" نداء إلى جميع المسلمين الساكنين في أرض إسرائيل، الأصل في ديننا ودينكم هو الإيمان بالله ، ملك العالم، وحسب إيماننا وإيمانكم أعطانا الله التوراة وفيها الواجبات والرسالات ويجب علينا القيام بها، وفي التوراة مكتوب في عدة أماكن أن أرض إسرائيل وعدت لإبراهيم واسحق ويعقوب و أحفادهم ولا غيرهم، الكل يجمعون بأننا أحفاد شعب إسرائيل القديم، ومكتوب في التوراة أيضا بأن أرض إسرائيل، هذه الأرض الصغيرة، هي ملك الشعب اليهودي فقط، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة" !! .
زعم البيان الذي وزعته إسرائيل ما يلي : "مكتوب في أسفار الأنبياء أنه بسبب عدم قيامنا بهذا الأمر الإلهي، الشعب اليهودي طرد وبقي خارج بلاده 2024 سنة الآن بعد عودة الشعب اليهودي إلى إسرائيل حان الوقت أن يقوم شعب إسرائيل بتنفيذ هذا الأمر الإلهي وبذلك نطلب منكم مغادرة أرض إسرائيل، لنضمن السلام في هذه الأرض نحن نشرح لكم المقولات التوراتية والقرآنية لهذا".
وجاء توزيع تلك البيانات اليهودية بالتزامن مع قيام قوات كبيرة من جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى ، و في إطار الاستعدادت الإسرائيلية لإفتتاح معبد "هاحوربا" أو ما يعرف بـ"كنيس الخراب" في البلدة القديمة في القدس، وهو الكنيس الذي يعتبر اليهود إعادة بنائه مؤشراً على قرب بناء معبد جبل الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى .
كنيس الخراب
وقد أعلنت الجماعات اليهودية المتطرفة بالبدء الجدي والفعلي ببناء الهيكل الثالث المزعوم ابتداءً من أمس الثلاثاء مكان المسجد الأقصى المبارك، وأعدت حجارة خاصة قالت إنها أساس بناء الهيكل وتم تغليفها بالأعلام الصهيونية ووضعها على شاحنة خاصة بالقرب من باب المغاربة بانتظار نقلها إلى داخل المسجد الأقصى.
و اليهود أطلقوا اسم "الخراب" على الكنيس المراد افتتاحه للدلالة على خراب الهيكل، وللدلالة على إمكانية أن يعيدوا أسطورة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى كما يقولون".
يعود تاريخ الكنس إلى القرن 18 الميلادي حيث قامت مجموعة من اليهود بدفع رشوة لبعض عمال الدولة العثمانية حتى يقوموا ببناء "معبد حوربا" في مكان يدعون أنه كان مقام فيه معبد يهودي قديم، وتم هدمه عام 1721 من قبل العثمانيين نتيجة عدم دفع الضرائب والرسوم المفروضة على المكان، وفي عام 1857 شرع اليهود في بنائه، وعام 1864 اكتمل بناء الكنيس، ولكن عام 1948 هدمه الجيش الأردني حتى لا يظل ذريعة لعصابات الهاجانا بالتمركز فيه.
وبعد احتلال القدس في 67 بدأت تظهر المطالبات بإعادة بناء الكنيس من جديد، إلا أن حاخامات الدولة اكتفوا ببناء قوس تذكاري لهذا الكنيس.
وقد أقر الاحتلال الإسرائيلي بناء ما يعرف بكنيس الخراب عام 2024، ورصد له ميزانية بقيمة 12 مليون دولار تقاسمتها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم، وبدء ببنائه في عام 2024 فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور قديمة للكنيس قبل تهدمه عام 1948.
ومن بين الأهداف غير المعلنة لبناء "كنيس الخراب" – وفق خبراء يتابعون ملف تهويد القدس – اختلاق تاريخ عبري موهوم في القدس، بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم الحرم القدسي ببناء مقبب مرتفع يحاكي شكله الخارجي، وتظهر صور فوتوغرافية جديدة أن هناك رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية داخل قبة "كنيس الخراب" كالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم باعتبارهما "معلمين يهوديين" وفق قائمة المواقع اليهودية التراثية التي أعلنتها إسرائيل قبل نحو ثلاثة أسابيع.
أيضا بني اليهود المتطرفون كنيس الخراب ليصبح أعلي وأبرز مبني في القدس القديمة حيث يقع بجانب المسجد العمري الكبير داخل البلدة العتيقة في القدس الشريف علي أنقاض حارة الشرف الإسلامية التي قام الاحتلال بتحويلها إلي حارة اليهود بعد أن هدمت وبدلت معالمها ويتألف من أربعة طوابق ويتميز هذا الكنيس بشكله الضخم وقبته المرتفعة جدا التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة وتغطي علي قبة المصلي القبلي داخل المسجد الأقصي، حيث يرتفع كنيس الخراب 24 مترا وتشمل قبته 12 نافذة.
