكملات، فيمكنهم الاستمرار في ذلك.
إضافة إلى أنه لم تتوافر أدلة واضحة على فوائد مركبات الكبريت العضوية، أو الوخز بالإبر أو SAM – e. وتشير بعض الأدلة إلى أن العقار المعالج لتخلخل العظام قد يفيد، على الرغم من أنه لم يختبر بعد لعلاج التهاب المفاصل من التجارب السريرية العشوائية، بحسب الدكتور فيلسون.
وهناك أيضا تنويهات إلى فائدة فيتامين كيه K، الموجود في الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي واللفت والملفوف وما شابه، التي تمثل فائدة كبيرة للصحة بشكل عام.
يأتي ضمن العلاجات التي يشرف عليها الأطباء حقن السيترويد كل ثلاثة أو أربعة أشهر للسيطرة على الألم وكسب المزيد من الوقت وحقن استبدال السائل الزلالي، مثل سينفسكس، مرتين سنويا. بيد أن هذه العلاجات بشكل عام لا تمثل فعالية عندما تصل التهابات المفاصل إلى مرحلة فقد الغضروف، بحسب الدكتور جونسون.
* خدمة «نيويورك تايمز»
أهليــــــــن بنات ,,, الله يوفقكم كلكم
شكرا لك