شهر رمضان
شهر قال عن أيامه ( أياما معدودات )
فهل هو شهر التفن بالطعام ؟؟
هل هذا همنا ؟؟؟
وهل سنموت إذا لم نتفن بالطعام ؟؟
وهل لا نأكل إلا في هذا الشهر ؟؟!!!!!!!!هل هذا هو مقصود الشهر ؟؟؟!!!!!!!!!!!
راقبي قلبك في رمضان
قبل أن يفوتك رمضان
راقبي همك في رمضان؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأته الدنيا وهي راغمة ) حديث صحيح .
اجعلي همك كيف تكسبين أكبر رصيد من الحسنات في هذا الشهر لأنها تتضاعف في هذا الشهر !!!!!!!!!
لتكوني ممن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر
له ما تقدم من ذنبه )
هل تعلمين التفن في الطعام وتزينه من أنواع الترف ؟؟ وأن هناك من حرموا هذا الطعام أصلا ؟؟ وقد قال الله عن المترفين في القرآن والتي هي من خصال أصحاب الشمال ( أصحاب النار ) فلماذا نقرأ القرآن ولا نطبق بالابتعاد عن الخصال المذمومة ؟؟؟؟؟؟!!!
(
________________________
مسألة: الجزء السابعالتحليل الموضوعي( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ( 41 ) في سموم وحميم ( 42 ) وظل من يحموم ( 43 ) لا بارد ولا كريم ( 44 ) إنهم كانوا قبل ذلك مترفين )سورة الواقعة
______________________________
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من شرار أمتي الذين غذوا في النعيم يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب يتشدقون بالكلام ) صحه الألباني رحمه الله بمجموع طرقه .
معنى الترف :
الترف التاء والراء والفاء ، الترفة في اللغة النعمة والطعام الطيب ، ورجل مترف يعني منعم وترفه أهله إذا نعموه بالطعام الطيب والشيء يخص به ، صبي مترف في لسان العرب إذا كان منعم البدن مدلاً والمترف الذي قد أبطرته النعمة وسعة العيش ، والإرفاء والتنعم والدعة ومظاهرة الطعام على الطعام والباس على الباس هذا هو الإرفاء ، يطلق الترف على معاني أخرى مثل التنعم والترفه والرفاهية ويقابله الزهد والتقل والخشونة .
الترف : هو مجاوزة الحد في الاعتدال ، والإكثار من النعم التي يحصل بها الترف فالمترفون إذن أبطرتهم النعمة وسعة العيش وهم حريصون على الزيادة في أحوالهم وعوائدهم والساعون إلى بلوغ الغاية في حاجات النفس الحسية من المآكل والمشارب والمساكن والمراكب .
في تفسير ابن كثير ( مترفين ) : أي : كانوا في الدار الدنيا منعمين مقبلين على لذات أنفسهم
وقال جابر رآني عمر وأنا متعلق لحما ً فقال يا جابر ما هذا قال : لحم اشتريته بدرهم لنسوة عندي قرمن إليه ( يعني اشتهين الحم ) قال عمر : أكلما اشتهيت اشتريت أما يشتهي أحدكم شيئاً إلا صنعه أما يجد أحدكم أن يقضي فضله لجاره وابن عمه أين تذهب هذه الآية { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } قال : فما كدت أن أنفلت منه ( ما كدت أخرج من هذا القاء المحرج الذي وعظني فيه عمر ) . كان حفص بن أبي العاص يكثر غشيان عمر وكان إذا قرب طعامه اتقاه فقال له عمر :مالك وطعامنا ؟ قال : يا أمير المؤمنين إن أهلي يصنعون لي طعاماً هو ألين من طعامك فأختار طعامهم على طعامك ، قال : ثكلتك أمك أما تراني لو شئت أمرت بشاة سمينة فألقي عنها شعرها ثم أمرت بدقيق فنخل في خرقة فجعل خبزاً مرقاً وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سمن حتى يكون كدم الغزال ، قال حفص : إني أراك تعرف لين الطعام ( عندك خبرة فيه ) قال : ثكلتك أمك والذي نفسي بيده لولا كراهية أن ينقص من حسناتي يوم القيامة لأشركتكم في لين طعامكم .
وقال أبو (مجبذ) ليتفقدن أقواماً حسنات كانت لهم في الدنيا فيقال لهم : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها
وقال مجاهد : عن كل لذة من لذات الدنيا حتى عن شربة العسل يعني تسئلون .
كان عليه الصلاة والسلام يعد أصحابه نفسياً لما سيواجهونه في المستقبل من فتوحات ومن سعة العيش ورغيده فكان يقول لهم بعد ما يصعد المنبر : ( إني لست أخشى عليكم أن تهلكوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتقتلوا فتهلكوا كما هلك من كان من قبلكم ) هذا من آخر ما وعظ به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
والنبي صلى الله عليه وسلم كان في الطعام لا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً " أي أنه يأكل ما حضر نفيساً أو عادياً لا يتكلف ما ليس موجود" ويلبس من الباس ما تيسر من قطن وصوف وغير ذلك وكان يقاوم النزعات التي ظهرت في بعض أصحابه في اتباع الملة الانية والرهبنة والتبتل وترك النكاح والصيام أبد الدهر وعدم النوم ، يقاوم هذا ويقول : ( إني أخشاكم لله وأعلمكم بحدود الله)
قال الله : { بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى } قال ابن القيم رحمه الله : إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة بين أهل تلكالدعوة ، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتها تلك الموائد على موائد الآخرة .
تأملي هذه الآية : من سورة يونس
( إن الذين لايرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها والذين هم عن آيتنا غافلون . أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
أما آن لنا أن نكتفي بأي طعام المهم يسد جوعنا دون المبالغة فيه ولا التفن فيه ونتفرغ للعبادة ؟؟
أما آن لنا أن نعود أهل بيتنا على العبادة في رمضان( عوديهم لأنك المدرسة ) واتفقي معهم بخصوص نظام الطعام في رمضان
وليس
على انتظار فنون الطعام ( الترف ) ؟؟
هل ستضمنين أنك ستعيشين إلى رمضان آخر ؟؟
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين )