يتعلم طفلك في المدرسة، خاصة في سنواته الأولى، أساسيات القراءة والكتابة والحساب والعلوم، لكن هناك الكثير من المهارات التي يحتاج الى تعلمها وتبدأ من البيت أولا، ودورك هو تعليمها له منذ الصغر. في ما يلي أهمها.
طرح التساؤلات
واحدة من أكثر المهارات التي تفتقدها مدارسنا هذه الأيام هي تعليم الأطفال كيفية التفكير النقدي، ولأسف يعتبر بعض المدرسين الطفل الذي يسمع ويحفظ ولا يعلق طفلا جيدا ومؤدبا، بينما الذي يطرح التساؤلات على النقيض تماما مجادل ومشاكس.
درّ.بي طفلك منذ الصغر على أن يطرح الأسئلة: كيف؟ ولماذا؟ وماذا لو؟ ودرّ.بيه على مهارة التوصل إلى معرفة الجواب.
المحادثة اليومية بينك وبينه في مختلف أمور الحياة تعلمه هذه المهارة التي لن يتعلمها في المدرسة.
التفكير الإيجابي
إن كان من الضروري أن يتعلم الطفل طرح الأسئلة والتفكير النقدي، في الوقت نفسه يجب أن نغرس فيه التوقعات الإيجابية لأمور الحياة. فبدلا من أن يبدأ في الشكوى والضجر من الأمور التي لا تنال إعجابه، علّميه كيف يفكر في تغييرها إلى الأفضل، وبدلا من أن يكبر وهو يمتلك نظرة متشائمة، علّميه الثقة بنفسه وبقدراته وبحجب التفكير السلبي بعيدا عن ذهنه.
اتخاذ القرار
لا يوجد أجمل من سنوات الطفولة المبكرة لكي نغرس في الطفل مهارة اتخاذ القرارات. الكثير من الأطفال يكبرون ويدخلون مرحلة الشباب وليس لديهم القدرة على اتخاذ قرار واحد، حتى لو كان مصيريا. من المهم أن تدرّ.بي طفلك أولا على أن اتخاذ القرارات الناجحة يبدأ من جمع المعلومات عن الموضوع، وتحديد الخيارات، ومعرفة سلبيات وإيجابيات كل قرار، ثم عليه أن يتخذ القرار بسرعة ومن دون تردد.
ضبط النفس
البكاء لأتفه الأسباب والغضب الدائم وارتكاب الكثير من الشغب في المدرسة أمور يقوم بها الكثير من الأطفال على مدار اليوم، وذلك يرجع إلى عدم قدرة الصغير على ضبط النفس في الكثير من المواقف التي يمر بها مثل: رفض تناول طعام معين أو تحرش زميل به أو الاختلاف على العب مع أشقائه.
من الضروري أن تدرّ.بي طفلك على هذه المهارة قبل دخول المدرسة، ولا يكون ذلك بالعنف والضرب والعقاب التعسفي، إنما بتعريف الطفل بالفرق بين الصواب والخطأ وضع القواعد والحدود. كما أن واحدة من أهم الطرق لتعليمه هذه المهارة أن تكوني قدوة له في هذا المجال، فعندما تمارسين رباطة الجأش حتى في المواقف الصعبة، وتعاملين معه بهدوء وعدم انفعال وبدون غضب، سيقوم بتقليدك ويتعلم كيف يضبط نفسه، حتى عندما يكون واقعا تحت الضغط.
صنع الأصدقاء وليس الأعداء
الكثير من الأمهات يعلمن أطفالهن كيفية المنافسة والتفوق على رفاقهم، بدلا من ذلك ينبغي تعليم الطفل منذ نعومة أظفاره أن هناك الكثير من المجالات التي يمكن للناس أن تكون ناجحة فيها. يجب تدريبه على أن أعظم نجاح يمكن أن يحققه في حياته هو مساعدة الآخرين على النجاح، وهم سيساعدونه في المقابل.
