حينما عجزت ذراعاك عن الحركة تشبثت
بي ضلوعك وأنا أنهض من على صدرك
لم أكن أتخيل يوماً أن تضمني حتى
يُخيل إليّ أني وأخيرا أصبحت خلفها
بل كنت أشعر بأني أخذت مكانك بالداخل ..
وقد انطمست بك وخالطت منك حشاك والدما !
حتماً
لم أحتج الكثير من الضوء لأكتشف أنك لم تكن أنت
ذلك الشخص الذي التقيته داخلك
كان طفلا , ولكن طفلا غير عادي
كان يبكي تحت جنح الظلمة . . مع دمعة ونذرِ من كسر ٍ !
وليل ثقيل طويل . . وخوف ينكسب في قربة مخروقة !
لم أشأ أن أوقظك وأنا أنتشلني من داخل
ضلوعك لأخرج إلى ذلك الرجل
الذي طالما رأيته طوداً أحمله كل ما أستطيع تحميله إياه
مهما دق حجمه أو كبر أمره !
لم أكن أعلم يا صغيري ..
أنك كذلك تشبهني وأنك رغم كونك رجلا إلا أنك لا تختلف عني كثيراً
أنت بالضبط مثلي تخاف وتفرح وتحزن وتقلق .. بل وحتى تبكي
خرجت من أتون صدرك .. لأقف مع ملامح رجولتك وجها إلى وجه
أتفحص كل ثنية فيها .. أبحث عن كل تلك الأسئلة التي وجدتها داخلك
أنبش عن الخوف وجاثوم القلق الذي يعربد في جوفك ..
كنت أود أن أقتلع كل ذلك
ولكني جثوت على ركبتي بين يديك حزينة
باكية
متألمة
وللحق نادمة !
كنت أتمنى لو أن بيدي دلوا من نجم وآخر من حلم
فأسكبهما معاً لأحوّل حلمك إلى شمساً لامعة ..
كوكبا يضيء لك كل عتمة
أو أن أحمل بيدي بستاناً من قصب السكر
لتخذ منها وقت كسرك عصا تتوكؤ بها
أو تهش بها على قلقك !
حاولت جمع ما أستطيع من قوة ..
كانت منثورة في نفسي وجسدي .. لأمنحك إياها
أنا بعد كل ما رأيت لم أعد راغبة في هذه الحياة
بدور الطفلة التي حتى وإن رأت ثمّة ما يلوح ركضت
لترتمي بين جناحيك خائفة متسلة
أدركت حتما يا صغيري .. أني كنت وباختصار أهرقك !
نعم عاجزة بل وحائرة جداً !
حائرة بين ندمي واعتذاري وطريقة تكفيري عن ذنبي
لن أنثر هنا فلسفة تشبه فلسفة الشعراء بأن أهبك عمري كله
أو أفنيه لأجلك حتى تسعد , أو هاك عيناي فداء ..
لا إطلاقاً .. أنا لست كذلك .. بل وقد أعتذر اليوم ثم أعود غداً
أنا إعصارك الذي لم يحمل وجها قط ..
أنا شيئاً أتى ليعصف بك إلى آخر عمرك
اقبلني هكذا أرجوك
أعترف أني لن أرحل ..
سأبقى هنا معك مهما اتخذ بقائي بالنسبة لي وجه الوباءأو البلاء
أنا هنا فقط لأقول أني طردت الغربان من على شرفة غرفتي
وعلقت مكانهم .. سلسال من ذهب
في كل صباح يستمد لمعانه من عينيك .. وتقتات ذهبيته من أحلامنا
ستكبر أحلامنا وستشب معنا وقد تهرم بيننا أيضاً
إلا أني لن أرحل يا صغيري
فقط لأني هنا لست حبيبتك فقط
وإنما أمك أيضاً
فك قيد ذلك الطفل الجريح في داخلك
لم تعد محتاجا لئن تتمرد أكثر وتهرب أكثر .. وتسهر أكثر
أنا هنا لأنك هنا ولأنه يحتاجني أكثر مما أحتاجه
ولأني بساطة أيضاً أحبك أكثر مما تحبني
هي معادلة موزونة صدقني فلا تنظر إليها بطرف عينيك استنكاراً ..
أعلم بل ومتيقنة من أني لا أستطيع أن أقدم لك شيئا عظيما
ولكني أستطيع أن أقدّم لك أمراً قليلاً بطريقة عظيمة
عندما أفتح عينيّ في كل صباح أحمد ربي أن رد إلي روحي
فأحيا يوما جديدا أملا بطاعته
وعندما أسمع صوتك أشكرك جداً
لأنك تردّ الروح للدنيا من حولي
فأنت وكما تعلم جيداً لا أحد يحرك
الأشياء من حولي في عالمي غيرك
.
.
وكل ما جيت يا الغلا للتناهيد ..خفت أتنهد
خفت عليك وإنت بخافقي من حر التناهيد
..
اليوم أنا وبقية الصبايا على موعد مع صخب وعرس ورقص . .
كالعادة ستُزف أمامنا عروساً أخرى في موكب تتمناه كل فتاة
ولكن ..
أبشرك لم أعد أحس بطعم المرارة التي أحس بها
فيما قبل عندما أحضر كل عرس
بات الأمر شيئا عاديا جداً ..