في السياق نفسه نشرت مواقع عبرية تابعة للجماعات اليهودية خلال الأيام الأخيرة إعلانات باللغتين العبرية والإنجليزية تدعو إلي اعتبار يوم 16 مارس من كل عام وهو اليوم الأول من الشهر العبري "نيسان"، يوما عالميا من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم علي حساب المسجد الأقصي المبارك، وتخلل الإعلان نفسه دعوات لاقتحام المسجد الأقصي المبارك.
هيكل سليمان
كشفت مصادر أمريكية أن جماعات يهودية متطرفة قررت بناء هيكل سليمان المزعوم محل الحرم القدسي بالمسجد الأقصى بتاريخ الخميس الموافق 25 مارس 2024 .
وهيكل سليمان هو معبد يهودي يعتقد أنه أقيم في القرن العاشر قبل الميلاد ثم خرب في بداية القرن السادس قبل الميلاد، وأعيد بناؤه في نهاية ذلك القرن، ثم في عام 70 ميلاديا خُرّب نهائيا، وكلمة هيكل يُقال أنها كلمة من مصدر سومرى نُقلت إلى العربية، وأصلها "أيكال" وهى تعنى البيت الكبير، وأُطلقت على كل مكان كبير للعبادة ، فلما بنى سليمان عليه السلام المسجد أُطلق عليه هيكل سليمان لكبر حجمه .
وعندما ذكر الله سبحانه هذا البيت فى القرآن قال عنه أن اسمه هو " المسجد الأقصى " ، وكذلك ذكره النبى صلى الله عليه وسلم بأنه المسجد الأقصى :عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان مسجد بيت المقدس سأل الله حكماً يصادف حكمه، وملكاً لا ينبغى لأحد من بعده، ولا يأتى هذا المسجد أحدٌ لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه".
فقال صلى الله عليه وسلم : " أما اثنتان فقد أُعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أُعطى الثالثة ".
ووفقا لما ورد في الكتب اليهودية المقدسة, المصدر التاريخي الوحيد لقصة الهيكل، كان اليهود يحملون تابوت العهد وشريعة موسى ويتعبدون في خيمة كنائسية إلى زمن الهيكل الذي بدأ في عصر داود عليه السلام الذي أشترى الأرض من أورنا اليبوسي لبناء الهيكل ولم تكن لليهود الخبرة والمعرفة للبناء فاستعان داود بحرام ملك الفينيقيين لإمداده بالمواد والخبرات اللازمة للبناء, وقام بتجهيز المواد الأساسية للبناء، وأمر ابنه سليمان بالبناء حتى أتم بناءه في سبع سنوات تقريبا.
بعد دمار الهيكل الأول والثاني لم يبقى أي أثر يذكر من هيكل سليمان إلا ما ورد في النصوص اليهودية المقدسة التي تصف الهيكل بأن فيه غرفة قدس الأقداس و غرفة القدس و تابوت العهد الذي حفظ فيه لوحا الوصايا العشر المصنوعة بالذهب جميعا، ويتم فيه تقديم القربان أو التضحية التي قام بها اليهود في الخيمة الكنائسية والهيكل حتى دمار الهيكل الثاني .
تهويد القدس
حيث قامت سلطة الاحتلال بتوسيع ما يسمى بحدود القدس شرقا وشمالا، وكان من الأساليب المبتكرة لتهويد مدينة القدس إصدار ما يسمى بقانون التنظيم والتخطيط، الذي انبثق عنه مجموعة من الخطوات الإدارية والقانونية المعقدة والتعجيزية في مجالات الترخيص والبناء، بحيث أدى ذلك إلى تحويل ما يزيد على 40% من مساحة القدس إلى مناطق خضراء يمنع البناء للفلسطينيين عليها، وتستخدم كاحتياط لبناء المستوطنات كما حدث في جبل أبو غنيم، وقد دفعت هذه الإجراءات إلى هجرة سكانية عربية من القدس إلى الأحياء المحيطة بالمدينة نظرا إلى سهولة البناء والتكاليف.
كما نشرت تقارير صحفية في 28 فبراير 2024 تفاصيل خطة لتهويد مدينة القدس الفلسطينية المحتلة خلال 30 شهرا تنتهي وفق المخطط بتغيير كامل للمعالم الإسلامية والمسيحية وطمس الآثار العربية في المدينة.
وكشف الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في 4 فبراير 2024 عن مخطط صهيوني جديد يسمى بـ"القدس 2024" ويسعى إلى ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدس المحتلة إلى المدينة وخفض الوجود الفلسطيني بها بحيث يصبح بحلول عام 2024 أقل من 12% ونسبة الصهاينة أكثر من 88 % ، مما يعني أن القدس الشرقية سيتم تفريغها بالكامل من سكانها الأصليين .
أما الأمر المثير للدهشة هو دعوة وزير العلوم والتكنولوجيا الصهيوني دانيال هيرشكوفيتس في 13 مارس إلى الإعلان عن ضم المسجد الأقصى المبارك إلى "التراث اليهودي" كما حدث مع الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، قائلا: " يجب أن يضم المسجد الأقصى إلى قائمة مواقع التراث اليهودي، وإن لم يكن هناك إمكانية للإعلان عن المسجد الأقصي موقعا أثريا لليهود فيجب أن نقيم مكانه معبدا يهوديا مؤقتا!".
الله ياخذ اليهود
مشكورة :069: