تخطى إلى المحتوى

مكافأة نهاية الخدمة روعة 2024.

  • بواسطة
مكافأة نهاية الخدمة

بسم الله واللهم صل وسلم على رسول الله

قال تعالى :

{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28

كانت أسرة بسيطه من الأسر المصريه الطيبه

صاحب البيت وراعيه .. محاسب بأحد الشركات … كل هدفه فى الدنيا انه يوفر النفقات اللازمه لأسرته … كى يعول اسرته مع ابقاء النذر البسيط كمصاريف طوارئ .. تكفى بالكاد لشراء علبه دواء اضافيه لزوجته الطيبه أم الأولاد …

هى أم مثل اى معظم الأمهات المصريه .. راضيه وقانعه ومش عايز غير رضا ربنا ثم رضا جوزها وانها تفرح ببناتها وتشوف اولادها مرتاحين فى شغلهم وحياتهم …

ونأتى للأولا ..

البنت الأولى (م) مجتهدة جدا .. دودة كتب … تفوقت .. وصارت طالبه امتياز بكليه الطب وعلى وشك التخرج .. كانت الأسرة تدخر من قوتها كى تساعد ابنتهم طبيبه المستقبل

الأبن الأكبر (ا) طالب بكليه الهندسه … قسم مدنى … يتمنى ان يتخرج ليبنى مساكن وشركات ومدارس ومساجد .. كى يبنى مستقبله

الأبن الأصغر(هـ) بالثانويه العامه .. عاشق لكرة القدم .. يلعب أكثر مما يأكل ويشرب ..مخه كوره وبس

الأبنه الأخيرة (ر) تلميذة بالأبتدائى … الدنيا بالنسبه لها فأرة (ماوس) ولوحة مفاتيح(كي بورد) و انترنت … مدمنه كمبيوتر

وبفضل الله .. المركب ماشيه …

فى أول ليالى رمضان .. اجتمعت العائله … وبعد تناول السحور .. قال الأب .. نحن فى ليلى مفترجه .. فلندعو الله تعالى بما نريده

قالت (م) .. أتمنى التخرج والتفوق .. ونفسى يا باب فى عياده …علشان ترتاح منى …وكمان أعيش وأعمل بمذاكرتى وتعبى واشترى سيارة بدل الميكروباص والأتوبيس (المقرف) ضحك الأب وسكت

قال (أ) وانا نفسى يا بابا فى شغلانه نأكل منها دهب .. قال له الوظيفه ولا تسافر بره ؟.. قال لا … نفسى اصرف على مشروع التخرج واحوله استثمارى وأشترى فيلا فى الساحل الشمالى وعربيه سبور واتجوز بنت عميد الكليه زميلتى .. وقتها بس توافق عليا أكيد .. ابتسم الأب وسكت

قال (هـ) .. نفسى اجيب اى مجموع وادخل اى كليه .. علشان العب فى النادى الأهلى .. واعيشكم عيشه ابوتريكه وعائلته .. نفطر جاتوه ونتغدى كباب ونتعشى بيتزا…. نظر اليه الأب وسكت

قالت (ر) … وانا نفسى فى لاب توب .. و مودم هوائى (usb modem) علشان ادخل الأنترنت من اى مكان ….أنا مش أقل من زميلاتى بنت الأستاذ مكرم .. وبنت اللأبله هناء … نظر اليها الأب … وشرد بذهنه …

والتفت الى زوجته … وسألها نفسك فى ايه …

اتكسفت ودارت وجهها بيدها وقالت .. سلامتك …

كرر عليها السؤال …. قالت مأنت عارف ..عايزين نغير (أوضة النوم) وننجد المراتب ونجيب صالون بدل اللى اتكسر ده . يا ابو (م) انا بأتكسف من الجيران لما بيجوا يزرونا .. بيتنا وحش قوى .. وأخواتى بيتريقو على عفشنا وحالنا ..

خيم السكون على الجلسه العائليه … وانتبه الجميع ان الأب هو الوحيد الذى لم يقل أمنيته …

سألوه .. طيب وأنت يابابا .. قال .. فرج الله قريب .. بكره أرد عليكم ان شاء الله

جاء الصباح … ذهب الوالد الى العمل .. واتجه الى قسم التأمينات .. وسأل هو لو مات دلوقت حالا .. .. يأخد كام مكافأة نهاية الخدمه ؟؟ .. عرف المبلغ … المبلغ فاق التوقعات …ببساطه .. يكفى طموحات الجميع ……حمد ربنا … ثم ضحك من قلبه .. وضحك .. وضحك .. .سأله زميله ايه الحكايه ..

أجابه .. سبحان الله .. تصور ان موتى يحل كل مشاكلى فى الدنيا …وقص عليه القصه كامله .. تعجب زميله .. وقال له لا طبعا … حسك بالدنيا باعم .. بلاش تفكر كده ..

المهم .. جاء تانى يوم .. وبعد السحور .. طلب الزوجه والولاد وضع قيمه تقديريه للمبلغ الذى يطفى طموح كل منهم … وبسرعه مسك كل واحد ورقه وقلم .. وحسب الحسبه

أخدها الأب .. وجمع المبلغ … وجدته أقل بشئ بسيط من مكافأة نهايه الخدمه لو مات …

ضحك وقال الحمد لله .. مقضيه ..

فرح الأولاد … والزوجه … هملت زغروده ناااار

قال ايه الحكايه . .قال لهم راح افهمكم ..

بس هاتو المصحف ..

تعجبت الزوجه والأولاد ..

سألهم الأب .. بتحبونى … ؟؟

تعالت الأصوات .. وقالوا طبعا يابابا ..

