شهادة حاتم عبد القادر، وزير شئون القدس السابق في السلطة الفلسطينية:
– "انتهت صلاة الفجر، وبقي المصلون مرابطون.. تشققت خيوط الشمس بطلتها على المكان، فتبسمت القبة الصفراء الذهبية ليوم جديد.. بينما لا يعلم المسجد القبلي بقبته الزرقاء الفضية ما الذي يخبئه له الأعداء".
– "الساعة تدق عقاربها تمام الثامنة.. يزأر أصحاب القبعات السوداء والبذلات المحصنة وينقضون على حراس المسجد الأقصى ليقيدوهم واحدا تلو الآخر ويزجوا بهم في غرفة مغلقة، والهدف هذه المرة منع تسريب الأخبار لمن هم في الخارج حول ما قد يجري بالداخل".
– "تعالت التكبيرات والتهليلات من المصلين، بينما قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي تنهمر من فوهات بنادقهم المليئة بالحقد.. يتصدى المصلون بصدورهم العارية وبصمودهم، فيقع عدد منهم على الأرض مصابا".
– "رغم الجروح والإصابات والاعتقالات فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية قررت أن تستمر في الهجوم على المصلين؛ حيث دفعوا بالمصلين إلى داخل المسجد القبلي، وبسلاسل من الحديد أغلقوا الأبواب عليهم، فما كان من المصلين إلا استخدام مكبرات الصوت ورفع النداء بالإغاثة".
– "أصوات التهليلات والتكبيرات زلزلت المكان، واستفزت الاحتلال بعناصره الذين أحضروا سلالم واعتلوها محاولين اقتحام المسجد القبلي، بعد أن قطعوا التيار الكهربائي، وهاجموا غرف الأذان".
– "دفعت حالة الغضب بين المصلين الجنود الإسرائيليين للتراجع إلى الساحات الخارجية وفتح البوابات في اللحظة الأخيرة، بعد نحو ساعة من إغلاق بوابات المسجد القبلي على من بداخله".
شهادة يوسف الباز، أحد قيادات الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 والمتواجد في ساحات الأقصى:
– "باب المغاربة، ولاعتبارات عديدة، هو الباب الأساسي الذي يستخدمه الاحتلال لدخول الجماعات اليهودية الدينية والسياح الأجانب، وهو ما يجعله الباب الذي ترتسم عبره ملامح الاقتحام للمسجد الأقصى هذه المرة كما في كل محاولة سابقة، وهذا قد يكون له أكثر من سبب أولها أنه أقرب الأبواب إلى المسجد الأقصى من ناحية حائط البراق، أو ما يسمونه حائط المبكى الذي تتجمع عنده الجماعات اليهودية المتطرفة".
– "ما إن شعر المصلون باقتحام قوات الاحتلال لباحات الأقصى، حتى هب المصلون لمواجهتهم بصدورهم العارية".
– "لا يقتصر مشهد المواجهة على الشبان والمصلين العاديين، فهناك مسنون ونساء، إلى جانب العديد من الشخصيات الدينية البارزة ممن يتكاتفون في التصدي لمحاولة اقتحام الأقصى".
– "أخذت الأمور تتطور، وإذا باقتحام إضافي لمئات من عناصر شرطة الاحتلال المتربصة بالقرب من البوابات الرئيسية؛ حيث هجموا بقوة وهم يحملون الدروع البلاستيكية، والعصي، إلى جانب الأسلحة".
– "هذا الهجوم لم يمنع المصلين من أن يعلنوا غضبهم، فصدحت مآذن الأقصى بالتكبيرات والتهليلات وطلب الإغاثة، فما كان من الاحتلال إلا أن هاجم غرف الأذان وقطع الأسلاك الكهربائية، ليمنع من وصول النداء للخارج".
– "لم تدم دقائق الهدوء كثيرا، حتى عاد الاحتلال لاقتحام الساحات من جديد، وليصب جل غضبه مرة أخرى على أولئك المصلين الأبرياء.. فما كان من المصلين إلا أن تصدوا مرة أخرى بالكراسي والأحذية معبرين عن صمودهم في باحات الأقصى".
حسبنا الله و نعم الوكيل لا حول ولا قوة إلا بالله