هل تحلمين أحياناً بالهجرة إلى بلاد بعيدة وتجربة العيش بمفردك،
وهل تبيتين هذه النية بداخلك وتخططين لتحقيقها في وقتٍ ما؟.. وهل تعتقدين أن بإمكانك فعلاً أن تعتمدي على نفسك في تسيير جميع أمور حياتك دون مساعدة أحد، وأن هذه الحياة ستكون أنسب وأكثر راحة من حياتك، وأنك ستكونين قادرة حقاً على العيش بعيداً عن والديك وأشقائك وعائلتك.. وهل هناك شخص تتمنين أن يكون بصحبتك خلال هذه التجربة؟ هذه الأسئلة وغيرها قد تقفز إلى رأس أي شخص عند سماع مراهقة تبوح بهذه الرغبة المجنونة، فماذا قالت المراهقات بكل صراحة؟..
بداية تقول، نجلاء، 14 سنة: عندما أشاهد بعض الأفلام الأمريكية أشعر برغبة قوية في العيش بالولايات المتحدة، فهناك تعيش الفتاة حياتها كما تريد، منذ أن تبلغ الثامنة عشرة، ويصبح لها حرية الاختيار بين البقاء مع أسرتها أو الاستقلال للعيش بمفردها أو برفقة صديقاتها، ويصبح بوسعها أن تفعل كل ما يحلو لها، وأنا أحلم بالهجرة برفقة صديقاتي الثلاث والعيش بصحبتهن، إنها رغبة مشتركة نخطط جميعنا لتحقيقها في المستقبل القريب!.
أما، آمنة، 19 سنة، فتقول: ليس بحثاً عن اللهو والحرية، ولا هرباً من القيود والرقابة، أنا أتوق بالفعل إلى تجربة العيش باستقلالية، والبحث عن عمل، ومواجهة الحياة بكل تحدياتها، وأنا لو وجدت الفرصة للهجرة سوف أختار كندا بالتحديد، لا أريد أن أعتمد على رجل في إدارة شؤون حياتي كلها، فأنا لا يمكنني أن أثق بأحد فيما يتعلق بأموالي وأعمالي وحياتي.
وتعارضهما حنان، 17 سنة، إذ تقول: رغبة تتملكني بشكل مؤقت حين تنعشها بعض الأفلام والروايات واللحظات الحالمة، ولكن عندما يأتي الجد، فأنا لست مستعدة لهذه الحياة إطلاقاً، ولا يمكنني العيش بعيداً عن عائلتي وصديقاتي.
حيا
ة عربية/ أوروبية
من جهتها، تقول هناء، 16 سنة: أتمنى أن أهاجر إلى تركيا بالتحديد، فمن خلال متابعتي للدراما التركية اكتشفت أنها بلاد جميلة، وشعبها راق ومترابط عائلياً، وطباعهم قريبة بشكل كبير من الشعب العربي، وهذا ما أبحث عنه بالتحديد، حياة عربية وإسلامية في عاداتها وتقاليدها – أوروبية في مظهرها وانفتاحها.
أما، فجر، 22 سنة، فتقول: إلى وقت قريب كانت هذه الرغبة تتملكني وتسيطر على أفكاري، ولكن تغيرت بعد مشاهدتي كليب أغنية “افترقنا” للفنان فضل شاكر، فقد كان الكليب يحكي قصة تتكرر دائماً في كثير من العائلات، حيث ينشأ الأشقاء ويعيشون تفاصيل طفولتهم سوياً، ويتشاركون الأحلام تحت سقف واحد، وبمجرد أن يشبّ كل واحد منهم تأخذه الحياة بعيداً وينفصل بحياته عن عائلته، وينخرط في الدراسة والعمل والسعي للرزق وتأسيس عائلة جديدة، فلا يعود يلتقي بعائلته القديمة سوى في الأعياد والمناسبات فقط، وأنا صحيح أنشد الحرية والاستقلالية أحياناً، إلا أنني لا أتخيل نفسي بعيدة عن والدتي وأشقائي، ومنفصلة بحياتي عنهم أبدا