قال طيب .. نعقد اتفاق …

كل واجد يضع يده على المصحف .. ويقسم بالله انه سبقول ما يتمناه .. ولكن ليس اليوم .. بل فى ليله العيد …

زادت حيرة الأولاد والزوجه …

قال لهم انا لو مت .. حالا … ستقبضوا مكافأة العمل وهى تقريبا تكفى كل طلباتكم واكثر قليلا

الجميع سكت .. وبعدين قالوا لا طبعا يابابا .. نفسك بالدنيا …

قال لهم .. طل واحد يحلف على المصحف .. اخر يوم فى رمضان .. يكتب اللى حلم به كل ليله ينا فيها لغايه ليله العيد …

الجميع وافق

مرت الأيام …. يجتموعون على الأفطار بلا كلام …. وفى السحور الكل سرحااان وساكت !!

مرت الأيام .. وجائت ليلة العيد … قال الوالد .. اين الأتفاق .. كل واحد يجيب الورقه اللة كتب فيها أحلامه وبكل صراحه ..

جاء الورق .. من الزوجه .. الأولاد والبنات

قرأ الرجل الورقه وضحك .. وجد أن الجميع كان بيحلم انه مات فعلا .. وان الحلام اصبحت حقيقه …

فهاهى (م) أصبحت طبيبه ولها عياده روعه ..

وهاهو (أ) تزوج زميلته بنت العميد .. وأصبح له شركه خاصه

و(هـ) .. أصبح بيلعب الفلوس .. يفطر جاتوه ويتغدى كباب ويتعشى بيتزا .. وأصبح هداف النادى الأهلى

(ر) أصبح معها لاب توب ويو اس بى مودم … وكمان بقى عندها مقهى انترنت

أما الزوجه … فغيرت العفش ودهنت البيت … ووضبت مدخل العماره وجابت تلاجه جديده .. وبوتوجاز جديد .. وكل اللى نفسها فيه …

قرأ الأب … وتأكد .. أن الدنيا .. فى نفس أولاده وزوجته أكبر من اى شئ ..

عرف ان مشاعرهم .. انكشفت .. مع أول اختبار …

جاء العيد … وفطر الجميع ..وفجأة .. جاء للأب نوبه قلبيه حاده ..

تم نقله للمستشفى …

دخل العنايه المركزة …

فى أول ليله …بدأت أحلامهم تظهر لهم انها على وشك انها تصبح حقيقه …

ثانى يوم الأب فى العنايه المركزة .. بدأت الأحلام .. تهتز .. تغيرت الحسابات ..

تذكرت البنت .. وهى ترى أبوها وقد علقت له المحاليل والتنفس الصناعى ..

تذكرت كم كان يداعبها وهى طفله .. وكم كان يصلح حذائه خمس مرات فى السنه علشان يشترى لها المذكرات ..

وكذلك الأبن والزوجه والجميع …وقال الجميع وماله … بس العز حلو برضه .. وكلنا هانموت …

مر ثانى يوم … وثالث يوم … وبدأ الأبناء .. يتمنو شفاء الأب .. ومش مهم الفلوس

الكل يرفع كفه للسماء .. يااااااارب

يارب بابا اهم من الدنيا … مش عايزة عياده ولا مستشفى

يااارب .. مش مهم اتجوز بنت العميد .. المهم ابويا اللى تعب علشانى

بااارب .. انا عايز ابوى .. مش عايز لا كباب .. ولا جاتوه .. ولا يتزا

يااارب .. انا كرهت اللاب توب والكومبيوتر والانترنت .. عايزة بابا .. يااارب

يااارب .. مش مهم الأنتريه .. ولا أوضه النوم .. هو احنا يعنى عايزين ايه أحسن من كده … بس هى ام على جارتنا الله يسامحها هى السبب

وجاء اليوم الرابع .. وبدأت علامات الأنهيار تظهر على الوالد .. تعجب الطبيب .. الجسم سليم .. ولكن القلب يأبى الا ان يموت .. لابد من سر …

سال الزوجه والاولاد .. وعرف منهم القصه .. وتأكد أن الأب يموت حزنا .. وكمدا ..

قال للأولاد … ادخلوا .. ودعوا أبوكم .. خلاص هايموت .. ما فيش أمل …

صرخ الجميع .. جروا على ابوهم .. من يقبل يده .. ومن يقبل قدمه .. ومن يقبل رأسه …

خلاص بابا ها يموت .. لاحول ولا قوة الا بالله … بابااااااااااااااااااا

وسمع الأب منهم ..

يارب بابا اهم من الدنيا … مش عايزة عياده ولا مستشفى

يااارب .. مش مهم اتجوز بنت العميد .. المهم ابويا اللى تعب علشانى

بااارب .. انا عايز ابوى .. مش عايز لا كباب .. ولا جاتوه .. ولا يتزا

يااارب .. انا كرهت اللاب توب والكومبيوتر والانترنت .. عايزة بابا .. يااارب

يااارب .. مش مهم الأنتريه .. ولا أوضه النوم .. هو احنا يعنى عايزين ايه أحسن من كده … بس هى ام على جارتنا الله يسامحها هى السبب

وفجأة …. فاضت الروح لخالقها …بعد ان نطق الشهادتين

وقبض الأولاد والزوجه مكافأة نهايه الخدمه …

وكان الأب … محروما طوال عمره .. من أجل اولاده …

وماله .. ومايهنا له …..

هذة هى الدنيا ..

ولتقرأ قول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14

اللهم أحينا عيش السعداء وامتنا موت الشهداء

شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكوره على الطرح الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.