ما عاد يستثير بي الغربة أو حتى الفقد
كما أني يا صغيري لم أعد أبكي
كبرت قليلاً وأصبحت أنضج !
هه .. هذه هي الحياة حتى الطبخة في القدرلابد
وأن تنضج مادامت النار مشتعلة تحتها
وطالما هي تكتوي بنارها
إلا أن بعض الطبخات ياصغيري تحترق ..
حين تغفل اليد التي صنعتها عن مرحلة نضجها !
ربما لهذا أنا الآن ناضجة
وربما لنفس السبب_ إن غفلت عني_ سأغدو
م
ح
ت
ر
ق
ة
غداً !
لن أشتهي الرطب هذا الصيف ..
حتى القهوة لن أقربها هذا وعد منّي ..
وأريد أن أعدّك ألا أقترب من طفلتي "…." كذلك ..
ولكني أخشى النكث به
أريد أن أعدك بألا أقترب من كل شي حلمنا حوله
وسجرنا نارنا لنسهر على ضوءها ونحن ننسج الحلم الجميل
أريد أن أبتعد عن كل وخزة حلم لم يتحقق
فكل وخزة تحمل سما قاتلا .. نذير الغد المجهول !
أعلم أني هنا أهذي وأعلم أنك تقرأني باحتراق/ف ..
ودت لو أنك تخيط فم الحقيقة
ولكنك لا تستطيع ولن تستطيع
ألم أحدثك عن وخزة الأحلام !
فالإبرة التي تبحث عنها .. قد استعارتها الأحلام الجميلة
ألم أحدثك عن وخزها؟
ألا يجدر بنا أن نستعير من الشمس لهب نكوي به أوجاعنا
صغيري .. ! لا أريد تخويفك ولا حتى إوجاعك
ولكن , لم أعد أنام جيدا
ولا أأكل جيدا
كما أني لم أعد
أستطيع أن أحبك جيداً
لأني ياللفجيعة أصبحت أحبك أكثر !
هنا على صدري يرتكز وتد المعاناة . .
وهناك على السرير ترقد قرية من الأسى
وعلى صفحة الملعقة أرى ملامح وهجك وهي متمدة مستريحة ..
رغم أن هذيان الحب موجع ولكن منظرك مضحك بعض الشيء !
هل تصدق أني حين أتخاصم معك أكون قاسية معها ..
إيهاما مني أنك هنا موجود وأني أملك
أمر التنكيل بك دون الحاجة إلى حضورك
ولكن اطمئن
سوف لن أكون قاسية معك بعد الآن
كما أني لن أكون لينة معك بعد الآن
أنا الآن مشغولة نوعا ما بأمر أهم
مشغولة في البحث عني !
فريثما أجدني سوف لن أكون لك إلا كما تحب
بل كما نحب أنا وأنت والفيئ ثالثنا !
كم مرة حاولت سرقة القرية التي تسكن بجوار قلبك ..
ولأكون أكثر صدقا
فأنا في كل ليلة أسرقها منك
ولا أنام إلا على حكاياها عن قلبك
متى حزن ؟
ومتى طرب ؟
ومتى اضطرب ؟
ومتى جاع ؟
ومتى شبع ؟
وكيف ظمأ ؟
وأين ذهب ؟ ومن أين أتى ؟
أنهال عليهم بشلال الأسئلة لعلهم يشبعون ظمأ استبد بي
وكل ذلك مقابل أن أرجعهم
مرة أخرى يخزنون حكايا يومك الجديد
ليلة شهرزادية أخرى أكون بها
أجمل وأطهر امرأة على وجه الأرض بحكاياك النقية ..
وحينما يبدأون بتلاوة الحكايا على رأسي
أنام في قلبك وعلى هتاف نبضك المتبتل !
أنا لا أبالي بكل الأشياء إن كنت معي
أول تلك الأشياء حين نتوه أنا وأنت
في الدروب ونضيع درب العودة
فتستغرب حين تراني جذلة لا تتسع الأرض لرقصي
كم أشعر أن كل شيء بخير وعلى
ما يرام فقط حين أكون جهاتك الأربعة !
ولكن
هل تود حقا أن تعلم متى يكون ضياعي ؟
حيت تصطدم أنفاسنا
فهي تحدث بداخلي دوي أعجز أنا عن فهمه
والسيطرة على قلبي حينها !
مصرّة على حبك كما تصر كل الأشياء على طبيعتها
فهل سمعت بيوم عن نار مثلجة
أو ماء مشتعل ..أو عن كوب يتحدث
أو حجر يرقص
.
.
كذا هو إصراري على حبّك كالفطرة تماماً!
ناولني يدك أريد الخروج من الصفحة .. لأعتلي حضنك
ط/فلتك
:11_1_123[1]::11_1_123[1]::11_1_123[1]::11_1_123[1]:
وصاحبته اروع
تشكراتي
تمتلكين حرف عابق بالعطر زاخر بالجمال
نقية كقلبكِ والقاكِ عندما تقطفين
من روحك ثمار الابداع والذوق الرفيع
دمتِ كما انتِ شآمخة بما تطرحين ..
تقبلي هطولي على حرفكِ بشغف ..
آبار