تخطى إلى المحتوى

من علامات التغيير : القلب الحي 2024.

من علامات التغيير : القلب الحي .

النفس المطمئنّة

من علامات التغيير : القلب الحي .

إن حياة القلب تعني تجاوبه مع ما يقوله اللسان بالخفقان والإحساس والشعور ، ولقد جاء وصف القلب الحي في القرآن والسنة بجملة من الصفات التي تساعده على التغيير إلى الأفضل ، ومن هذه الصفات نجد انشراح الصدر ، صاحب هذا القلب يكون منشرح مطمئن دخل النور في قلبه ، فعم ابن مسعود رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله ، قوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) الزمر 22 ، كيف انشرح الصدر ؟ قال : إذا دخل النور القلب انشرح الصدر وانفتح ، قلنا : يا رسول الله وما علامة ذلك ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله . أخرجه الحاكم والبيهقي .
ومن صفات القلب الحي الخوف والوجل من الله تعالى وخاصة عند سماع الذكر وهذا ما أكده قول الله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) الأنفال 2 ، والوجل هو الخوف والاضطراب والفزع وزيادة خفقان القلب وسرعة ضرباته ، ويشعر الرباني بذلك عند ذكره ، وقالت أم الدرداء : إنما الوجل في القلب كاحتراق السعفة .

ومن صفات القلب الحي الذي يساعد على التغيير ما بالنفس هو الخشوع ، والخشوع كما عرفه ابن رجب يقول : ( وأوصل الخشوع هو لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته ، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) متفق عليه .
فإذا خشع القلب خشع السمع والبصر والرأس والوجه وسائر الأعضاء وما ينشأ منها حتى الكلام ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه : ( خشع سمعي وبصري ومخي وعظمى ) رواه مسلم والترمذي .

وفي قوله تعالى : ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) المؤمنون 2 ، يقول ابن عباس رضي الله عنه : " أي : خائفون ساكنون " ، وهذا ما أكده قول ابن رجب رحمه اله تعالى : أنه " متى تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه وأطرافه مع فراغ قلبه من الخشوع وخلوه منه كان ذلك خشوع نفاق ، وهو الذي كان السلف يستعيذون منه كما قال بعضهم : استعيذوا بالله من خشوع النفاق ، قالوا وما خشوع النفاق ؟ قال : أن يرى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع .
فمن أظهر للناس خشوعا فوق قلبه فإنما هو نفاق على نفاق ، وأصل الخشوع الحاصل في القلب إنما هو من معرفة الله تعالى ، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله ، فمن كان بالله أعرف كان له أخشع " . انتهى كلامه .

بارك الله فيكي
بارك الله فيك يا غاليه
جزاكم الله خيراا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.