فإن من توفي من أهل التوحيد والإيمان، ولم يتب مما ارتكبه من الذنوب في حياته، فإنه تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وتجاوز فضلا منه تعالى وكرما، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه؛ كما قال تعالى>مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. {الأنعام:160}. وقال تعالى: وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. {آل عمران:25}.
قال أهل التفسير: لا يبخس المحسن جزاء إحسانه، ولا يعاقب مسئيا بغير جرمه.
وعليه، فإن من عذب في قبره من أصحاب السيئات والمعاصي قد يطول عذابه ويقصر بحسب ذنوبه، ولا يلزم أن يستمر إلى قيام الساعة.
وعذاب القبر قد ثبت بالأدلة الصحيحة، ولكن مقداره وكيفيته بالنسبة لهذا الشخص أو ذاك هي من الأمور الغيبية، ولا يمكن الكلام فيها إلا بتوقيف من الشارع،
هل الأموات تتكلم فيما بينها في المقبرة؟وقد دلت الأحاديث على أن أرواح الموتى تلتقي في البرزخ وتكلم فيما بينها فمن ذلك ما رواه الأمام أحمد والنسائي وغيرهما وصحه الألباني من حديث طويل في بيان قبض الأرواح جاء فيه.. فيأتون به أرواح المؤمنين – يعني الذين ماتوا قبله فلهم أشد فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه ، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية
أريد معرفة معنى البرزخ والحياة الثانية بعد الممات؟
وأريد أن أعرف طريقة عمل الخير ولو كان بالكلام فقط وشكرا على إجابتكم على سوالي.
فإن العبد بعد موته إذا دفن في قبره ترد إليه روحه ويأتيه الملكان يسألانه وبحسب نجاحه في جواب الملكين يكون حاله في حياته البرزخية فمن أجاب إجابة صحيحة كان في روضة من رياض الجنة، ومن أخطأ في الجواب كان في حفرة من حفر النار وضيق عليه قبره.
وأما طريقة عمل الخير فتكون بتعلم ما يريد الله تعالى منا وتطبيقه حسب شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأهم ذلك الفرائض، لما في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وعلى المسلم أن يحرص على عمل الخيرات كلما وجد فرصة، وأن يجعل دائما نصب عينيه قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {الزلزلة:7}
وادخلكى الجنه