بدلا من غرس بذور المنافسة والصراع داخله درّ.بيه على أن صنع الأصدقاء أهم ألف مرة من صنع الأعداء، وهذا يحدث بالعمل الجماعي والتعاون وليس بالمنافسة.
الرغبة في أن يكون مستقلا
يعاني الكثير من الأطفال من عدم التكيف مع المدرسة خاصة في مرحلة الروضة، والسبب أنهم يذهبون إلى هناك وهم لا يعرفون حتى كيف يتصرفون عند الرغبة في الذهاب إلى الحمام. هذه المشكلة سببها أن الأسرة لم تغرس في طفلها في سنوات ما قبل الذهاب إلى المدرسة الرغبة في أن يكون مستقلا.
تدريبه على الذهاب إلى الحمام وحده، وارتداء ملابسه من دون مساعدة من أحد، وتناول الطعام بطريقة أنيقة، كلها مهارات بسيطة ستجعل الطفل لا يتكيف مع المدرسة وحسب إنما مع الحياة أيضا.
يدخل الطفل إلى المدرسة ثم تفاجأ الأم بأنه لا يشارك في الأنشطة المدرسية، وربما يعاني من الانطواء والخجل ولا يكوّن صداقات مع رفاقه في الفصل. المدرسة ستعلّم طفلك الكثير من المهارات العلمية، لكنها لن تساهم في تطوير مهاراته الاجتماعية إلا إذا كانت موجودة لديه، طفلك بحاجة إلى تدريبه في وقت مبكر على مثل هذه العلاقات ومساعدته على تطويرها باستمرار، امنحيه الفرصة للتفاعل مع غيره من أطفال الجيران والأقارب والأصدقاء وشجعيه على الانخراط في الأنشطة المختلفة وتكوين صداقات.
تحديد الهدف
السؤال الذي يوجه دائما الى الأطفال: ماذا تريدون أن تكونوا عندما تكبرون؟ قلة من الأطفال هي التي تجيب: طبيب، مهندس، كاتب.
تدريب الطفل على تحديد هدفه في الحياة أمر بالغ الأهمية، فتحديد الهدف منذ الصغر بمنزلة البوصلة التي تحدد له الاتجاه الصحيح وتقيه العشوائية في حياته. لا تفرضي عليه هدفا محددا، بل ساعديه على العثور على هذا الهدف من خلال الحوار وقراءة قصص العظماء له وتشجيعه على الاشتراك في الهوايات والأنشطة، ثم دعي له الاختيار.
أن يكون مستمعا ومتحدثا جيدا
الكثير من البالغين لا يمتلكون مهارة الإنصات الجيد ولا فن الحديث بطريقة لائقة. الطفل الذي يتمتع بهذه المهارة سيكون أكثر تفوقا من أقرانه، ليس في المدرسة وحسب إنما في سنوات البلوغ. الطفل قد ينمي هذه المهارة في المدرسة، لكن لا بد أن تبدأ أولا في البيت. عندما تنصتين جيدا لما يقوله، فهذه رسالة بأن ينصت هو أيضا للآخرين. كما أن فن الحديث يختلف عن فن المحاضرة التي تلقيها الأمهات كل يوم أمام أطفالهن، تحدثي مع طفلك بدلا من الحديث في وجهه.
النظافة الشخصية
نلتقي كل يوم بأشخاص كبار يثيرون اشمئزاز الناس واستياءهم، والسبب عدم اهتمامهم بأبسط قواعد النظافة الشخصية. هؤلاء ما كانوا ليفعلوا ذلك لو تعلموا في طفولتهم مبادئ ومهارات العناية والنظافة الشخصية.
درّ.بي طفلك في سن مبكرة على قواعد النظافة: رمي القاذورات في سلة القمامة، كيفية استخدام الحمام، غسل اليدين، غسل الأسنان بالفرشاة، الاستحمام، العناية بتصفيف شعره، عندما يتعلم هذه القواعد سيكبر وهي جزء من روتين حياته اليومية.